مطعم مصري “مُعاد تدويره”.. لا يوجد به إنترنت أو شبكة هاتف والزبائن يُشاركون في صنع الطعام

 

باستخدام إطارات سيارات قديمة وبعض الأخشاب المعاد استعمالها في قبو بناية قديمة على مشارف القاهرة الخديوية، أنشأ شاب وفتاة مطعماً صديقاً للبيئة وهو ما لاقى استحسان قاصدي وسط العاصمة.

وعلى خلاف المتعارف عليه في المطاعم الحديثة، قرر بيشوي وكاترين أن يطلقا مشروعهما الجديد بأشياء تم تدويرها، بداية من المكان إلى الطاولات والمقاعد، مع الحرص على أن تكون الأطعمة المقدمة مصنعة منزلياً، وهو ما يميز مطعمهما عن المطاعم المجاورة له بحسب رواد المطعم.
صحي وصديق للبيئة

على أنغام إحدى أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم تقف المرشدة السياحية كاترين رفعت ( 26 سنة) أحد مالكي المشروع، داخل المطبخ المكشوف تطهو طعاماً طلبه للتو أحد الزبائن.

تقول كاترين لـ”هافنغتون بوست عربي” إنه “عندما فكرنا في المطعم كمشروع لنا أردنا أن يكون هناك مكان يعيدنا إلى الطبيعة من حيث الأكل أو الديكور، فأنشأنا مطعماً مصنوعاً بالكامل من مواد أعيد تدويرها، علاوة على أننا أردنا ألا يكون المطعم صديقا للبيئة فقط بل يكون مطعماً صحياً يقدم وجبات صحية للقاصدين.

ديكورات المطعم بالكامل صنعت من مواد أعيد تدويرها فالمقاعد صنعت من بالتات خشبية والمكتبة أيضاً، فيما صنعت الموائد من إطارات السيارات القديمة بعد طلائها، أما الأرضيات ففرشت بحصر من الخوص والسجاد اليدوي، وفي زوايا المكان وضعت “القلل” الفخارية بديلاً عن فازات الورد.

اما عن الإضاءات الخافتة التي تميز المكان فزينت بعض المصابيح الموفرة للطاقة، موزعة على أركان المكان علاوة على الشموع التي وضعت على كل طاولة مما يعطي قاصدي المطعم إحساساً بالراحة على حسب قول كاترين.


التصميم

مطبخ المطعم تم تصميمه على الطريقة الأميركية بحيث يكون مكشوفاً للزبائن وأغلب البرطمانات الموجودة مصنوعة من الزجاج وهو ما يبرره بيشوي رأفت مهندس الميكانيكا، وشريك كاترين في ملكية المطعم، قائلاً: “استخدمنا البرطمانات الزجاجية الفارغة كما نفعل في منازلنا لتخزين المواد الغذائية كنوع من إعادة تدوير الأشياء، والتقليل من استخدام البلاستيك داخل المكان والأجهزة الإلكترونية”.

وحتى زيوت الطعام لا يتم التخلص منها كما يقول بيشوي، بل “نصنع منها شموعاً ومواد نظافة كالصابون حتى لا تسبب أضراراً بمرافق الصرف الصحي حال إلقائها”.

ينزع بشوي معطفه ويعلقه على أحد الكراسي المصنوعة من البراميل القديمة الموضوعة أمام المطبخ، ليدخل ويساعد شريكته في إعداد الطعام للزبائن ويضيف: “عندما أردنا أن ننشئ مطعماً قررنا ألا يكون مماثلاً لما حولنا من مطاعم ولم يكن المكسب هدفنا، فقد أردنا أن نقدم شيئاً جديداً للمجتمع، بداية من الطعام الذي يقدم طازجاً يوماً بيوم، مروراً بالخدمة المقدمة فنحن نتعامل مع زبائننا كضيوف جاؤوا إلى منزلنا، ولذلك يشاركنا بعضهم في إعداد الطعام”.
ولا يوجد بالمطعم تلفاز، بل هناك فقط شاشة صغيرة لعرض الأفلام كما لا توجد شبكة إنترنت.

يقول بيشوي: “هذا المكان كان في السابق مجرد قبو أغرقته مياه الصرف، فقمت بإعادة إعماره وإصلاح السباكة به وبنائه بالطوب الحراري الذي يلطف من درجة الحرارة، وبحكم دراستي للهندسة وعملي السابق قمت بإعادة توزيع الهواء بداخله بحيث يكون معتدلاً طوال فصول السنة، لأننا لا نستخدم المكيفات بل نستخدم فقط شفاط الهواء ومروحة لترطيب الجو خلال فصل الصيف الذي لا يشعر زبائننا بدرجات الحرارة المرتفعة في الخارج”.

أما عن تسمية المكان باسم “مشروع مطعم” فقالت كاترين،عقب الثورة لم يكن هناك فرص عمل كثيرة في مجال السياحة ولم أعتد الحياة بدون عمل وهو نفس ما حصل مع بيشوي في مجال هندسة الإلكترونيات ففكرنا في إنشاء مطعم يقدم طعاماً صحياً وقررنا أن يكون اسم مشروعنا “مشروع مطعم”.
مصر والمطعم

وقد شهدت مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ركوداً في مجال السياحة مازال مستمراً حتى الآن، وانخفضت عائدات السياحة “من 7.3 بليون دولار في العام المالي 2014 – 2015، إلى 3.7 بليون فقط نهاية العام المالي 2015 – 2016” بحسب تقرير البنك المركزي المصري.

وطبقاً لوزير القوى العاملة المصري فإن نسبة البطالة في مصر بلغت 12.4٪ من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 92 مليون مواطن.

تقوم كاترين بتقديم الطعام لأحد زبائن المطعم، والذي يشيد بالطعام الذي شارك في إعداده، يتذوق هيثم محمد 30 عاماً، الطعام المقدم له، ويقول إن أكثر ما يميز المكان هو شعورك بأنك في منزلك، “فالأكل لا يختلف كثيراً عما تصنعه لي والدتي”، كما أن ديكور المكان يساعدك على أن تأخذ راحتك في الجلوس، وتصميماته تعيدك مرة أخرى إلى الطبيعة، علاوة على عدم وجود وسائل اتصال لأنه لا توجد شبكة إنترنت أو حتى موبيل وهو ما يساعدك على التواصل مع الأصدقاء.

السابق
وزنه 207 كلغ.. فقرر العيش لمدة 382 يوماً بدون أي طعام.. تعرَّف على حمية “الجوع”
التالي
آبل تطلق بهدوء آيفون 6 نسخة 32 جيجابايت في آسيا