منتدى طريق الحرير الدولي.. بكين تعتبر الدوحة شريكاً مؤثراً.. 5.5 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين

أكد سعادة السيد شياو جون تشانغ نائب مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية أن بلاده تعتبر قطر شريكاً مهماً ومؤثراً في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وذلك بسبب سياستها الاقتصادية المنفتحة ونموها المتنوع وسياستها الداخلية والخارجية المتوازنة والمستقلة.. منوها بتنامي العلاقات بين البلدين والتي وصفها بأنها إستراتيجية.

وقال تشانغ إن السياسة القطرية المنفتحة وتأثيرها الإقليمي والعالمي بات يحظى باهتمام الصينيين، والكثير من الصينيين تعرفوا على قطر من خلال استضافتها لدورة الألعاب الآسيوية عام ٢٠٠٦، وسوف يتواصل هذا الاهتمام ويزداد مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢.

ووصف قطر بأنها دولة متقدمة وغنية وأولوياتها الحفاظ على هذه الحيوية التنموية.

وأشار، في لقاء بممثلي الصحف القطرية، إلى تطلع بلاده إلى مشاركة قطر في منتدى طريق الحرير الدولي المقرر إقامته منتصف الشهر المقبل.

لافتا إلى تلاقي مبادرة الطريق مع الرؤية الوطنية القطرية 2030 نحو التنمية وتنويع الاقتصاد.

ونوه بالتعاون التجاري والاستثماري الوثيق بين البلدين، مشيراً إلى وجود 30 شركة صينية تعمل في مجال البنية التحتيه في قطر وبلغت قيمة الصفقات الصينية بقطاع الإنشاءات العام الماضي 9.8 مليار دولار أمريكي، فيما وصل حجم التبادل التجاري 5.5 مليار دولار.

ونوه في هذا الصدد بفوز شركة صينية العام الماضي بعقد بناء استاد الوسيل الذي يسع 80 ألف متفرج ويستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية من بطولة كأس العالم 2022، حيث بلغت قيمة العقد 770 مليون دولار.

شركات صينية تشارك في مشاريع المونديال

قال المسؤول بالخارجية الصينية إن علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين تشهد تطوراً مستمراً، حيث أقام الجانبان سلسلة فعاليات في إطار العام الثقافي الصيني القطري العام الماضي، كما فازت مجموعة من الشركات الصينية بمناقصة مشروع إنشاء ملعب رئيسي لكأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢.

كما لقي معرض اللؤلؤة وعرض الفرقة الموسيقية القطرية في الصين رواجاً كبيراً واستقبالاً حاراً من الشعب الصيني.

وأكد استعداد بلاده لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع قطر وحرصها على تحقيق الالتقاء بين مبادرة الحزام وطريق الحرير الصينية مع الرؤية الوطنية القطرية ٢٠٣٠، وكذلك العمل على إحراز المزيد من الإنجازات في إطار التعاون لتحقيق المصالح المتبادلة للجانبين.

5.5 مليار دولار حجم التبادل التجاري

وحول العلاقات التجارية بين قطر والصين، قال إن البلدين تربطهما علاقة وثيقة، والصين هي رابع شريك تجاري لدولة قطر، وتعد قطر ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.5 مليار دولار أمريكي عام 2016 وحجم الصادرات الصينية إلى قطر1.5 مليار دولار والواردات القطرية إلى الصين 4 مليارات دولار.

تعاون في قطاع البناء والمقاولات

قال السيد جون تشانغ أن هناك علامات بارزة في التعاون بين البلدين في قطاع البناء والمقاولات، وبلغ حجم صفقات مشاريع المقاولات العام الماضي 9.8 مليار دولار، تشمل مشاريع في قطاعات النقل والمواصلات والإسكان والبنية التحتية وأيضا هناك أكثر من 30 شركة صينية تعمل في مجال البنية التحتيه في قطر وبلغ عدد العاملين الصينيين والفنيين والمهندسين أكثر من 4500 شخص،

قطر بذلت جهوداً كبيرة لتحسين أوضاع العمالة

أشاد المسؤول بالخارجية الصينية بالإصلاحات التي اتخذتها قطر لتحسين أوضاع العمالة .. لافتا إلى أن الحكومة القطرية بذلت جهوداً كبيرة في هذا المجال.

وقال إن قطر رغم صغر مساحتها، إلا أن لديها موارد غنية وتعود نهضتها الكبيرة إلى سياستها التنموية والاقتصادية المنفتحة والمتنوعة، والإصلاحات الجديدة التي نفذها الجانب القطري في قطاع العمالة تفيد التجارة والاستثمار بين الصين وقطر في المستقبل، لذلك نعتبرها أمراً مفيداً لتعزيز العلاقات الثنائية.

