منافسة شرسة مع المولات.. ركود مبيعات محلات بيع أجهزة الجوال بمنطقة السد منذ عام

سادت حالة من الركود على مدى أكثر من عام على سوق الجوالات في السد، وما كان شهر مايو إلا امتداداً لهذه الوضعية، التي انبثقت من تراجع القدرة الشرائية لدى قطاع كبير من الزبائن على عكس السنوات القليلة السابقة، إذ عزا أصحاب المحلات في السوق أسباب ذلك إلى الظروف الاقتصادية المحيطة بالمنطقة والعالم على حسب وصف عدد منهم لـ«العرب».
أكد التجار أن الشوق بدأ نشاطه منذ حلول شهر رمضان المبارك، والذي قد تم الاستعداد له في المحلات من خلال شراء المزيد من الأجهزة الجوالة، لا سيما الحديث منها، بالإضافة إلى المحافظ الخاصة بها وباقي مستلزماتها، فضلاً عن بعض العروض التي تم طرحها بالمناسبة، مشيرين إلى أن الكثير من أنواع الجوالات قد انخفضت أسعارها من قبل الشركات الأم مؤخراً قبيل انطلاق الشهر الفضيل، بهدف جذب الزبائن للشراء.
وتوقع هؤلاء أن يزداد حجم المبيعات أكثر بالأيام المقبلة، لا سيما مع اقتراب العيد وموسم الإجازات الصيفية، حيث ترتفع في نفس هذه الفترة من كل عام إلى نحو %70، على أمل إنهاء حالة الركود الكبير الذي دام لأكثر من سنة حسب وصفهم، إلا أن التفاؤل يحيطه التخوف بأن تكون دون المستوى المنشود الذي يعوض المحال عن خسائرها على مدار العام وعدم وصولها إلى المستويات القياسية خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى المنافسة المحتدمة مع المولات الكبيرة التي تخطف الزبائن بأسعارها التي تكاد تهبط إلى ما دون النصف من قيمة الجوالات، رغم العروض التي تقوم بها المحلات بطرح تنزيلات تتضمن هامشاً متواضعاً من الربح.
ورجح التجار أن تعود حالة الركود إلى السوق لتخيم على المحلات مجدداً فور انتهاء رمضان والعيد، وسفر المقيمين إلى خارج البلاد، متوقعين أن تعود في سبتمبر عند قيام بعض الشركات الشهيرة بطرح إصداراتها الجديدة من الهواتف الجوالة بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، إذ لم تفلح شركة سامسونج بمساعدتهم في جذب المشترين عند طرحها للإصدار الأخير من هواتف جالكسي أس 8، حيث لا تزال أجهزة آيفون تتربع على عرش الأجهزة الجوالة في السوق المحلية.
تراجع الأسعار
وفي هذا السياق، قال محمد حنفش من محلات النهام: «بدأ السوق ينشط قليلاً في مايو بعد موجة الركود الطويلة، بسبب حلول شهر رمضان المبارك تلك الفترة التي نستعد لها جيداً من خلال شراء مزيد من الجولات والمحافظ الخاصة بها وباقي مستلزماتها، حتى العروض بدأت أيضاً منذ ذلك الحين سواء لدينا في المحلات أو في المولات الكبيرة، ويلاحظ أن هناك كثيراً من الأجهزة قد انخفضت أسعارها مؤخراً مقارنة بالفترات السابقة لتشجيع الزبائن.»
وأشار إلى أن بعض هواتف سامسونج قد شهدت انخفاضاً لافتاً مؤخراً، نظراً لأن هذه الفترة من المحتمل أن تسجل إقبالاً كبيراً بسبب رمضان وتزامنه مع موسم الإجازات الصيفية، متوقعاً أن تزداد وتيرتها في وسط رمضان، مشيراً إلى أن أكثر المشترين من المقيمين الأجانب، منوهاً بأن أكثر الطلب يتوجه نحو أجهزة آيفون.
ولفت إلى أن المحلات تعول على شهر رمضان والإجازات كونها الأفضل في السنة من حيث المبيعات التي ترتفع في تلك الفترة إلى نحو %75، حيث إن معظم شهور العام تشهد ركوداً ملحوظاً لا سيما في 2017 مقارنة بالسنوات السابقة.
