مفهوم جديد للسياحة.. افتتاح مشروع “مزرعتنا للسياحة”

الدوحة – بزنس كلاس:

افتتح في منطقة الخور أمس الجمعة مشروع «مزرعتنا للسياحة»، على مساحة 35 دونما، وتضم العديد من أنواع الحيوانات والطيور، بالإضافة إلى النباتات والاشجار المزهرة، والمناظر الخلابة، والنوافير، ومتحف للطيور والحيوانات المحنطة، حضر حفل افتتاح المشروع حشد كبير من المدعوين، تجولوا في ربوع المزرعة، وأعربوا عن شعورهم بالبهجة لافتتاحها، منوهين بتنامي المشروعات السياحية الزراعية، والتي توفر وسائل مختلفة من الترفيه، لكافة أفرد الأسرة.
وتحدث عتيق أحمد الكعبي مالك مزرعتنا للسياحة لـ «لوسيل» عن فكرة المشروع، وقال إنها لم تكن وليدة اللحظة بل كانت في ذهنه منذ زمن طويل، وأن مزرعتنا منتجع سياحي زراعي مفتوح امام الجمهور لقضاء يوم ممتع والترويح عن النفس والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وفي معرض شرحه لنشاط مزرعتنا اكد عتيق الكعبي ان النشاط السياحي بمزرعتنا يتضمن 3 مجالات رئيسية، الأول متعلق بالتسويق المباشر من خلال منافذ مخصصة لذلك، حيث يتم عرض منتجات المزرعة الطازجة التي تتضمن انواعا من الثمار المختلفة وعسل النحل، والمنتجات المصنعة الأخرى مثل عدة أنواع من الاطعمة الشعبية، مع تمتع الزائر بأن يعيش بنفسه ويتولى عمليات قطف وجمع الثمار التي يشتريها. واستطرد قائلاً «اما المجال الثاني فيتمثل في تلقي جرعات من الثقافة الزراعية والتعليم من خلال الجولات بالمزرعة والرحلات المدرسية والمعارض التاريخية والتراثية والفصول الدراسية ومشاهدة متحف الطيور والحيوانات المحنطة، والمجال الثالث يتمثل في الترفيه والرحلات من خلال تنظيم حفلات بالمزرعة وركوب الخيل والقرب من حيوانات المزرعة ومسارات المشي فيها والبرامج المتنوعة».

خيار عالمي

والاستثمار بمجالات خلط الزراعة مع السياحة توجه وخيار متنامي وتصاعد عالميا خلال السنوات القليلة الماضية، ويرى د. سيف بن علي الحجري الخبير الأممي بمجالات التنمية المستدامة «ان السياحة البيئية والزراعية من الأعمال التي يمكن ان تتكامل مع الزراعة وتحفظها وتنميها». ويضيف «لذلك يدعو الخبراء القائمين على أمور الزراعة في تلك البلدان بالسعي لدمج السياحة مع فروع ومشاريع زراعية». وطبقا لدراسات اجرتها دائرة الإحصائيات الزراعية الأميركية على 33161 مزرعة بالولايات المتحدة تبين أن تلك المزارع جنت 80 % من دخلها من خلال أنشطة السياحة الزراعية».

نماذج من مزرعتنا

وتحتوي مزرعتنا على ركن المتحف الذي يضم العشرات من الطيور والحيوانات والزواحف المحنطة مثل الوعل وانواع من الغزلان والببغاوات والعصافير الملونة الحية. وفي اركان أخرى، تحتوي المزرعة على حيوانات وكائنات حية من نتاج البيئة القطرية وانواع من الحيوانات الوافدة، من بينها القضاءة والقنفد والارانب والنعام والدجاج الحبشي والرومي والحلال العربي والماعز العماني وطيور القطا وانواع من غزال البلوديا والنعام. ولفت انتباه “لوسيل” وجود المئات من انواع الاشجار التي تجود وتنمو وتزهر في البيئة القطرية ونوافير مياه وارائك ومظلات وممرات مترامية الاطراف في شتى ارجاء المزرعة مع انتشار اللون الاخضر فيها وتغطيته لكل اركانها، حيث تتعدى مساحتها عدة هكتارات.