وأضاف: أتبنى موقفا متفائلا لمشاركة المزيد من الشركات في عملية البناء الاقتصادي في قطر بالمستقبل، ولدى قطر والصين هدف مشترك نحو تعزيز التعاون وجذب الاستثمارات وتنمية الموارد البشرية.

3 أهداف لقمة طريق الحرير منتصف مايو

كشف سعادة السيد جون تشانغ عن استضافة الصين منتدى مبادرة الحزام والطريق 16 مايو المقبل لافتا إلى أنها مبادرة طرحها الرئيس الصيني قبل 3 سنوات لإحياء طريق التجارة القديم الذي كان يربط الصين وبقية شعوب العالم.

وقال إن المبادرة لقيت صدى إيجابيا لدى الدول العربية والعالم وتهدف إلى ثلاثة أهداف أساسية، تتمثل في تحقيق الالتقاء بين الرؤى الاستراتيجية للدول المطلة على الحزام والطريق، والبحث في إنشاء مشاريع تنموية كبيرة في مجالات البنية التحتية والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتواصل الإنساني والثقافي، وبحث إمكانية إنشاء آلية التعاون المستدام في إطار الحزام والطريق.

وأوضح أنه رغم طرح الصين لهذه المبادرة إلا أن جميع الدول المشاركة بها سوف تكون رابحة، وعلى مدى الثلاث السنوات الماضية حقق التعاون في هذه المبادرة نتائج مثمرة وينتشر تأثيرها على المستوى العالمي بشكل واسع النطاق وتعتبر من أهم المنتجات العامة التي قدمناها للعالم ومنبراً رئيسياً أمام تنمية التعاون الدولي.

صالح العرب والصين

قال المسؤول بالخارجية الصينية أن مبادرة طريق الحرير تصب في صالح الصين والدول العربية لافتا إلى أن هناك تواصل تاريخي بين الصين ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من ٢٠٠٠ عام عبر طريق الحرير والتجارة القديم.

ونوه بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح لأول مرة مبادرة الحزام والطريق في الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي في شهر يونيو عام ٢٠١٤ ولقيت هذه المبادرة صدى إيجابياً من قبل الدول العربية وطرح الكثير منها رؤيته لتحقيق التنمية والتلاقي مع المبادرة.

وأعتقد أن السبب وراء هذا الصدى الإيجابي يعود لان المبادرة تتفق مع رغبة دول عربية كثيرة فى التنمية.

وأضاف أن دول الخليج لديها رغبة شديدة لتحقيق التحول الاقتصادي نحو التصنيع وتنويع الاقتصاد. وترغب في التعاون مع الصين في المجالات التقنية والاستثمار والموارد البشرية وتحقيق الاستفادة المتبادلة بما يحقق مصالح كافة الأطراف.

الدستور الصيني يحمي حقوق المسلمين

أكد المسؤول الصيني أن الدستور الصيني ينص على حرية الاعتقاد الديني وحماية حق المواطنين في القيام بشعائرهم الدينية مثل الصلاة والصيام ولا يمكن لأي منظمة أو فرد التدخل في هذه الأمور.

وأضاف: نحن نحارب المتشددين والمتطرفين والإرهابيين الذين يمارسون أعمال العنف من جهة كما أننا نحارب الانفصاليين الذين يمارسون العنف بذريعة الأديان والقوميات من جهة أخرى مثل حركة تركستان الشرقية.

ولابد أنكم تدركون خطر ما يفعله تنظيم متطرف ومتشدد مثل داعش في الشرق الأوسط وتتفهمون الممارسات الصينية ضد أمثال هؤلاء المتطرفين.

والتطرف لا يعبر عن المسلم الحقيقي وليس من الإسلام وتصرفات هؤلاء المتطرفين تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المجتمع وتدخل مواجهتها ضمن جهود اقتلاع التطرف التي تتم حاليا في منطقتكم أيضا.

دور مهم للصحافة القطرية في تعزيز العلاقات

أشاد المسؤول بالخارجية الصينية بالدور الذي تقوم به الصحافة القطرية في تعزيز العلاقات بين قطر والصين، مؤكداً أن لها دوراً كبيراً في دفع التعاون بين البلدين، مشيراً إلى أنه لمس ذلك في تغطية المنتدى العربي الصيني في الدوحة العام الماضي.

وأضاف: شهدت العلاقات القطرية الصينية تطوراً سريعاً وأحرزنا الكثير من الإنجازات في كافة المجالات ولدى شعبي البلدين رغبة لمزيد من التقارب والتعارف.

السابق
ودام: افتتاح مقصب وملحمة بسوق أم صلال المركزي
التالي
مطار جدة الجديد قبل أشهر من افتتاحه.. آخر تطورات مشروع الـ 80 مليون مسافر