من يحمي دور الأزياء الراقية من استنساخ علامات الـHIGH STREET لتصاميمها؟

 

يُقال إن السوشيال ميديا أسهمت في جعل الأناقة أكثر ديمقراطية، أي إنها وضعتها أمام أعين الجميع وفي متناولهم في أي وقت وأي مكان.

بفضل السوشيال ميديا، أصبح الناس على اطلاع لحظة بلحظة على كل جديد يشهده عالم الموضة، من عروض الأزياء والصيحات الجديدة والتعاونات الجديرة بالاهتمام وأخبار المشاهير وملابسهم على السجادة الحمراء وأحدث مقتنياتهم من الحقائب الباهظة أو الأحذية العصرية..

لقد تحوّلت السوشيال ميديا إلى أداة الترويج الأكثر فاعلية وتأثيراً بالنسبة للعلامات التجارية، و هي من هذا المنطلق، باتت تهدّد أهمية وسائل الإعلام التقليدية، حاضرها، ومستقبلها. هذا هو الجانب الإيجابي للسوشيال ميديا في ما يتعلق بتأثيرها في صناعة الموضة. والجانب الإيجابي هذا ما هو إلا الوجه الأول للعملة، أما الوجه الثاني، فيحمل الكثير من السلبيات. أبرز هذه السلبيات تتعلق بالتقليد والنسخ!

تُجمع علامات الأناقة الراقية اليوم على ضرورة مواجهة مشكلة نسخ تصاميمها وتقليدها بسرعة قياسية.

لا يتطلب الأمر سوى أيام قليلة بعد تقديم تشكيلاتها الجديدة في أسابيع الموضة العالمية، حتى تشهد الأسواق نسخاً مطابقة لتصاميمها، تتوفر للعامّة بأسعار متهاودة مقارنةً بأسعار المنتجات الأصلية التي تصل إلى آلاف الدولارات.

علامات الـHigh-Street تقدّم التصاميم نفسها بأسعار متهاودة!لا يخفى على أحد أن سلسلة متاجر Zara تُعدّ اليوم الأكثر جنياً للأرباح و مؤسِّسها أمانشيو أورتيغا بات يحتلّ مكانة متقدمة في لائحة أغنى أثرياء العالم. تنتمي Zara إلى مجموعة Inditex العالمية، وقد شهدت خلال السنوات الأخيرة الماضية، نجاحاً كاسحاً لم يتوقعه أحد، والفضل في ذلك يعود إلى تصاميمها الأنيقة والجميلة التي ترضي ذوق السيدة العصرية، من كل الأعمار. الأمر لا يقتصر فقط على السيدات، بل تقدم العلامة الإسبانية التي تملك اليوم 309 متاجر في الولايات المتحدة وحدها، و2127 متجراً حول العالم، ملابس الرجال والأطفال على حد سواء، فضلاً عن المنتجات الخاصة بالتصميم الداخلي و الديكور!

صناعة الموضة غير محميّة قوانين الملكية الفكريةلكن كيف يحدث هذا في صناعة الموضة، ولا يحدث إلا في حالات نادرة في مجالات أخرى؟ الإجابة هي ببساطة أن صناعة الأزياء لا تخضع فعلياً لقوانين حماية الملكية الفكرية. فالأزياء تُصمّم و تُنتج لكي يستعملها الآخرون، و بهذا المعنى، فإن حمايتها بموجب قانون حماية الملكية الفكرية، يعني أنها لن تعود قابلة للاستخدام من قبل المستهلكين! ما ينفي بالتالي معنى إنتاجها من أساسه. لكن في المقابل، يمكن لدور الأزياء حماية بعض العناصر الخاصة بها، مثل نوع القماش أو اللون أو اللوغو وغيرها. على سبيل المثال، حصل المصمم Christian Louboutin على حق الملكية الفكرية عن النعل الأحمر الذي ابتكره قبل أكثر من عقد من الزمن، ولكن تحقيق ذلك تطلب سنوات طويلة من المحاكمات والإجراءات القانونية، فضلاً عن الأموال الطائلة قبل أن يتوصّل المصمّم إلى حماية النعل الذي كان له الفضل الأول في نجاحه. لكن هذا الإجراء ليس الحلّ النهائي، فقوانين حماية الملكية الفكرية تختلف من بلد إلى آخر، وما يُعترف به في الولايات المتحدة قد لا ينطبق بالضرورة على قوانين الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة على سبيل المثال..فما هو المثالي إذن؟

ظهور حركة see-now-by-nowفي سبتمبر من عام 2016، وخلال أسبوع نيويورك للموضة، أحدثت العديد من العلامات مفاجأة كبيرة في أوساط متابعي الموضة، عندما قدّمت عروضها وفق مفهوم جديد أُطلق عليه see-now-by-now، و بموجبه قدّمت علامات من بينها Ralph Lauren و Michael Kors ولاحقاً Burberry في أسبوع لندن للموضة، عروضها مع إمكانية الشراء في اليوم الثاني، بعدما كان المستهلكون يضطرّون للانتظار ستة أشهر حتى يتمكنوا من ابتياع التصاميم بعد أن يشاهدوها على منصّات العروض. بهذه الخطوة الذكيّة، قطعت هذه الدور الطريق أمام علامات الـHight Street، و سارعت إلى جعل تصاميمها متوفرة بين أيدي المستهلكين قبل أن تتمكن تلك العلامات من تقليدها. فهل تكون هذه الحركة هي فعلاً الحل المثالي الوحيد؟

السابق
ودّعي الحيرة في تأثيث الغرف الصغيرة مع آي دي ديزاين
التالي
10 أطعمة كاملة الدسم لـإنقاص الوزن