موقع “ميديا لاين” الأمريكي: جهود قطرية بجودة عالية لاستضافة أحداث ريايضة عالمية

الدوحة- وكالات:

أكد خبراء وباحثون أن دولة قطر باتت تملك خبرة دولية في استضافة البطولات الرياضية الكبرى خاصة وأن جهود استضافة الدوحة كأس العالم 2022 وصلت إلى مستوى عالٍ من الجودة قابلة للتنفيذ والاستثمار الجيد يحقق مونديال تتوافر به كافة مقومات النجاح وبكفاءة عالية ، وأشاروا إلى نجاح الدوحة في تنظيم فعاليات رياضية كبرى مثل بطولة التنس المفتوحة للسيدات التي تستضيفها الدوحة كل عام والتي يرجع تاريخها إلى 18 عاماً. وقالوا إن الدوحة ستثبت عدم صحة الانتقادات باستعدادها التام من خلال التحضيرات الجارية لاستضافة البطولة الكروية الأبرز في العالم. وان الجمهور الذي شارك في البطولة السابقة سيكون مشاركا في مونديال قطر 2022.

الحدث الأبرز

قال موقع “ميديا لاين” الأمريكي، في تقرير بعنوان “مونديال قطر موضوع بحثي لاستضافة الأحداث الرياضية الضخمة بالشرق الأوسط”،إنه مع انتهاء بطولة كأس العالم في روسيا تتحول الأنظار الآن إلى قطر التي تستعد لاستضافة النسخة التالية من البطولة بعد أربع سنوات من الآن، وفي حين أن لعبة كرة القدم التي يتم وصفها بـ”اللعبة الجميلة” – إشارة لمدى جماهيرية تلك الرياضة الممتعة التي تجري مبارياتها في كافة أنحاء العالم- كان الاتجاه في الماضي أن يتم استضافة بطولة كأس العالم التي تعد الحدث الكروي الأبرز من قبل بلدان لها تاريخ من النجاحات في تلك الرياضة أو في الغرب من جهة أخرى، ووفقا لذلك الاعتقادات، فقد استضافت الدول الأوروبية كأس العالم لعشر مرات سابقة، فيما استضافتها دول بكل من أمريكا الجنوبية والشمالية، في خمسة وثلاث مناسبات على الترتيب، بما يتضمن بطولة كأس العالم 2026 التي ستجري استضافتها في كل من أمريكا والمكسيك وكندا. وأشار تقرير موقع “ميديا لاين” إلى أن مونديال 2022 الذي ستستضيفه الدوحة يمثل مادة ثرية للبحث العلمي ، لأن تلك هي المرة الأولى التي تكون فيها كأس العالم في دولة من دول الشرق الأوسط، وهو ما يطرح أسئلة تتعلق بالبعد الثقافي والاجتماعي للتباين ما بين المجتمع العربي والمجتمع الغربي، إلا أن تلك التساؤلات كان مردها لثقافة الشعب القطري المتفتح والمتقبل دائما للترحيب بكل الوافدين خاصة من الدول الغربية، والذي يثق برؤية بلاده لاستضافة البطولة الرياضية الأبرز والعوائد الإيجابية لها من حيث اعتبار قطر بصفة خاصة ومنطقة الخليج بشكل عام وجهة سياحية للتعرف على ما بها من معالم، ويشير التقرير إلى أن هذا الاتجاه قد تحول الآن باستضافة كوريا واليابان للبطولة لأول مرة في عام 2002 وكانت تلك هي المرة الأولى في قارة آسيا، في حين كانت نسخة 2014 من البطولة العالمية الشهيرة في القارة السمراء حيث استضافتها دولة جنوب إفريقيا، وحاليا ستستضيف قطر البطولة لتكون أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تستضيف الحدث الرياضي الكبير، وتتمتع قطر بالخبرة في استضافة الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، على سبيل المثال، بطولة قطر المفتوحة للتنس للسيدات “قطر توتال أوبن”.

خبرة قطر

يقول أليكس بريور، مسؤول بلجنة الاتصالات لبطولة التنس النسائية WTA، في تصريحات لـ”ميديا لاين”، أن تاريخ البطولة بالدوحة يعود إلى حوالي 18 عاماً، وبشكل متواصل كل عام، حيث نتطلع للعودة في العام المقبل لنشهد دفاع بيترا كفيتوفا، المتوجة ببطولة العام الماضي، عن لقبها في النسخة الجديدة من البطولة. ويشير التقرير إلى أن هذا يعني وجود الخبرة لدى قطر في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، إلا أنه، بطبيعة الأوضاع، تختلف بطولة التنس المفتوحة للنساء في أجوائها، عن الصخب الجماهيري المصاحب لبطولة كأس العالم، ففي الوقت الذي تشهد فيه بطولة التنس أجواء هادئة وصامتة، فإن الجماهير الغفيرة لكرة القدم يجعلون الأجواء أشبه بحفل لموسيقى الروك الصاخبة، من خلال الهتافات الحماسية والتشجيع بصخب دعما لمنتخباتهم الوطنية. ويقول بول برانجان، الأستاذ المساعد للعلوم الإدارية والتخطيط الرياضي بجامعة مانشستر ميتروبوليتان، والذي أمضى ثمانية أشهر بالدوحة في إطار بحث لأطروحة الدكتوراه حول كيفية تقبل المجتمع لأنماط السلوك المغايرة للجمهور الذي سيتوافد على الدوحة من كل دول العالم خلال البطولة إن الغالبية التي تحدث معها أشادت برؤية قطر لتنظيم كأس العالم معتبرين إياها فرصة لدعم السياحة والتعرف على المنطقة، ولاسيما في الدول الخليجية وبصورة إيجابية. فيما صرح جون هاريس، باحث مشارك في جامعة غلاسكو كالدونيان ومحرر مساعد بمنظمة “كرة القدم والهجرة”، أنه بسبب ضخامة حدث مثل بطولة كأس العالم، فإن الموقع المكاني لاستضافة الحدث لا يشكل أي أزمة خاصة مع الإنفاق والاستثمار اللازم والذي يجعل استضافة البطولة تجري كما تمت بأي مكان مثل التجارب السابقة والتي كانت متشابهة للغاية؛ لأن التخطيط لهذا الحدث وإدارته بشكل عام قد وصلت إلى مستوى عالٍ من الجودة قابلة للتنفيذ والتكرار مجددا. واختتم هاريس تصريحاته لـ”ميديا لاين” بقوله: “هذا بالإضافة أيضا إلى أن الأشخاص أنفسهم الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم السابقة، سيكونون هم أنفسهم الجمهور والحشود في البطولة المقبلة”. ويعتقد د. ماجد الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، أن بلاده قادرة على إثبات عدم صحة المنتقدين والمشككين قائلا في تصريحات للموقع: “أوضحت قطر منذ بداية التحضيرات لاستضافة بطولة كأس العالم أنها على استعداد للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين حول القضايا طالما أنها لا تعوق السيادة الوطنية والمصالح الوطنية للبلاد”. وأشار الأنصاري إلى أن “قطر مجتمع محافظ ولكن منفتح، وليس من الجديد في الدوحة الترحيب بالوافدين من الغرب؛ حيث إن قطر هي موطن لحوالي 2 مليون أجنبي “، مضيفاً: “هناك حوار اجتماعي حول مسألة الموازنة فيما يتعلق بالمواجهة بين الثقافات، وسوف يستمر هذا الحوار في السنوات الأربع المقبلة.

السابق
قطر: طقس حار نهاراً
التالي
“أوراسيا ريفيو”: قطر وفرص مونديال 2022 الجيوسياسية