الاستخبارات الأمريكية كشفت تعمد أبو ظبي إثارة الأزمة الخليجية
الإمارات جهزت مرتزقة لغزو قطر في أكتوبر 2017
قطر عززت قدراتها الاقتصادية والدبلوماسية
هيومن رايتس اعتبرت الدوحة الأكثر تقدمية في مجال حقوق الإنسان في المنطقة
كريستيان كوتس أولريخسن: المنطقة تأثرت بالحصار من القرن الإفريقي إلى الأناضول
أندرياس كريج: قطر نجحت في تحويل الأزمة إلى فرصة
سيباستيان بوسيوس: المشاريع في الدوحة لا تتوقف و لاشيء يوحي بالأزمة
قال الموقع الفرنسي ” لوموند أراب ” إن الدوحة تحررت تدريجيا من الوصاية السعودية منذ عام 1990. ومنذ ذلك الحين، واصلت الرياض محاولتها لاستعادة السيطرة على الدوحة ، غير أن محاولاتها كانت عبثية ، وبرزت استقلالية السياسة القطرية في موقفها من “الربيع العربي”، حيث دعمت الدوحة الثورات بينما اعتبرت الرياض وأبو ظبي الحركات الشعبية تهديدا لاستقرارها.
وأضاف الموقع أن الحصار المفروض على قطر كان آخر محاولات الهيمنة و السيطرة السعودية على السياسة القطرية ، غير أن السؤال المطروح هل قطر مسؤولة فعلاً عن العقوبات التي تعرضت لها ؟ ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست ذات القيمة الإعلامية الكبيرة ، فإن أعضاء في الاستخبارات الأمريكية نفسها أبلغوها بأن الإمارات كانت ستثير عن عمد الأزمة الخليجية. في أواخر شهر مايو عام 2017، حيث تمت قرصنة وكالة الأنباء القطرية و أسندت إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تصريحات مغلوطة حول إيران ورغم نفي الدوحة لهذه التصريحات على الفور فإن المجموعة الرباعية أعلنت قطع العلاقات. مما يرجح أن هذه القرصنة التي رعتها الإمارات كانت ذريعة لتحريض الأعمال العدائية ضد قطر.
التآمر على الدوحة
وبين الموقع أن عدة تقارير أشارت إلى أنه في أكتوبر 2017 ، تآمرت الإمارات ضد الدوحة و خططت لغزوها و قلب النظام واستبداله بشخصية تابعة للجنة الرباعية . وقد تم تدريب عدة آلاف من المرتزقة الدوليين لهذا الغرض ، و استخدمت أبو ظبي الشركة العسكرية الأمريكية الخاصة بلاك ووتر ، المتورطة في عدة انتهاكات خلال حرب العراق الثانية.
وأوضح التقرير أن الحصار لم يؤت ثماره المنشودة من قبل اللجنة الرباعية ، حيث يشير العديد من المراقبين إلى أن قطر عززت قدراتها من الناحية الاقتصادية والدبلوماسية على عكس المتوقع . فعلى المستوى الاقتصادي ، فتحت الدوحة طرقا تجارية جديدة وشجعت شركاتها على تطوير الإنتاج المحلي. ووفقا لصندوق النقد الدولي ، يتوقع أن يكون نموها 2.6 ٪ هذا العام. في الوقت نفسه ، ارتفع احتياطي البلاد من النقد الأجنبي من 2.9 مليار دولار إلى 17.7 مليار دولار. ولم يفلح الحصار في منع الدوحة من توقيع عقود دفاعية مع الولايات المتحدة (مقابل 12 مليار دولار) أو مع فرنسا (مقابل 12 مليار يورو). وأخيراً ، رحبت المنظمة غير الحكومية هيومن رايتس ووتش بجهود الدوحة باعتبارها “الأكثر تقدمية في مجال حقوق الإنسان في المنطقة”.
وواصل التقرير : لم يكن للحصار الآثار المرجوة حيث تتبع قطر مسارها بشكل مستقل ولديها علاقات أفضل مع الدول الشريكة .
ومن جانبها، تقترب السعودية والإمارات من الولايات المتحدة وإسرائيل ، على الرغم من خطر إغضاب الرأي العام من هذا التطبيع .
النجاح القطري
واستطلع الموقع الفرنسي آراء عدد من الخبراء في قدرة الدوحة على تجاوز الحصار ، حيث قال الباحث كريستيان كوتس أولريخسن المختص في الشرق الأوسط ” ليس هناك شك في أن أزمة الخليج التي بدأت في العام الماضي ستظل لفترة طويلة ندبة مؤلمة للدول العربية في المنطقة. إن ظهور “معسكرين” هدد التوازن الذي ساد لعقود بين هذه الدول ، مما جعل من الصعب على البلدان المجاورة الحفاظ على وضع الحياد في الأزمة. وتأثرت المنطقة بالحصار من القرن الأفريقي إلى الأناضول ، تم إقحام جزء كامل من الكرة الأرضية، عن طيب خاطر أو بالقوة، في هذه الأزمة.”
ومن جهته ذهب أندرياس كريج الخبير والمحاضر في إدارة الدراسات الدفاعية في جامعة ” كينجز كوليدج” البريطانية،” إلى أن التوازنات الجيوسياسية في المنطقة قد تغيرت بشكل جذري و نجحت قطر في تحويل هذه الأزمة إلى فرصة …لقد أظهر القطريون مرونة و براغماتية كبيرة في التكيف بسرعة مع الواقع الجديد ووضع ترتيبات تجارية و لوجستية بديلة.
كما أكد المتخصص في العلاقات الدولية سيباستيان بوسيوس قائلا “اليوم، عند المشي في شوارع الدوحة، بعد عام من بدء الأزمة، لا شيء يشير إلى الأزمة سواء في الشوارع أو في مواقع البناء تحت الإنشاء في الخليج الغربي والكورنيش ، فإن الأعمال تنمو بسرعة و التحضيرات مستمرة للاستعداد لكأس العالم في 2022 في البلاد ، وسبعة ملاعب جاهزة .. وسوف يفتح متحف قطر الوطني الجديد لمصممه جان نوفيل أبوابه في ديسمبر 2018.
وقال الموقع الفرنسي إن الدوحة تعمل على تعزيز قدراتها الاقتصادية و دفع التصدير والاستيراد. حيث تم تأسيس شراكات جديدة في وقت قياسي، ومنصات جديدة لوجستية (الموانئ، والخطوط الجوية …) وفي تقرير نشر يوم 30 مايو، قال صندوق النقد الدولي أيضا إن “أداء النمو الاقتصادي في قطر متواصل و تمكن من تجاوز التأثير الاقتصادي والمالي المباشر للأزمة.”
وأورد الموقع أن الأزمة الخليجية ألقت بظلالها على المنطقة بأكملها و كان لها ترددات في جميع أنحاء العالم الإسلامي. حيث اضطرت البلدان العربية و الإسلامية لاتخاذ موقف و لاختيار من يقفون بجانبهم. ومع ذلك ، فضل الكثيرون إظهار حيادية مصبوغة. وفي ديسمبر 017 ، تعهدت الكويت بمواصلة جهود الوساطة في الأزمة بين قطر وبلدان الرباعية. وقال سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح “لقد تأثرنا خلال الأشهر الستة الماضية بتطورات مؤلمة وسلبية لكننا نجحنا في التهدئة”. “سنواصل دور الوسيط هذا على المدى الطويل”.