مهرجان الرطب: نمو نسبة التمور المعروضة 350%

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

أشاد منتجون قطريون بالنجاح الكبير الذي يشهده مهرجان الرطب الثالث، معبرين عن امتنانهم للدور الذي تلعبه وزارة البلدية والبيئة لدعم المنتج الوطني، والتوسع بمنافذ التسويق، وأشاروا إلى أنهم زادوا من زراعة أشجار النخيل، وطرحوا رؤيتهم للتقنيات الجديدة التي تعمل وزارة البلدية والبيئة على نشرها لزيادة إنتاج النخيل والحد من الهدر بأنواع التمور المختلفة، ومقاومة الآفات التي تلحق أضرارا بالمحصول الوطني، وأكدوا سعيهم للتوسع في زراعة النخيل بعد الحصار ولاسيما نخيل الأنسجة، والذي تنتج وزارة البلدية والبيئة منه الآن 20 ألف فسيلة بالعام، وينتظر تضاعف معدلات الإنتاج من الفسائل خلال العامين القادمين. وخلال أول 3 أيام زار مهرجان الرطب 15 ألف مواطن ومقيم وسائح، وبيعت 40 ألف طن من التمور بمختلف أنواعها، بخلاف منتجات النخيل من السعف والحلويات والعصائر، ويستمر المهرجان 17 يوما. وفي إطار رؤية أصحاب مزارع النخيل والعاملين بهذا المجال للمهرجان وأشاد إسحق محمد دلول المشرف على مزرعة الشيخ ناصر بن جاسم بن محمد آل ثاني بتوجه وزارة البلدية المتعلق بفتح منافذ تسويق متعددة أمام أصحاب مزارع التمور، وأكد أنه في ظل استمرار وتوسع مهرجان الرطب تضاعفت أعداد المشاركين فيه خلال 3 أعوام فقط، وارتفعت أعدادهم بنسبة 400% ووصلت نسبة النمو في كميات التمور المعروضة إلى 350%. وأوضح أنه قبيل التوسع في المهرجانات والمعارض كان أصحاب المزارع يستخدمون التمور كنوع من الأعلاف للحلال. وقال دلول إن لديه بالمزرعة 500 نخلة، ويعمل الآن على زراعة ألف نخلة جديدة قام بإكثار شتلاتها في مزرعته نظرا للإقبال الكبير من المستهلكين على شراء التمور بسبب المهرجانات والمعارض التي جعلت الجمهور يتعرف على أجود أنواع التمور القطرية ويقبل عليها.
واستطرد إسحق قائلاً: «وزارة البلدية تشتري من المزارع فائض التمور بواقع 6.5 ريال للكيلو، ونقوم بتجفيفها قبيل بيعها للوزارة بطرق تقليدية عبر تركها في الشمس وهو الأمر الذي يتسبب في تلف ثلث الكميات». وأعرب عن أمله بـ«أن تقوم وزارة البلدية بتنظيم برامج لتعلم طريقة التجفيف عبر الأفران، على أن تبيع تلك الأفران للمزارع بأسعار مدعومة لكون ذلك يوفر كميات كبيرة من التمور التي تتعرض للتلف». وحول خطر سوسة النخيل قال: «إن 2% من النخيل المثمر يهلك بالموسم جراء تلك الحشرة، بينما تقضي على أكثر من ربع نخيل الشتلات الصغير حيث تتمركز في قلب النخلة وتتغذى على عصارتها حتى تقضي عليها». وأشار دلول إلى أن وزارة البلدية تعمل عبر أطقم المكافحة فيها على محاصرة تلك الحشرة وينتقل رجالها فور إبلاغهم للمزرعة المصابة ويحاولون احتواء خطر الإصابة.

