مصادر: السعودية رفعت إنتاج النفط بشكل سري

وكالات – بزنس كلاس:

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن المملكة العربية السعودية مارست ضغوطا وإغراءات على محللين لشؤون الطاقة لتعديل تقديراتها في إنتاج النفط ونقلت الصحيفة عن مصادر على علم بالموضوع قولها إن تلك الخطوة قد تؤدي إلى تفجير صراع مع أعضاء آخرين بمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك التي تبدو الأجواء بين أعضائها غير مثالية .

وكانت السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم قد أبلغت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بأنها خفضت من إنتاجها في يوليو الماضي، غير أن تقديرات للحكومة الأمريكية ووكالات مستقلة تشير إلى أنها على العكس من ذلك تزيد من الإنتاج بكميات كبيرة ربما تصل إلى نصف مليون برميل يوميا.

ومن المتوقع أن تنشر المعلومات الخاصة بالفوارق الكبيرة بين الرسمي المعلن من قبل السعودية والمقدر من قبل الوكالات المستقلة فيما يتعلق بانتاج المملكة من النفط في تقرير المنظمة، ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى حالة من التشوش في أسواق الخام بشأن كمية النفط التي تصل المستهلك بالفعل.
ونقلت “وول ستريت جورنال ” عن “جون هال” رئيس شركة “ألفا ” البريطانية لاستشارات الطاقة قوله “السعوديون يعطون منذ وقت انطباعا بأنهم يدركون ما يفعلونه لكن ما يحدث ربما يجعلهم عرضة لفقدان الثقة كما أنه قد يؤدي إلى عدم استقرار وتقلب في الأسعار” .

وتضيف “وول ستريت جورنال ” قولها إن السعودية كانت قد اتصلت ببعض من الوكالات المختصة الاسبوع الماضي، وطلبت من محلليها تغيير تقديراتهم للإنتاج السعودي، وفقاً لمصادر على علم بالملف لم تسمها الصحيفة التي تضيف إن بعضا من تلك الوكالات رفض الاستجابة للطلب السعودي بينما أذعن بعضها للضغوط واستجاب.

وتشير “وول ستريت جورنال” إلى ان التناقض يبدو كبيرا بين ما هو معلن رسميا من الجانب السعودي وبين التقديرات الحكومية الأمريكية وتقديرات الوكالات المستقلة للانتاج، وان هذا التصرف من جانب السعودية يمكن أن يزيد من التوترات التي تعاني منها أوبك حاليا خاصة في ما يتعلق بالخلاف على زيادة الإنتاج بين الأعضاء.

وكان مسؤولون سعوديون وفقا للصحيفة قد أبلغوا أعضاء أوبك نهاية الأسبوع الماضي بأن إنتاج المملكة من الخام قد انخفض بمعدل 200 ألف برميل يوميا ليصل إلى حد 10.29 برميل في يوليو الماضي.

غير أنه ووفقا لوكالة “S&P جلوبال بلاتز” لتحليلات ومعلومات الطاقة ومقرها نيويورك، فإن إنتاج المملكة من النفط زاد بمعدل  10.6 مليون برميل خلال الشهر الماضي وهو نفس التقدير الذي وصلت إليه إدارة معلومات الطاقة وهي واحدة من ادارات وزارة الطاقة الأمريكية.

ووفقا لوكالة “جلوبال بلاتز “في نيويورك فإن هذه الكمية من الانتاج ربما تمثل أعلى مستوى من الإنتاج السعودي من الخام منذ منتصف عام 2016، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن الكميات التي اتفقت الرياض بشأنها مع الدول المنتجة للنفط في نفس العام ضمن اتفاق هدف إلى خفض الإنتاج لاستقرار الأسواق.

وتقول “وول ستريت جورنال” إن وزارة الطاقة السعودية لم ترد على أسئلة الصحيفة بهذا الخصوص غير أنها تنقل عن مسؤولين سعوديين قولهم إن الزيادة غير المعلنة رسميا في إنتاج المملكة تعود إلى الضغوط السياسية من قبل كل من إيران والولايات المتحدة، إذ إن واشنطن تدفع السعودية لزيادة الإنتاج بهدف تعويض النفط الإيراني الذي ربما يقل بفعل العقوبات المفروضة من واشنطن على طهران.

وكانت طهران قد انتقدت الرياض مرارا لزيادتها الإنتاج متهمة إياها بالرضوخ إلى الضغط الأمريكي السياسي بدلا من الاحتكام لآليات السوق.

السابق
قطر: تطوير أدوات مبتكرة لمساعدة مرضى السكري
التالي
متاحف قطر: أحمد نوح سيشارك ببرنامج الإقامة الفنية في باريس