تتوالى ردود الفعل الغاضبة على طلب دول الحصار إغلاق قناة الجزيرة لما تمثله من رمزية مهمة على خارطة الإعلام الدولي ولحضورها المتميز على كافة الساحات العربية والإقليمية والدولية. فقد اعتبر “جون سيمبسون”، محرر الشؤون العالمية في هيئة الاذاعة البريطانية (BBC)، أن محاولة الدول التي تُحاصرقطر اغلاق قناة الجزيرة “صادم” و “مزعج”، واصفاً إيّاها بالخطوة الخطيرة.
وأكد “سيمبسون” ان شبكة الجزيرة “واحدة من اكثر الاصوات حيوية وذكاء في البث العالمي”. وأنّ فكرة إغلاقها “أمر فظيع”.
ويأتي مطلب إغلاق الشبكة التي تتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا لها، ضمن قائمة تضم 13 مطلباً قدمتها الدول التي تحاصر قطر كإحدى الشروط لرفع الحصار.
واضاف في حديثٍ بموقع “pressgazette”: “نأمل أن يتم التوصل إلى حل وسط، بحيث تحتفظ قطر بصوت مستقل لمذيعيها؛ لأن إغلاق الجزيرة يعني خطوة خطيرة تُعيد العالم للوراء”.
واضاف “سيمبسون”: “أعتقد أن قناة الجزيرة قد اقتربت مرة أو مرتين من الاغلاق لأسبابٍ ماليّة، لكن الأسباب الأيديولوجية المُطالبة بإغلاقها الآن صادمة جداً ومزعجة للغاية”.
وقال إنّ السعودية ومصر كانتا المحركين الرئيسيين لاغلاق قناة الجزيرة بسبب تغطيتها للربيع العربي.
واضاف “ان السعودية ومصر، والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة، يريدون ان تكون وسائل الاعلام هادئة ومُطاعة وتفعل ما تريده الحكومة”.
وأشار “سيمبسون” إلى دور كلّ من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في السعي لإغلاق القناة القطريّة.
وجدد “سيمبسون” قوله ان اغلاق قناة الجزيرة سيكون “حرماناً مأساوياً من حرية التعبير”.
من جهته، قال مراسل صحيفة “الجارديان” البريطانية في الشرق الاوسط “مارتن شولهوف – Martin Chulhov” ان اغلاق الجزيرة سيكون “خسارة كبيرة للصحافة”.
وذكر أن خدمتيها الانجليزية والعربية “متميزة تماماً”.
واضاف عن الجزيرة: “انها صوت اقليمي هام يتمتع بمدى جيد يتجاوز المنطقة ويعتقد انه ينظر اليه على نطاق واسع على انه يوفر منظورا متميزا هاما يحقق قيم انتاج جيدة وتقارير سليمة ووجهات نظر مفيدة للتغطية”.
وتتعرّض قناة الجزيرة، لحملةٍ شعواء من قبل دول الحصار، التي طالبت بإغلاقها كإحدى الشروط التعسفيّة التي وضعتها في ما عُرِفَ بـ”قائمة المطالب” مقابل فكّ الحصار عن قطر.
كانت شبكة “الجزيرة” الإعلامية وقنواتها استنكرت ما ورد في مطالب الدول الأربع، السعودية، والإمارات، والبحرين ومصر، التي قطعت علاقاتها مع قطر، من دعوة لإغلاق الشبكة وقنواتها لعودة العلاقات.
وأكدت شبكة “الجزيرة” عزمها مواصلة مسيرتها المهنية والعمل كما “عهدها المشاهدون منذ نشأتها قبل 20 عاماً”.
واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية أن مطالب دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة ليس عقابا لقطر، بل هو عقاب لملايين العرب في المنطقة بحرمانهم من تغطية إعلامية مهمة.