إصابات فادحة

وقال حسن رجب المشرف على مزرعة جابر محمد الجابر: مزرعتنا تقلصت أعداد النخيل فيها من 500 إلى 100 نخلة بسبب السوسة الحمراء خلال أكثر من عقد مضى والآن يموت 20% من النخيل سنويا، وقمت مؤخرا بزراعة 100 نخلة جديدة حتى لا تنتهي زراعة النخيل في المزرعة بسبب السوسة. وأوضح رجب: أشتري لتر المبيدات بـ 150 ريالا من أجل القضاء على حشرات السوسة إلا أنني أفاجأ بالنخلة تطيح وتقع لأكتشف أن السوسة دخلت إلى قلبها وقضت عليها. واستطرد حسن: لم أتصل بالوزارة لمساعدتنا في مواجهة تلك المشكلة، لكن سأحاول الاتصال لأنني علمت أنها ترسل أطقما على الفور للتعامل مع ظاهرة انتشار السوسة الحمراء.
ويعتبر الكثيرون ممن يترددون على المهرجان بما في ذلك كبار المسؤولين في وزارة البلدية والبيئة مزرعة جابر السليطي للنخيل من أفضل المزارع التي تعرض إنتاجا مميزا، وقال محمد محمد عبدالوهاب المشرف على المزرعة: أحرص على الاعتناء بأشجار النخيل بنفسي حيث توجد 800 شجرة في المزرعة وأقوم بخف الثمار لتعطي إنتاجا مميزا، وأستخدم نظام التلقيح التقليدي في تلقيح طرح النخلة. وأضاف: تنتشر سوسة النخيل بنسبة 5% سنويا بالنخيل وتقضي على 2% من النخيل المثمر بالمزرعة، على الرغم من حرص المسؤولين بالوزارة على إرسال أطقم مكافحة للحشرة إلى المزرعة حال إبلاغهم بظهور الحشرة، حيث يقوم الخبراء بحقن النخيل المصاب وتنظيفها من الحشرات بعد عزل البؤرة التي ظهرت فيها. وأكد أنه يبيع الكميات المتقبية من التمور لوزارة البلدية، حيث يقوم بلف سباطة النخيل بشاش وتركها تجف على الشجر حتى موعد جمع الوزارة للثمار. ويستطرد: أفران التجفيف تقنية جديدة ومهمة وتحمي التمور من الهدر، لكن لم تنتشر بعد ولا تزال في الوزارة طور التجريب والبحث ولم تتخذ خطوات عملية لتعميم استخدامها بين المزارع. وقال إنه قام بزراعة 50 نخلة جديدة خلال هذا الموسم ويتوسع في الزراعة.

أشعر بالفخر

وقال عبد الحميد الجنيد – مستهلك: هذا المعرض يجعلني أشعر بالفخر بأن أصحاب المزارع في قطر وصلوا إلى هذا المستوى من الإنتاج عالي الجودة من التمور، وبتلك الكميات الكبيرة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على التوسع في زراعة النخيل بعد الحصار ونجاح التقنيات الحديثة التي أدخلتها البلدية والبيئة ودعمها لأصحاب المزارع بفتح منافذ تسويق لهم وبمستلزمات إنتاج وأعمال مكافحة للآفات. وأعرب الجنيد عن شعوره بالسعادة لأن المعرض سيستمر لمدة 17 يوما هذا العام، لكون أن إقبال الجمهور عليه كبير وكميات التمور متوفرة بجودة عالية لكل من يريدها حيث تزود المزارع المهرجان بالرطب بشكل متواصل على مدار ساعات البيع. وأكد: أعتبر نجاح مهرجان التمور بهذا الشكل بأنه من نعم الحصار على دولة قطر، لكون أنه جعل أصحاب المزارع يتحدونه بالمزيد من الإنتاج متوقعا نموا كبيرا في زراعات النخيل وإنتاجها في ظل حرص الوزارة على تحسين سلالاتها. وقالت أم محمد: أحرص على التواجد بالمعرض أكثر من مرة خلال الفترة المحددة وأشتري لأسرتي الرطب، كما أشتريه كهدايا لمن أحبهم، حيث يسعدون جدا بها، وميزة المهرجان أن تموره رخيصة من حيث سعرها وعالية من حيث جودتها ومتوفرة بكميات كبيرة.

