معارض السيارات المستعملة دخلت مرحلة “حرجة” من الركود

قال عدد من تجار السيارات المستعملة في طريق سلوى، إن حالة الركود التي يعاني منها هذا القطاع منذ بداية النصف الثاني للعام 2016، قد تعمقت خلال ديسمبر الحالي، الأمر الذي دفع بالبعض إلى عرض محلاتهم التجارية للبيع.

وأوضح هؤلاء لـ«العرب» أن المعارض حققت خلال الـ6 شهور الأخيرة خسائر كبيرة، أدت إلى تزعزع مواقف بعض التجار ماليا، مما دفع بالبعض إلى إغلاق محلاتهم التجارية خلال الفترة الفائتة، أو تحويل نشاطها إلى أعمال أخرى.

وأكد البعض أن أثمان السيارات المستعملة تهاوت خلال الفترة الفائتة، وذلك بسبب ارتفاع كبير جدا في حجم المعروض المتزامن مع ندرة الطلب، الأمر الذي عمق الأزمة لدى التجار، خصوصا أن العديد من المركبات انخفضت قيمتها %20 أو أكثر بعد قيام التاجر بعرضها، مما زاد من حجم الخسائر.

معيقات

لفت التجار النظر إلى أن العديد من العوامل دفعت بحالة الركود إلى المزيد من التعمق، التي تتمثل بارتفاع القيمة المالية لإيجارات المعارض إلى مستويات مرتفعة، وصفها البعض بـ»الخيالية»، إضافة إلى تأثير الوضع الاقتصادي العالمي على المنطقة، وتراجع الإقبال من الزبائن وتفضيلهم البحث عن مركبات عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، وذلك بالتزامن مع إصدار المملكة العربية السعودية – التي تعتبر كبرى الأسواق الخليجية – قانوناً حول شروط جديدة للسيارات المستوردة، الأمر أثر سلبا على حجم الصادرات من السوق المحلية، إذ تقلصت بنسبة تزيد عن %50، مقارنة بالعام الماضي.

وأشار التجار إلى أن شهر نوفمبر الفائت حمل في طياته انتعاشة طفيفة، بسبب انطلاق موسم البر «التخييم» في الصحراء، مما أدى إلى زيادة الطلب على المركبات ذات الدفع الرباعي، إلا أن حالة الركود عادت سريعا لتسيطر على السوق من جديد مع بداية شهر ديسمبر الحالي.

وطالب أحد التجار بوضع قانون تنظيمي لقطاع تجارة السيارات المستعملة، بالإضافة إلى استحداث جهة تكفل الحفاظ على مصالح التجار، عازيا ذلك إلى وجود عدد كبير من السماسرة الذين يمارسون هذه المهنة دون تراخيص وبشكل غير قانوني، الأمر الذي يؤثر سلبا على عمل المعارض.

وتوقع التجار أن تتعمق الأزمة خلال العام المقبل، حيث إن كل المؤشرات تدل على المزيد من الركود، وارتفاع حجم المعروض، آملين أن تتحسن أحوال السوق وتحقق تقدما على مستوى المبيعات.

الشريف: 50% معدل تراجع المبيعات خلال ديسمبر

أكد التاجر صلاح الشريف هبوط مستوى الإقبال بشكل كبير خلال شهر ديسمبر الحالي، بنسبة تقدر بـ%50 مقارنة بشهر نوفمبر الفائت، الأمر الذي يعتبر عودة لحالة الركود التي بدأت منذ فصل الصيف.
وأضاف الشريف: «غالبية الطلب لدينا في الوقت الحالي على السيارات ذات الدفع الرباعي، يابانية الصنع، بالإضافة إلى أنواع محددة من المركبات الفارهة التي تمتاز بمواصفات عالية، أما السيارات الأصغر حجماً فلا يوجد عليها إقبال نهائيا».