إنهاء الركود
من جانبه، قال رامي طه من محلات لوجو: «سادت حالة من الركود على مدى أكثر من عام على السوق، وكان شهر مايو امتداداً لهذه الحالة، وبدأت ترتفع وتيرة المبيعات مع حلول شهر رمضان المبارك، ونتوقع أن تزداد أكثر في الأيام المقبلة مع قرب العيد وموسم الإجازات الصيفية لتنهي حالة الركود الكبير.»
وأوضح أن انخفاض أسعار بعض الأجهزة الجوالة الذي طرأ مؤخراً لا بد أن يساهم في رفع وتيرة الشراء لدى الزبائن، لا سيما أنه من المحتمل تراجعها أكثر بالفترة القادمة، وهو ما تعول عليه المحلات في تحقيق المكاسب في هذا الموسم تحديداً لأنه بات في السنتين الأخيرتين هو الوحيد الذي تنشط فيه حركة السوق على مدار العام.
طرح أجهزة جديدة
ولفت إلى أن طرح مزيد من العروض على البضائع لدى المحلات في السوق يبدو صعباً في ظل محاولتها الدائمة لتنزيل الأسعار على مدار العام، من خلال تخفيض نسب الربح بغية جذب الزبائن إلا أنها لا تستطيع مجاراة المولات الكبيرة في ذلك، حيث إن التنافس هناك على أشدّه، رغم أنها لا تقدم خدمات للعميل كتلك التي تقدمها المحلات.
وأعرب طه عن أمله في أن يسهم طرح إصدارات جديدة من الأجهزة الجوالة من قبل الشركات في تنشيط السوق بعد انتهاء الموسم الرمضاني والإجازات الصيفية، حيث تعود حالة الركود لتخيم عليه، لا سيما عند طرح أجهزة آيفون التي تحدث ضجة في السوق تفوق نظيراتها من الأنواع الأخرى والتي من المتوقع أن تكون بالتزامن مع العام الدراسي الجديد في سبتمبر.
القوة الشرائية
من جهته، قال سمير قدورة من محلات ألوهات: «ازدادت فترة الركود التي خيمت على السوق لفترة طويلة امتدت حتى شهر مايو الماضي، رغم أنه الأشهر الأولى من السنة كانت أفضل بكثير، ومع حلول شهر رمضان المبارك بدأت تنشط المبيعات قليلاً، حيث يبدأ اهتمام الناس بشراء الأجهزة يزداد مع الأعياد والإجازات الصيفية إلا أنه يبدو أنها ستبقى دون المستوى.»
وأرجع قدورة أسباب ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية لدى مختلف الشرائح بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث بات اقتناء الأجهزة أو شراؤها كهدايا لا يمثل أولوية لدى معظمها، لافتاً إلى أن نفس الفترة من العام الماضي كانت أفضل بكثير من الوقت الراهن، متمنياً أن يطرأ تحسن خلال الأيام القادمة على السوق وازدياد وتيرة الشراء كما كان سابقاً.
رمضان
وأشار إلى أن ارتفاع حجم المبيعات في رمضان والإجازات الصيفية، حتى إن وصل إلى ذروته فليس بإمكانه أن يعوض فترة الركود التي سادت لفترة طويلة جداً، وتغطية حجم الالتزامات على المحلات، متمنياً أن يسهم طرح أجهزة جديدة من قبل شركات عملاقة من نوع آيفون في رفع وتيرة الشراء، حيث لم تفلح الإصدارات الجديدة لشركة سامسونج التي جرت مؤخراً في تنشيط السوق كما كان متوقعاً.
واستهجن قدورة العروض والتنزيلات التي تطرحها بعض المولات في الدوحة على الأجهزة الجوالة التي تنقص من قيمته بنسبة كبيرة عما هو شائع بالمحلات المنتشرة في السوق، إذ إنها لا تتناسب مع القيمة الحقيقية للجهاز وهامش الربح البسيط الذي يتقاضاه التجار في السوق، إذ تكاد تنخفض عن تسعيرتهم بحوالي %50 حسب وصفهم، متسائلين عن الآلية التي تقوم بها هذه الجهات باحتساب السعر الذي يشكل نوعاً من المضاربة على المحلات وخطف الزبائن منها، الأمر الذي يشكل ضرراً كبيراً عليها، مطالبين الجهات المسؤولة بالعمل على توحيد أسعار الأجهزة في جميع المحال والمولات.

السابق
أوريدو تكافئ أعضاء برنامج نجوم: استبدال النقاط باشتراكات خدمة beIN CONNECT
التالي
صاحب السمو يهنئى أخيه أمير الكويت بفوز بلاده بمقعد بمجلس الأمن