معهد واشنطن: الدوحة شريك أساسي أثبت علو كعبه

وكالات – بزنس كلاس:

أكد “معهد واشنطن” لسياسات الشرق الأدنى أن الإدارة الأمريكية بالضرورة أن تضع أمام أعينها الصورة الأكبر حول مدى أهمية وجود مجلس تعاون خليجي فعال بالنسبة للمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة الخليج.

وطالب المعهد الإدارة الأمريكية بأن تبذل جهدا غير عادي لإنجاح التفاوض ولو بشكل فردي مع كل طرف من أطراف الأزمة ، لكي تدرك كل الدول المحاصرة أن تحويل حالة التصعيد في الخليج إلى سلام واستقرار يصب في مصلحة كافة الشركاء والأطراف في مجلس التعاون الخليجي. وقد يكون السبيل لنجاح ذلك هو انتهاج تكتيك مختلف مع كل دولة.

وأشار المعهد إلى أن هناك إدراكا بأن العلاقات مع الولايات المتحدة تعد من أقوى الأوراق التي يمكن استخدامها لحل هذا الخلاف المتصاعد، منوها إلى أن النزاع الخليجي بمثابة الفرصة الكبيرة للتعامل بصورة أكثر شمولا مع مجالات الاختلاف الاستراتيجي الثنائي. وطالب بضرورة مواصلة العمل مع كافة أطراف الأزمة، وخاصة جهود مكافحة الإرهاب ومواجهة التحريض الأجنبي كعنصر ضروري لتخفيف تأثير هذا النزاع ، مشددا على أن الدوحة أثبتت جدارتها كشريك حاسم للولايات المتحدة في مختلف المجالات، فمثلا هي تستضيف قاعدة العُديد الجوية واتخذت إجراءات أخرى عديدة في إطار المصالح المشتركة.
وقال إنه في شهر أبريل الماضي قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بزيارة إلى الولايات المتحدة والتقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض ، وتصدر جدول الأعمال تفعيل العلاقات الثنائية وتعزيز العلاقات العسكرية الثنائية علاوة على بحث الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب ، مشيرا إلى أن هناك اهتماما مشتركا من الجانبين بإنهاء الخلاف الخليجي بين قطر والدول الأربع التي تفرض حصارا عليها وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، وقد شكلت تلك القضية سياقا مهما لهذه المحادثات.
التعامل مع الحصار
وتطرق تقرير المعهد إلى أنه بالنسبة للسعوديين والإماراتيين، فيمكن أن تتبع واشنطن معهم سياسة خاصة مع كل منهما تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، موضحا أن تعيين جون بولتون كمستشار للأمن القومي ، ومايك بومبيو كوزير للخارجية في الولايات المتحدة يمكن أن يعززا فرص التفاوض بنجاح لتخفيف تأثير الحصار، حيث يبدو أن المواقف السياسية لكلا الرجلين تتواءم بشكل وثيق مع البيت الأبيض من جانب ، والعلاقة الوثيقة مع كافة الأطراف في منطقة الخليج من جانب آخر.
ونبه معهد واشنطن إلى أنه ينبغي على الإدارة الأمريكية التواصل مع الشريكين الآخرين في مجلس التعاون الخليجي اللذين ليسا طرفا في الخلاف، وهما الكويت وعمان، بهدف إبقائهما إلى جانب جهود الولايات المتحدة لحل الأزمة. وشدد على أنه إذا استمر النزاع على وضعه الحالي، فقد ينظر كلا البلدين إلى المنظمة على أنها مجموعة من الدول المجاورة التي تهدد البلدان الأخرى وليس مصدرا للحماية.
وأضاف بأن دول مجلس التعاون الخليجي المنقسمة تخلق مشاكل للمصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة برمتها، خاصة إذا تمكنت الأطراف المنافسة للولايات المتحدة سواء الإقليميين أو الدوليين من الاستفادة من تلك الانقسامات الخليجية، ولذلك يجب على واشنطن أن تعمل بكل جد مع شركائها لتفادي هذه النتيجة حتى لو ظل الحل الكامل للأزمة صعب التحقق.
علاقات استراتيجية
ويعتبر العام 2018 رمزا لقوة العلاقات القطرية ـ الأمريكية، حيث تم عقد حوار استراتيجي بين البلدين في أواخر يناير الماضي، وهذا الحوار ينطلق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق ارحب، تجسدها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية التي تم توقيعها في مختلف المجالات.
وتستند العلاقات القطرية – الامريكية على اسس متينة وشراكة استراتيجية سنامها الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وبلغت تلك العلاقات محطة متقدمة، كما أخذت العلاقات منحى تصاعديا تجسّد في العديد من الاتفاقيات الثنائية المتنوعة. وعزز الحوار الشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات في مجال الأمن الإقليمي والدفاع ومكافحة الإرهاب والطاقة والتجارة والتعاون الاقتصادي، سيما وأنه توج بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أبرزهم الإعلان المشترك لإقامة الحوار الاستراتيجي، والإعلان المشترك للتعاون الأمني، ومذكرة تفاهم لمكافحة الاتجار في البشر.
استقرار الخليج
ويؤكد المراقبون أن الحوار الاستراتيجي الأول بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية يعيد الاستقرار لمنطقة الخليج، وكشف عن زيادة التوافق والتلاقي في الرؤى الاستراتيجية بين البلدين، وأكد مجددا على الحاجة للبقاء كحليفين وصديقين مقربين سواء على صعيد التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف. كما هدف الحوار الاستراتيجي إلى تعزيز متانة العلاقات الثنائية بين دولة قطر والولايات المتحدة، وسلط الضوء على الفرص المفيدة المشتركة لشعبي البلدين.
ومنذ فرض الحصار الجائر على قطر اتسعت الشراكة بين الدوحة وواشنطن لتشمل التكاتف في مواجهة أي عدوان خارجي على قطر، حيث اتفق البلدان على العمل المشترك لحماية قطر من التهديدات الخارجية، وهو ما ينسف طموحات دول الحصار بالتفكير في التصعيد ضد الدوحة.

السابق
مرافي العمانية: شراكة مع قطر لتشغيل أول ميناء عُماني للمعادن
التالي
قانون الإقامة.. دول الحصار تغرق بمستنقع رمال الكذب المتحركة