الدوحة – بزنس كلاس:
أكد نائب الأدميرال سكوت ستيرني قائد القوات البحرية الأمريكية المركزية قائد الأسطول الخامس والقوات البحرية المشتركة، أن الولايات المتحدة لديها تمارين بحرية مختلفة مع قطر خلال العام الجاري، ومنها على سبيل المثال تمرين بحري في نوفمبر المقبل خاص بأمن العمليات البحرية في الخليج العربي.
وقال ستيرني في مؤتمر صحفي عبر الهاتف شاركت فيه الشرق صباح أمس إن قطر تشارك يوميا في السماح لقوات البحرية الأمريكية بإجراء تدريبات بكل أمان ، وتابع قائلا :” نحن نقدر لقطر دعمها لنا في الخليج العربي”.
وحول التدريب المرتقب مع قطر في نوفمبر المقبل، أوضح ستيرني أنه يسمى “إيسترن سيلر” وهو جزء من التدريبات الثنائية بين القوات البحرية الأمريكية والقطرية، وهو تدريب سنوي يجرى بين الجانبين، كما أنه تدريب مشابه يجري مع كل الشركاء الخليجيين ضمن الترتيبات الثنائية معهم، وهذا يندرج ضمن تدريباتنا المستمرة التي تسعى إلى بناء القدرات والشراكات مع كل دول الخليج.
وأشار ستيرني إلى أن الولايات المتحدة تشارك حاليا في التخطيط والتنفيذ والتوجيه لأربعة تمارين مختلفة مع بعض الشركاء الإقليميين والعالميين ضمانا للاستقرار والأمن البحريين في المنطقة التي تبقى تحت مسؤولية القوات البحرية المركزية الأمريكية من شرق المتوسط على قناة السويس وصولا إلى البحر الأحمر وباب المندب ثم خليج عدن وبحر العرب وخليج عمان ومضيق هرمز والخليج العربي والمحيط الهادي.
تمارين مشتركة
وأضاف بأن القوات الأمريكية لديها تمارين نهاية هذا الشهر على إطلاق صواريخ أرض-أرض على أهداف سريعة التنقل، ومن الضروري أن نعرف بان القوات البحرية المركزية ملتزمة بالعمل في هذه المنطقة منذ زمن بعيد، وبالتالي فهذه التمارين لا تأتي استجابة لتهديد محدد، ولكن تشير إلى ضمان الأمن والاستقرار، وأيضا الدفاع عن كل هذه الممرات البحرية في المنطقة.
ونبه قائد القوات البحرية الأمريكية المركزية، إلى أن هذه التمارين بدأت السبت في خليج عدن على الشاطئ الجيبوتي، ويهدف هذا التمرين إلى تعزيز الجهوزية في القوات الأمريكية لضمان حرية التنقل في باب المندب وأيضا لدينا صواريخ موجهة وفريق مكافحة الإرهاب. وكل هذه التمارين للتأكد من جاهزية القوات الأمريكية بالتعاون مع الشركاء. وقال إن كل هذه التمارين تبرز أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان التنقل والتجارة الدولية بما يتماشى مع القانون والأحكام الدولية.
وعبر نائب الأدميرال سكوت ستيرني عن استعداد الولايات المتحدة الكامل لحماية المنطقة، والحفاظ على حرية التجارة البحرية بها من أي مخاطر. وأضاف قائد القوات البحرية الأمريكية أنه لا يفضل التحدث عن نوايا ما يمكن أن يحدث إذا ما حاولت إيران السيطرة على مضيق هرمز بقوة السلاح بعد فرض الولايات المتحدة العقوبات على النفط. وشدد على أن الولايات المتحدة من خلال أفعالها، وبالتعاون مع شركائها في المنطقة والخليج العربي تعمل على استقرار المنطقة وحمايتها.
حرية الملاحة
وردا على سؤال حول تهديد إيران مطلع شهر يونيو الماضي بإغلاق مضيق هرمز إذا لم تستطع بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية، اعتبر نائب الأدميرال سكوت ستيرني أنه من السابق لأوانه التحدث عن أي تحرك عسكري ضد إيران، بعد تخوف دول الجوار من السيطرة على مضيق هرمز. وأضاف نائب الأدميرال الأمريكي أن بلاده مستعدة لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارية الدولية.
وأكد أن موقف الولايات المتحدة هو الحماية وليس التسبب بأزمات دولية، أو القيام بأي أعمال استفزازية وتصعيدية، مشيرا إلى وقوف بلاده لضمان أمن المنطقة. واستطرد نائب الأدميرال سكوت ستيرني، أن التعليقات الاستفزازية من إيران وتهديداتها يتم أخذها على محمل الجد، مضيفا :”نعي تماما أي تغيرات في الظروف وأي تهديدات وشيكة، قائلًا: “مستعدين لمواجهة أي تهديد على مصالحنا وسفننا”.
وحول الدعم الذي تقدمه القوات الأمريكية لضمان أمن باب المندب، قال ستيرني، إن بلاده تدعم المصالح الأمريكية في البحر الأحمر وجنوبه على وجه التحديد، مشيرا على أن هذا التواجد يدعم أيضا المصالح الدولية والإقليمية والشركاء في المنطقة. ويجب أن نضمن قوتنا على الرد، وأن نكون مستعدين لأي تصعيد في البحر الأحمر. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها على ضمان استقرار المنطقة، وضمان حرية التجارة والملاحة الدولية، وهذا الموقف للحماية وليس التسبب في أزمات كما أوضحت.
سوريا واليمن
وعن الوضع في سوريا، أوضح ستيرني أنه لا يمكن أن يتكهن بأي عمليات تقررها واشنطن فيما يتعلق بسوريا، مشيرا إلى أن الضربات الأمريكية السابقة عامي 2016، و 2017 من المفترض أنهما أرسلتا رسالة واضحة لنظام الأسد لأن أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية فئة مختلفة تماما تتعامل معها القوانين الدولية، وقد عبرت واشنطن عن هذا الموقف صراحة.
وحول استمرار تدفق الأسلحة المهربة إلى اليمن، قال قائد القوات البحرية الأمريكية المركزية، إن القوات البحرية الأمريكية رأت قاربا يقوم بتهريب الأسلحة إلى اليمن، ولذلك قامت القوات باعتراضه في المياه، واتضح لاحقا أن هذا القارب ينقل 2521 قطعة سلاح يتم نقلها من الصومال إلى شواطئ اليمن. وهذه الأسلحة كان من المفترض أن تعزز بعض القوى المقاتلة في اليمن، ولا يمكن الجزم حاليا بمصدر هذه الأسلحة ومن الجهة التي كانت موجهة إليها. وكانت هذه أكبر ضبطية أسلحة منذ عام 2016.
وأضاف بأن قواته تحاول اعتراض كافة عمليات التهريب الخاصة بالأسلحة والمخدرات وهذه أمور أساسية في ضمان واستقرار المنطقة، مؤكدا أن القوات البحرية الأمريكية بالتعاون مع شركاء المنطقة لا تدخر جهدا في هذا المجال. وأوضح أن القوات البحرية المشتركة مكونة من 33 دولة كلها حريصة على قطع أي تدفقات للأسلحة والمخدرات أو الاتجار بالبشر. ونبه على أن الاعتداءات الأخيرة في باب المندب هي مصدر قلق ، ولكن القوات البحرية المشتركة لا تزال متواجدة في المنطقة لحماية التجارة.