منتدى الدوحة: تداعيات خطيرة لاستمرار الأزمة الخليجية

الدوحة – بزنس كلاس:

بدأ منتدى الدوحة الدولي السادس للسياسات والإستراتيجيات أعماله بعقد جلسة نقاشية حملت عنوان ” انعكاسات الأزمة الخليجية وآفاقها المستقبلية”، وأجمع الباحثون في الجلسة على أن استمرار حصار قطر ستكون له نتائج خطيرة على المنطقة برمتها ليس فقط سياسياً واقتصاديا، بل اجتماعيا وأسريا نظرا للتداخل المجتمعي والأسري بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي هذا الإطار قدم الدكتور ماجد الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، ورقة حملت عنوان “الأزمة الخليجية وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية”، أكد فيها خطورة التداعيات الإنسانية والاجتماعية للأزمة الخليجية، وما تعرضت له شعوب المنطقة من آثار مدمرة كانفصال الأسر وقطيعة الرحم، فضلا عن خسائر كبيرة في الأموال.

 

وقال الدكتور الأنصاري: إن إطالة عمر الأزمة الخليجية ستؤدي إلى نتائج خطيرة، ليس أقلها أهمية تفاقم القطيعة والانخفاض الكبير في التواصل بين الأقارب وما يستتبعه ذلك من تأثير على نفوس المواطنين الخليجيين، ونبه إلى أن حصار دولة قطر وما تمر به المنطقة من أزمات سيسفر عن نتائج وأبعاد صعبة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وستكون لها آثار مستقبلية سلبية كبيرة لم يتم تحديد ملامحها بعد أو غير منظورة حاليا.

وأشاد بزيادة الوعي السياسي عند الشعب القطري والتفافهم حول قيادتهم الرشيدة، موضحاً أن الأزمات لا يمكن التعامل معها سياسياً وقانونياً فقط لأنها تترك آثارا غير قابلة للتصحيح، مؤكداً أنه لابد من العمل على تحجيم آثارها بحيث لا تؤثر على الذهنية المحلية. وثمن دور دولة قطر في التعامل مع الأزمة عبر انتهاجها خطاباً معتدلا بعيداً عن التشنج والعصبية.

خطر الأزمة
من جانبه، حذر نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني السابق جواد العناني، من خطورة استمرار الأزمة الخليجية، وتأثير فشل التوصل إلى حل سياسي لها، على الأوضاع الاقتصادية والاستثمارات في المنطقة. وقال إنه لن يكون هناك منجى لأحد إن استمرت الأزمة الخليجية وطالت، وانعكاساتها ستكون خطيرة ليس على الدول الخليجية فحسب، بل على الدول العربية المجاورة أيضا، وأكد العناني أن استمرار الأزمة الخليجية سينعكس سلباً بالضرورة على اقتصادات دول المنطقة وعلى الاستثمارات والتبادلات التجارية”، وسيؤدي لزيادة معدلات البطالة في دول المنطقة العربية، لافتا إلى نجاح قطر في امتصاص صدمة الحصار، حيث أظهرت قدرة واستجابة عالية لمواجهته.

وطالب العناني بضرورة تنويع الصناعات المرتبطة بالغاز مثل الحديد والألومنيوم والبتروكيماويات، خاصة أن الدوحة حققت فيها نجاحات كبرى”، وأكد ضرورة أن تعمل على تحقيق الاستقلال التام بعيدا عن التحالفات الإقليمية والعمل على إنشاء تحالفات جديدة مع قوى إقليمية متنوعة في المنطقة.

 

 

بدوره، أكد الدكتور عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، أن مجلس التعاون الخليجي كان الشمعة المضيئة في الفضاء العربي المظلم، لكنه فجأة تحول إلى ساحة للنزاع والخلافات، مشدداً على أن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانت سببا في ضبابية الصورة والحسابات بشكل عام، ولذلك جاءت الوساطة الكويتية للحد من تفاقم الخلاف الخليجي ورأب الصدع.

وأضاف الشايجي في مداخلة بعنوان “مستقبل الوساطة الكويتية” إن هناك الكثير من دوافع الوساطة الكويتية منها أنه يجب استمرار مجلس التعاون الخليجي، وهذه رؤية ومصلحة إستراتيجية بالنسبة للكويت وباقي دول الخليج، باعتبار المجلس مصدراً للأمن الجماعي في المنطقة.

الوساطة الكويتية
ونبه الدكتور الشايجي إلى أن الوساطة الكويتية أهم بكثير من الوساطة الأمريكية وغيرها من الوساطات الأخرى، لأن إدارة ترامب كانت في البداية جزءاً من الأزمة والمشكلة، ثم بعد ذلك اتخذت موقفا أكثر اتزاناً لاسيما جناحا وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، مشيرا إلى أن التفاعلات الداخلية الأمريكية واضحة في الأزمة الخليجية، حيث عكست الأزمة الصراع الدائر بين مؤسسات الدولة الأمريكية وأركان إدارة الرئيس ترامب.

وأضاف إن ما يؤخذ على إدارة ترامب أنها لم تلعب دوراً مؤثراً في إنهاء الأزمة بين دول مجلس التعاون، وربما ذلك كان هدفه الاستفادة من كافة الأطراف، حيث باعت الولايات المتحدة الأسلحة إلى كافة دول الخليج بعشرات المليارات من الدولارات.

وألمح إلى أن 15 % من صفقات السلاح الأمريكية تذهب إلى المملكة العربية السعودية، ولهذا ربما لا يرى ترامب مصلحة من حل الأزمة الخليجية. وعرض الشايجي تطورات الوساطة الكويتية بقوله: إن سمو أمير الكويت قام منذ اللحظة الأولى للأزمة بتحركات عاجلة لاحتوائها، كما قام بجولات إلى الخارج شملت الولايات المتحدة ولقاء الرئيس ترامب من أجل نفس الغرض، مشيراً إلى أن سمو أمير الكويت يرى أن تفاقم الأزمة ربما يطيح بمجلس التعاون، ولذلك يجب حلها سريعاً حفاظاً على مستقبل المنظومة.

الفرص الضائعة
ونبه أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت إلى أن هناك الكثير من الفرص الضائعة في طريق حل الأزمة، حيث كانت القمة الخليجية في الكويت فرصة للتباحث والحوار، وقد حضر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حرصاً من سموه على وحدة وفاعلية مجلس التعاون، بينما خفضت الدول الأخرى تمثيلها في القمة. والفرصة الثانية كانت كأس الخليج، أما الفرصة الثالثة فكان اجتماع رؤساء مجلس الشورى.

وأكد أن الازمة الخليجية الآن أصبحت أسيرة المعادلة الصفرية ، فالموقف الأمريكي غير حاسم، والحملات الإعلامية بين الاطراف متواصلة، علاوة على الخروقات المتكررة من المجال الجوي القطري من قبل الإمارات، والترويج لشخصيات هامشية تحتضنها السعودية والامارات، فضلا عن استخدام مراكز الأبحاث الغربية والإعلام في الخارج ومكاتب العلاقات العامة الدولية لنيل كل طرف من الآخر، وكل ذلك يعرقل جهود الوساطة الكويتية.

السابق
اختتام تمرين الفهد 2018
التالي
كيف تتجنب المكونات الأكثر ضرراً في الأطعمة المحفوظة والمعالجة ؟