معايير عالمية

عرضنا ما أثاره المنتجون على يوسف خالد الخليفي مدير الشؤون الزراعية في وزارة البلدية والبيئة والذي إن وزارة البلدية تطبق معايير منظمة الأغذية والزراعة العالمية في مقاومة السوسة الحمراء، وتلك المعايير من أعلى المعايير العالمية ضمانة في التخلص من الحشرة، وأن نسب انتشارها بين النخيل في الدولة تمثل أقل النسب في النخيل بالمنطقة كلها، حيث نجحت وزارة البلدية والبيئة من خلال برامج المقاومة الحديثة في الحد من انتشار السوسة في بساتين النخيل بالدولة، وأطقم البلدية تستجيب فورا لأي نداء من المزارع يتعلق بوجود تلك الحشرة وتنتقل إلى هناك للقضاء عليها». وفيما يتعلق بأفران التجفيف قال يوسف خالد الخليفي: «إن تجريبها انتهت منه “البحوث الزراعية” وحقق نجاحا كبيرا في توفير الوقت والجهد والحد من هدر التمور خلال مرحلة التجفيف، وبات استعمالها والسعي لتعلم طرق التجفيف في ملعب أصحاب المزارع والبلدية والبيئة لا تتأخر في دعمهم». وبالنسبة للتلقيح السائل أشار إلى «أن الوزارة طبقته على 30 مزرعة في 3 مناطق لزراعة النخيل وحقق نجاحا كبيراً وتمضي في تطبيقه باستمرار». وأوضح يوسف الخليفي: «ننتقي عينات مزارع عشوائية في الـ 3 مناطق ونقوم بتلقيح جانبا من نخلها، وننتظر النتائج وبعد ظهور الثمار نكتشف ومعنا أصحاب مزارع التجربة أن ثمار النخيل الملقح سائلاً ضعف الثمار التي لقحت بالطرق التقليدية، عندها يقتنع أصحاب المزارع بالتلقيح السائل ويسعون لتطبيقه، والتلقيح السائل لن يكلفهم أي أموال حيث يستخدمون نفس مواتير رش المبيدات».

خف الثمار

وقالت وزارة البلدية والبيئة ببياناتها بالمهرجان إن ما أسمته بالتثبيت السائل للنخيل «يوفر الجهد والوقت ويوفر حبوب اللقاح وخلاله إنتاجية العامل تصل إلى 300 نخلة في اليوم، وتعتمد فكرته على استخلاص حبوب اللقاح ويتم خلطها في المياه بواقع من نصف إلى واحد جرام للتر، ويتم رش طرح النخيل النوار في بدايته بموتورات من سطح الأرض». وأوضحت الوزارة «أن خف ثمار النخيل يؤدي إلى توازن حمل النخلة والحصول على ثمار كبيرة ومبكرة وجيدة حلوة المذاق لما يتوفر له من نمو صحي». وفيما يتعلق بالسوسة الحمراء أشارت الوزارة إلى أنها «تشدد الرقابة على المزارع، وتنصح أصحابها بزراعة نخيل الأنسجة لكون السوسة الحمراء وبقية الآفات لا تصيبه، وتمنع نقل النخيل من المناطق المصابة إلى السليمة، وتحذر أصحاب المزارع بعدم إحداث أي جروح في النخيل وإزالة الفسائل والرواكيب حولها». هذا، ويعرض في المهرجان مختلف أصناف الرطب المحلية إلى جانب فعاليات مصاحبة للأطفال ومسابقات ومحاضرات مرتبطة بقطاع النخيل في دولة قطر.

السابق
موسكو ترفع إنتاجها من النفط في يوليو
التالي
الذهب عند أدنى مستوى مع ارتفاع الدولار