وبيَّن الشريف أن أثمان المركبات المستعملة قد حققت مزيدا من الانخفاض خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب ارتفاع حجم المعروض في السوق المتزامن مع تراجع الطلب إلى مستويات متدنية، الأمر الذي دفع بالأسعار إلى الهبوط.

وأمل الشريف أن تحقق سوق السيارات المستعملة تقدما على مستوى المبيعات، والإقبال والطلب خلال العام القادم، متوقعا أن تتحسن الأحوال المحيطة، وأن تزال بعض المعيقات أمام التجار خلال الفترة المقبلة.

عبد التواب: عام 2016 الأسوأ لقطاع السيارات المستعملة

قال التاجر أحمد عبدالتواب، إن السوق في الوقت الحالي تعاني من حالة ركود عميقة، زادت من حجم الأزمة لدى تجار السيارات المستعملة، حيث المبيعات تهاوت إلى مستويات متدنية جدا خلال ديسمبر الحالي.

وأضاف عبدالتواب: «أعتقد أن السنة الحالية من أسوأ الأعوام التي مرت على قطاع السيارات المستعملة، حيث أثرت الأزمة المالية العالمية وارتفاع مستوى الإيجارات الشهرية بشكل كبير، بالإضافة إلى انخفاض حجم الصادرات من السوق المحلية إلى نظيره في المملكة العربية السعودية، بسبب القوانين الجديدة».

وبيَّن عبدالتواب أن حجم المبيعات في هبوط مستمر منذ بداية النصف الثاني للعام الحالي، حيث تقدر أن ديسمبر الحالي يشهد انخفاضا بنسبة %50 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، الأمر الذي يدفع بالبعض إلى مغادرة السوق.

وأمل عبدالتواب أن تنتهي حالة الركود المصاحبة للسوق، وأن تحقق الأخيرة تقدما على مستوى الإقبال والمبيعات، متوقعا أن يتراجع أداء السوق أو تبقى على ما هي عليه خلال العام المقبل.

ويبقى الحديث عن مجموعة من العوامل والمعيقات التي أدت إلى تراجع أداء سوق السيارات المستعملة، حيث إن حالة الركود تسيطر على السوق منذ بداية فصل الصيف حتى مع وجود فترة انتعاشة تم إحياؤها، لمدة لم تتجاوز 30 يوما، إلا أن التجار ما زالوا يتحدثون عن خسائر كبيرة دفعت البعض منهم لبيع محلاته التجارية.

بن ناصر يطالب بحلول تنتشل سوق السيارات المستعملة من كبوتها

قال التاجر مبخوت بن ناصر، مالك شركة آل ناصر لتجارة السيارات، إن قطاع المركبات المستعملة يعاني من حالة ركود عميقة خلال النصف الثاني من هذا العام، مطالبا بإيجاد حلول واستحداث طرق تحافظ على مصالح التجار.

وأضاف: «أعلم أن العديد من المعارض قد حولت نشاطها التجاري، كما أن البعض أقفل أبوابه خلال النصف الثاني لعام 2016، فيما أن هناك من يعرض محلاته للبيع في الوقت الحالي، بسبب الخسائر المالية التي واجهها التجار».

وبيَّن بن ناصر أن هناك العديد من المعيقات التي تقف في طريق تجار السيارات، التي تتمثل بارتفاع القيمة المالية للمحلات التجارية إلى أرقام كبيرة جدا، بالإضافة إلى قيام غالبية الراغبين بشراء سيارات باستخدام المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإقبال على المعارض، كما يوجد عدد من السماسرة الذين يعملون بتجارة المركبات بشكل غير قانوني ودون ترخيص رسمي، بلا أي مصروفات والتزامات.

وطالب بن ناصر بإقامة مبادرات هادفة لدعم قطاع تجارة السيارات المستعملة، التي تشبه البرامج الحكومية لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، وذلك عبر توفير أراضي مخازن للمعارض.

السابق
الشركات الكبيرة تنفق أموالاً طائلة على أمن معلوماتها.. 5.6% من ميزانياتها
التالي
طقس اليوم.. رياح قوية وأمواج مرتفعة