زاد عدد القادمين إلى قطر من سلطنة عُمان والكويت الشقيقتين بنحو 40% مع تفاعل تداعيات الأزمة الخليجية نتيجة محاولة بعض دول الخليج فرض حصار على قطر في رسالة واضحة للقائمين على تلك القرارات بأن الشعب الخليجي واحد بغض النظر عن السياسة.
فقد كشفت جولة استطلاعية على عدد من مكاتب شركات الطيران والسفريات بالدوحة، ارتفاع حركة الحجوزات بنحو 30 إلى 40% وسط إشغال كامل لمقاعد الطيران بنسبة 100% في الأيام الأولى لعيد الفطر المبارك، خاصة إلى الدول الشقيقة والصديقة. ورصدنا وفقا لما أكده مسؤولو مكاتب السفريات حركة إقبال كبير من المسافرين إلى الدوحة من الدول الشقيقة على متن الخطوط الجوية الكويتية والعمانية والتركية لقضاء عطلة عيد الفطر المبارك في قطر.
ارتفاع حجوزات العمانية
وفي هذا السياق أكد مصدر مطلع من مكتب الخطوط الجوية العمانية ارتفاع حركة الحجوزات من الدوحة إلى سلطنة عمان الشقيقة بنحو 20%، وتتركز هذه الحجوزات إلى منطقة صلالة لقضاء إجازة العيد، والاستمتاع بأجواء هذه المنطقة السياحية المعروفة بتراثها الخليجي الساحر، وقال مسافرون التقتهم “الشرق” في مكاتب السفريات، إن المناطق السياحية بسلطنة عمان وفي مقدمتها صلاصة تمثل عنصر جذب مهم للسائحين والزائرين الخليجيين والعرب والأجانب، كما توفر بديلا مناسبا لبعض الوجهات الخليجية الأخرى، خاصة التابعة للدول التي تفرض الحصار على قطر في هذه الفترة.
وفيما أكد بعض المواطنين والمقيمين الذين التقتهم “الشرق” في مكاتب السفريات، ارتياحهم لقضاء إجازة عيد الفطر في قطر والاستمتاع بما توفره فنادقها ومنتجعاتها من عروض ومناخ مناسب ومريح، خاصة فيما يتعلق بالسياحة العائلية التي كانت مقصد العائلات الخليجية بلا استثناء، من السعودية والإمارات والبحرين، والتي منعهم منها الحصار الجائر، أوضحوا أنهم لم يلمسوا أي فرق بعد غلق الحدود والمنافذ إلى الإمارات والسعودية والبحرين، بل إن البدائل المتاحة في تركيا والدول العربية تمثل وجهات مغرية وبأسعار تنافسية بكثيرٍ مقارنة بما يصرفه الزائر إلى دول مثل الإمارات والبحرين، نظرا لارتفاع القوة الشرائية وغلاء الأسعار في هذه الأماكن.
\
استقرار الأسعار
السيد صالح الطويل مدير عام العالمية للسفر والسياحة، أشار إلى أن أوضاع الحجوزات تسير كالمعتاد وفي إطار وضعها الطبيعي أثناء إجازات الصيف وعيد الفطر المبارك، إلا أن المسافرين في هذا الوقت منهم من يسافر كالمعتاد نظرا للارتباطات العائلية وظروف الإجازة والحجوزات التي سبقت هذه الأزمة أصلا، ومنهم من ألغى سفره تضامنا مع قطر، وأخبروا مكتب السفريات أنهم قرروا إلغاء سفرهم والجلوس في قطر تضامنا معها، وهذا شيء ليس بالغريب، فالكل في قطر أهل ومتضامنون ومتكاتفون تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، والكل متفهم ظروف الأزمة التي فرضت على قطر، إلا أنها وبفضل الإرادة والعزيمة لم تؤثر في أي من قطاعات الدولة.
ويضيف السيد الطويل أن نسبة الإشغال لمقاعد الطيران مكتملة بنسبة 100%، ومكاتب الحجز تواصل عملها لساعات متأخرة لتخليص حجوزات المسافرين التي لاحظنا ارتفاعها بنسبة من 30 إلى 40%، وهي نسبة الارتفاعات التي كنا نسجلها في الأوضاع العادية قبل الأزمة، ونحن نعلم أن الأجواء مفتوحة أمام جميع الرحلات المغادرة والقادمة إلى قطر، ولا يوجد أي سبب للتأثير على حركة السفر والسياحة، سواء بالنسبة إلى القادمين إلى قطر، أو المغادرين منها.
