منع القطريين من الحج خرق للأعراف والمواثيق الدولية

دول الحصار طبقت الإجراءات بشكل مفاجئ

أضرار بالغة على المجتمع القطري من إغلاق المجال الجوي لدول الحصار

إجراءات معقدة قبل السفر للسعودية لأداء الشعائر الدينية

المواثيق الدولية تكفل للقطريين حقهم الديني والإنساني في أداء شعائر الحج

العهود العالمية تكفل للإنسان حرية التنقل والسفر دون قيود

 

ألحق قرار دول الحصار إغلاق المجال الجوي أمام حركة الملاحة القطرية أضراراً بالغة بالمجتمع القطري وأفراده ومؤسساته، وطبقت تلك الدول إجراءات جائرة وسريعة بشكل مفاجئ ودون إعطاء مهلة زمنية.

وانعكس هذا التصرف اللامسؤول سلباً على الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام، حيث عمدت السعودية إلى تشديد الإجراءات بشأن السفر لأداء الشعائر الدينية، واشترطت شروطاً مثل السفر عبر طيران الخطوط السعودية، والنزول في مطارات المملكة، وأخذ التأشيرات للحج من الكويت أو سلطنة عمان، وهذه الإجراءات اعتبرت جائرة لإغلاق السفارة السعودية أبوابها بالدوحة، وعدم وجود آليات دبلوماسية بينها مع الدوحة.

وترك موسم الحج للعام الماضي وهي السنة الأولى للحصار أثراً سلبياً على القطريين، ممن تواجدوا في الأماكن المقدسة وقت فرض الحصار، واضطروا للمغادرة على الفور في رحلات عبور استغرقت ساعات طوال، وبتكاليف مضاعفة تكبدها القطريون وأسرهم، وهي أضعاف ما تستغرقه الرحلات المباشرة.

* توثيق حالات التمييز العنصري

وقد وثقت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان عشرات الحالات التي تعرضت لإهانات وحملات تشويه وتحريض وكراهية في قلب الحرم المكي العام الماضي.

كما حرمت الكثيرين من القطريين والمقيمين ممن يحملون إقامة قطرية من استكمال شعيرة الحج أو العمرة، ومارست ضدهم إجراءات تمييزية عنصرية.

* علامات الكراهية

من علامات الكراهية التي رصدتها المنظمات الحقوقية الدولية خلال زياراتها للدوحة، التحريض عبر وسائل الإعلام المملوكة لدول الحصار ضد قطر، وتصاعد الخطاب العنيف إلى جانب الضخ الإعلامي سواء في وسائل الإعلام أو عبر منصات التواصل الرقمية، للتحريض على الكراهية مما يدفع بالقيام بعمل منافٍ للروابط الأخلاقية.

* الدساتير الدولية

وقد كفلت دساتير دول العالم حق ممارسة الشعائر الدينية، والمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مفادها (ضرورة ممارسة الإنسان لشعائره الدينية )، وطالما أنّ حق الإنسان المسلم في اداء فريضة الحج مكفول في كتاب الله، فإنه لا يجوز مخالفة هذا الحق السماوي، وإهداره، ومنع المسلمين من ممارسته وفقاً لما قرره رب العباد، ويكون في حكم منع ممارسة هذا الحق في وضع العراقيل، والإجراءات التعسفية وغير المبررة التي تهدف إلى بث الخوف، وعدم الطمأنينة في نفوس العباد.

كما أنّ إخضاع الحجاج القطريين لإجراءات استثنائية للسفر إلى مكة المكرمة أو وضع اشتراطات صعبة ومعقدة، مثل إجبارهم على الذهاب للأراضي المقدسة بطائرات سعودية، وإجراءات معقدة تدخل في إطار العراقيل تهدف لتجاوز ما أمر الله به، وما كفله لهم من حق ممارسة الشعائر الدينية، والحج لبيته الحرام بيسر وسهولة.

وهذا المنع يشكل سابقة خطيرة سواء وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية الغراء أو وفقاً للمبادئ المستقرة في الضمير الإنساني، وفي الضمير العالمي، ويتعارض مع المبادئ المقررة في مواثيق حقوق الإنسان، ومواثيق الأمم المتحدة.

* المواثيق الدولية تكفل الحماية

وقد كفلت جميع هذه المواثيق، وفرضت الحماية لممارسة هذا الحق للأفراد، بالحق في التنقل والذهاب إلى الأماكن المقدسة دون عقبات، وأنه لا يجوز بأيّ حال من الأحوال منع الأفراد من ممارسة شعائرهم الدينية، استناداً لخلافات سياسية ودنيوية.

وبالتالي يجب ألا تؤثر هذه الخلافات على المعتقدات الدينية للبشر، خاصة أنّ فريضة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام، كما أنّ الحج والعمرة فريضتان من فرائضه إعمالاً لقوله تعالى “وأتموا الحج والعمرة لله”.

* تجريم القانون الدولي

ويجرم القانون الدولي بشكل واضح خطاب الكراهية والعنف كما ورد في المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمادة 4 من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، ويحظر القانون الدعوة لأيّ كراهية قومية أو عنصرية.

ــ ففي موقف صادف السيد (ع.م) أحد المتضررين من موسم الحج والعمرة: وضعت السعودية عراقيل أمام الراغبين في زيارة الأماكن المقدسة، وأخشى من التفكير في الموضوع خوفاً من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها بمعية دول الحصار، وقد أصبت بإحباط وتبدد حلمي بإمكانية السفر لمكة.

ــ وموقف ثانٍ، أعرب السيد (ي.أ) الذي يحمل جنسية عربية عن أسفه لمنع السلطات السعودية المسلمين من زيارة مكة لأداء الحج والعمرة، وقال: كنت أخطط منذ 4 سنوات للسفر مع أسرتي وبدأت الإعداد لترتيبات الحج أو العمرة، ولكن الحصار قلب الأمور.

ــ وفي رواية للسيدة (هـ، ف) التي تحمل الجنسية القطرية، قالت: لديّ حساب بنكي في مصرف سعودي، وعندما قطعت العلاقات السياسية لم أتمكن من سحب أموالي من البنك، ولم تسمح لي السلطات السعودية بدخول أراضيها.

السابق
دلالة والإسمنت والدولي الاسلامي والإسلامية القابضة يحددون موعداً للإفصاح عن بياناتهم المالية
التالي
مؤشر مديري المشتريات في قطر يسجل 8ر51 نقطة خلال يونيو الماضي