السياحة البرية

وفي معرض تعريفه للسياحة الزراعية يقول عتيق الكعبي «السياحة الزراعية نوع جديد من أنواع السياحة البيئية ظهر بشكله الحالي في ثمانينيات القرن العشرين وتطور نتيجة عدة عوامل سياسية واقتصادية وثقافية حتى اصبح احد اهم أنواع السياحة في العالم وأكثرها نموا في السنوات القليلة الماضية، وبالذات في منطقة الشرق الاوسط التي تحظى بعوامل بيئية هائلة، تلك العوامل تتوفر في دولة قطر وتدعمها البنية التحتية الجيدة من طرق وخدمات ومواصلات وروض ومحميات طبيعية برية وبحرية». ويستطرد «السياحة الزراعية تجعل من السائح صديقا للبيئة التي يزورها، وتكون هذه الزيارات بهدف استمتاع السائح بسحر المناطق التي يزورها والتعرف على نباتاتها وحيواناتها البرية وتضاريسها وقطر تحديدا تزخر بنباتات وحيوانات برية وبحرية نادرة». ولذلك فان مزرعتنا للسياحة تعمل على توفير بيئة الخروج الى الطبيعة دون قيود حضارية وإقامة الحفلات القائمة على وسائل بدائية لتقديم تجربة صفاء ذهني وروحي للسائح او الجمهور الزائر”.

أولويات الدولة

وتعتبر قطر البيئة واحدة من 4 ركائز لرؤية 2030 لتحقيق الاستدامة والاكتفاء، وتدعم كل ما يتعلق بالبيئة وتنمية القطاع الزراعي واقتصادياته حسبما يؤكد المسؤولون في كل المناسبات، ونعتقد ان في سلم الأولويات للدولة دعم القطاع السياحي واحتضان السياحة البيئية والزراعية والتي تعرفها منظمة السياحة العالمية بانها تقوم على المنتجعات والفنادق الصغيرة او النزل الريفي المتواضع وليس على الفنادق الضخمة ذات المستوى الراقي وهذا يعني توزيع الدخل السياحي على شريحة اكبر من السكان وعدم حصره بأيدي بعض المستثمرين الكبار،وتساهم السياحة البيئية في تطور الاقتصاد الأخضر القائم على حماية البيئية واستدامة الموارد كما تزيد من فرص نمو التعليم البيئي.
بيد ان الخبير في مجال حماية الطبيعة هكتور لاسكورين يقترح تشجيع النشاطات السياحية الصديقة للبيئة من خلال التخلي عن وسائل التنقل والمعدات الملوثة للبيئة وكذلك عدم تدمير البيئات الطبيعية في سبيل إيجاد وسائل الراحة والترفيه للسياح وقد تم تبني هذا الطرح من قبل الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة في العام 1983.

أشهر المزارع

ومن اشهر المزارع السياحية مزرعة شركة بلدنا للصناعات الغذائية المملوكة لمجموعة باور هولدينق انترناشيونال التي يترأس مجلس ادارتها رجل الاعمال القطري معتز الخياط، وهي من المزارع القطرية المميزة التي توسعت وتحولت إلى معلم سياحي رائع في عام ٢٠١٧، ومنتجع بلدنا السياحي يتميز بانشطة متعددة للصغار والكبار يبهر بمناظره زائريه. وهناك معلم سياحي زراعي مهم اخر وهو محمد مطر الدوسري، وتم إفتتاح هذه المحمية التي تقع غرب دولة قطر في عام 1984 بمجهود شخصي من صاحبها، ويقول عاملون بالمحمية ان الهدف من اقامتها إسعاد الجمهور وإدخال البهجة على الزوار ورسم الإبتسامة على شفاه الأطفال.

السابق
قطر.. افتتاح مركز التأشيرات في بنغلاديش
التالي
ختام المهرجان القطري البريطاني نسخة 2018