حركة نشطة
السيد طارق عبداللطيف، المدير العام لشركة ريجنسي للسفر والسياحة، أكد أن حركة السفر والطيران من وإلى الدوحة في هذه الفترة تسير كالمعتاد، ولم تتأثر بفضل الله ثم حكمة قيادة قطر الرشيدة، بأجواء الحصار الجائر على قطر، مشيرًا إلى أن حركة السفر توضح أن هناك إقبالا من الخارج لزيارة قطر خلال هذه الفترة، التي هي فترة أعياد ومهرجانات تشهدها قطر لتشجيع السياحة، ولوحظ الإقبال من الأشقاء في الكويت وسلطنة عمان ومن بعض الدول الأخرى للاحتفال بموسم الإجازات في الدوحة الجميلة، في حين نلاحظ أن حركة السفر هي حركة طبيعية واعتيادية في هذا الموسم الذي يشهد سفر مواطنين ومقيمين، سواء للإجازات أو مع العائلات.
ويضيف السيد طارق عبداللطيف أن عروض شركات الطيران طبيعية، وحركة السعار مثلما هي ووفقا لقواعد الحجز المعمول به حسب توفر المقاعد والحجز لدى كل شركة من شركات الطيران وفقا للأسعار المعمول بها.
السياحة القطرية
السيد أحمد محمد الصوفي، أكد أنه على الرغم من كونه من معتادي السفر الكثير والدائم، إلا أنه ومنذ فترة قرر أن يختار حجز الوقت المخصص لإجازة العيد في أحد فنادق قطر، بدل السفر إلى الخارج، ويضيف أنه بمقارنة الأوضاع في قطر بالدول الأخرى نجد أن الميزات والخدمات التي تقدمها الفنادق القطرية للعائلات أفضل بكثير من نظيراتها في الدول الأخرى، خاصة من حيث الأسعار والأمن ووسائل الترفيه وظروف الإقامة، فكلها أمور تجعلها أكثر جاذبية للمواطن أو المقيم الراغب في قضاء عطلة أو تغيير الجو العام للعائلة في جو سياحي مريح ومناسب. وأضاف الصوفي أن هذه الفنادق توفر مكانا مناسبا للسياحة العائلية من حيث الخصوصية والأمان للأطفال وخدمات التوصيل للطلبات والتعاملات المالية، وهذه كلها أمور تؤكد جاذبية السياحة في قطر وكونها الخيار الأفضل للباحثين عن الراحة والاستجمام.
ويؤكد السيد الصوفي أنه كصاحب تجربة في السفر، لم يلاحظ أي تغيير حصل على ظروف السفر من أو إلى قطر، كما أن ظروف الحجز -وأنا الآن بأحد المكاتب لحجز فندق- لم يطرأ عليها أي تغيير، فالظروف طبيعية بفضل الله.
القطرية البديل
السيد ناصر حمود الذي قابلناه بأحد مكاتب السفر، يؤكد أن حركة السفر والحجوزات طبيعية وعادية. وبالنسبة له، جاء لتأكيد حجزه، حيث إنه سبق أن حجز قبل هذه الأزمة التي نتمنى جميعا زوالها قريبا، مضيفا أن قطر بإمكاناتها الاقتصادية وعلاقاتها الدولية قادرة على مواجهتها بحكمة وتعقل، وهذا ما لمسناه، فكأن شيئا لم يحصل بفضل الله. ويضيف أن البدائل موجودة في قطر لأي خطوط تقوم بغلق مكاتبها، فالخطوط القطرية لديها أسطول ضخم من الطائرات يقارب 200 طائرة، وشبكة وجهات عالمية تضم أكثر من 150 وجهة، وهو ما يغطي أي نقص قد يحدث في وجهات المسافرين من وإلى الدوحة، وبالتالي نحن الآن في مكاتب السفر لم نلمس أي تأثير سلبي على وجهات أو حجوزات السفر.