مفهوم البيئة التعدّدية يسهم في زيادة فهمك للعالم

التعدّدية

التعدّدية : هو مفهوم دائمًا ما يشير إلى التنوّع في وجهات النظر والمواقف حول نهج أو فكرة معيّنة;كما أنه مفهوم يدخل في مختلف المجالات ولها أقسام عديدة، حيث نجد أنّ هناك تعددية سياسية، وتعددية اقتصادية، وتعددية دينية، وتعددية ثقافية .

تعبّر كلّ من التعددية السياسية والاقتصادية عن وجود أكثر من نظام سياسي أو اقتصادي في البلد الواحد; في حين تعبّر التعددية الدينية عن وجود عدّة توجهات دينية في المجتمع الواحد مع تقبّلها وتشجيع التعايش السلمي بينها; أمّا التعددية الثقافية، فهي تعبّر عن الجماعات الصغيرة التي تعيش ضمن مجتمع أكبر وتحتفظ بهويّاتها الثقافية; وقيمها وممارساتها حيث يتمّ تقبل هذه الممارسات والقيم من قبل الثقافة السائدة مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ ثقافة الأقلية لا تتعارض مع قانون الدولة ونظامها; لذلك نجد أن الهند والولايات المتحدة تعتبر من الأمثلة القوية على المجتمع التعددي; ففي الهند نجد تعددية دينية لا مثيل لها مع ذلك يتعايشون معًا في دولة واحدة ويتقبّلون بعضهم البعض; كذلك الحال في الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتضن أناسًا من أصول عرقية وثقافية متنوّعة يعيشون معًا بتناغم; ومن الأمثلة الأخرى على المجتمعات التعدّدية; نجد تركيا التي تمثّل بوتقة لانصهار الثقافات من قارتين مختلفتين تمامًا وهما آسيا وأوروبا.

التعددية في الحياة اليومية :

عندما تختبر التعددية في حياتك اليومية، ستتعرّض بشكل يومي لأشخاص، وثقافات، وستدهشك آثار هذا التفاعل، حيث ستتعلم مهارات التعامل مع مجتمعات ومفاهيم غريبة عنك وستكتسب وجهات نظر عالمية، العيش في بيئة تعدّدية لن يسهم في تطويرك اجتماعيًا وحسب، لكنه سيزيد من فهمك للعالم، ويعمل على تهيئتك لتصبح جزءًا من مجتمع عالمي سواءً كنت ستسافر إلى دولة أخرى، أو ستعمل في مؤسسات عالمية تضمّ موظفين أجانب، أو حتى في حال قرأت عن أحداث أثّرت في شعوب أخرى مختلفة عن ثقافتك، وهنا يأتي دور المؤتمرات العالمية والفعاليات متعدّدة الثقافات في مساعدتك على التعرّف على أشخاص جدد من مختلف أنحاء العالم ومعرفة المزيد عن ثقافاتهم وعاداتهم وبالتالي تعزيز مفهوم المواطنة العالمية في داخلك.

في الختام عندما تتواجد مع أشخاص من خلفيات متعدّدة وتجارب مختلفة، سيصبح بالإمكان خلق أفكار أو وجهات نظر قد لا يستطيع الآخرون التفكير فيها، لان لكلّ شخص طريقته الخاصة في التعامل مع مشكلة ما، مبنية على تجاربه الشخصية، وموروثه الثقافي، والديني، والاجتماعي. سيكون من الأفضل بلا شكّ أن يتمّ استعراض هذه المشكلة (سواءً في العمل أو المدرسة) من وجهات نظر متعددة بدلًا من محاولة حلها من قِبل أشخاص يتشاركون نفس التجارب والأفكار، الأمر الذي سيسهم بشكل فعّال في رفع الإنتاجية وخلق المزيد من الحلول الإبداعيّة لمختلف المشكلات، ولهذا السبب بالذات تسعى كبرى الشركات مثل جوجل أو مايكروسوفت إلى تقديم فرص التدريب (Internships) في مختلف مدن العالم لتعزّز لدى موظفيها شعور تقبّل الآخرين والتفكير خارج الصندوق.

التعددية الملونة :

كما يقال (التعددية الملونة) وهي التعددية التي تضفي لونًا على المجتمع الذي نعيش فيه; ماذا لو كان كلّ من يحيط بك هو نسخة عنك في كلّ شيء، ستكون الحياة مملّة بلا شكّ; لذلك إننا بحاجة لأفكار جديدة ووجهات نظر مختلفة وأشخاص مختلفين نتعلّم من تجاربهم ونستلهم منهم حلولًا لمشاكلنا الخاصة; ومن هذا المنطلق لا بدّ من أن نأتي على ذكر فرص الإقامات الفنية والبحثية التي تتيح للطلاب والباحثين وكلّ من يهتم بالسفر الفرصة للإقامة في بلد آخر والمشاركة في نشاطاته الثقافية المختلفة; الأمر الذي يخلق تجربة ممتعة تجمع بين التعلم والتسلية في نفس الوقت.

السابق
20 ألف لاجئ بحسب مفوضية شؤون اللاجئين فروا من السودان
التالي
مؤسسة قطر تدعو للمشاركة بأنشطة اليوم الرياضي للدولة