قال خبراء اقتصاد ورجال أعمال إن الاستثمارات القطرية الخارجية في العام 2017 قد تغير بوصلتها من القارة الأوروبية نحو القارة الآسيوية، مشيرين إلى أن دخول استثمارات قطرية جديدة إلى أوروبا والمملكة المتحدة سيكون مرهونا بالتداعيات السلبية التي سيسببها خروج بريطانيا من منطقة اليورو خلال هذا العام، الذي يمكن أن يتسبب في تداعيات سلبية كبيرة على الاستثمارات القطرية والخليجية بشكل عام هناك.
وأشاروا إلى أن الاستثمارات القطرية الخارجية وخاصة العقارية والفندقية تشغل حيزا كبيرا من الاقتصاد الأوروبي والبريطاني، موضحين أن تلك الاستثمارات قد شهدت تراجعا في قيمتها السوقية عقب خروج نتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من منطقة اليورو، حيث انعكس تراجع الجنيه الإسترليني وكذلك اليورو سلبا على قيمة وعوائد هذه الاستثمارات، وذلك نتيجة فقدان معيار الثقة بالاقتصاد الأوروبي.
وقالوا لـ «العرب» إن هناك اكتفاء استثماري إلى حد من القارة الأوروبية التي شهدت خلال الأعوام العشر الماضية ضخ استثمارات قطرية وخليجية مهولة، بلغت مليارات الدولارات، مضيفين أن القارة الآسيوية تعد المكان الأنسب للاستثمار في الوقت الراهن، بفضل ما تقدمه من عوائد استثمارية مجزية.
طفرة
وتوقع السيد ناصر الخالدي الرئيس التنفيذي لشركة قطر وعمان للاستثمار أن تتجه الاستثمارات القطرية في العام الحالي نحو القارة الآسيوية، وذلك في ظل الطفرة المتحققة في الدول الآسيوية، وبخاصة الصين والهند، خلال السنوات القليلة الماضية، التي تجعل من الاستثمار في تلك الأسواق فرصة مجدية للاستثمارات القطرية والخليجي على السواء، مشيرا إلى أن التوقعات بتأثر دول الاتحاد الأوروبي وكذلك المملكة المتحدة نتيجة قرب خروج الأخيرة من منطقة اليورو، قد يدفع قطر نحو اكتشاف المنطقة الآسيوية بأكملها بحثا عن فرص جديدة.
وقال إن هناك اكتفاء استثماريا إلى حد من القارة الأوروبية، التي شهدت خلال الأعوام العشر الماضية ضخ استثمارات قطرية وخليجية مهولة، بلغت مليارات الدولارات، مضيفا أن القارة الآسيوية تعد المكان الأنسب للاستثمار في الوقت الراهن، بفضل ما تقدمه من عوائد استثمارية مجزية.
وأوضح أن جميع المؤشرات توضح أن نسبة النمو في الأسواق الآسيوية سترتفع خلال السنوات المقبلة نظرا لما تملكه هذه الأسواق من فرص جذابة ومغرية أيضا للمستثمرين، لافتا إلى أن هناك العديد من القطاعات الاستثمارية المختلفة التي يمكن لرؤوس الأموال القطرية الدخول فيها ومنها العقارات والشركات الاستثمارية والمؤسسات المالية بالإضافة إلى قطاع الصناعات الذي يعد فرصة ثمينة جدا لم تستغل بعد.
تغيير المسار
من جانبه قال رجل الأعمال يوسف الكواري إن أغلب الاستثمارات القطرية شهدت خلال الأعوام العشر الماضية مسارا محددا وهو القارة الأوروبية، حيث تم ضخ مئات المليارات من الدولارات في مشاريع عقارية وفندقية في تلك القارة، وذلك في إطار تنوع الاستثمارات نتيجة الفوائض المالية الضخمة التي تمتعت بها قطر خلال تلك الفترة التي شهدت ارتفاعا في أسعار النفط، مشيرا إلى أنه وعقب الاستفتاء الذي تم في المملكة المتحدة خلال العام الماضي على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن تلك الاستثمارات أصبحت معرضة لخسائر في قيمتها وكذلك عوائدها الاستثمارية نتيجة تراجع العملة الأوروبية الموحدة وكذلك تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار.
وأشار الكواري إلى أنه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر في الأفق منطقة من المناطق الواعدة استثماريا، وهي القارة الآسيوية التي باتت تجتذب الكثير من الاستثمارات من حول العالم، وخاصة الخليجية منها، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من ضخ رؤوس الأموال القطرية في منطقة آسيا وذلك في العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة.