القاهرة – وكالات – بزنس كلاس:
ذكرت تقارير إعلامية نقلاً عن تسريبات لمصادر مطلعة داخل القيادة السعودية ووزارة الخارجية المصرية بأن الرياض قررت أن تكلف القاهرة بإدارة ملف المعارضة السورية تمهيداً لمفاوضات تؤدي للحل في سوريا بعد أن فشلت فعلياً تغيير الواقع هناك. وكشفت تقارير صحفية متصلة بوزارة الخارجية المصرية، أن السعودية بصدد نقل الأوراق التي تملكها في الأزمة السورية إلى مصر، في ضوء العلاقات المتميزة بين الطرفين في الوقت الراهن.
وأوضحت المصادر أن اجتماعات عدة جرت بين مسؤولين مصريين وسعوديين بحضور مسؤولين إماراتيين خلال الفترة الماضية، لـ”نقل تبعية عدد من الكيانات السياسية اللاعبة في الشأن السوري من المملكة إلى مصر”.
ووفقاً للمصادر، فإن الخطوة السعودية تأتي في ظل فشل سياسة المملكة في إدارة تلك الكيانات، مما تسبّب في تقزيم دورها في مواجهة الدور الإيراني والروسي.
وأشارت المصادر المصرية إلى أن “السعودية لا يمكنها أن تجلس على طاولة مفاوضات متعلقة بالأزمة السورية وهي في موقف الضعيف”. ولفتت إلى أن دخول مصر كوسيط لإتمام هدنة الغوطة الشرقية، وكذلك مساعيها لأداء دور في خفض التصعيد في مناطق أخرى بسورية تؤدي كيانات محسوبة على السعودية دوراً كبيراً فيها، يأتي في إطار الخطة المتفق عليها بين القاهرة والرياض.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في 22 يوليو الماضي عن توقيع اتفاق هدنة في منطقة الغوطة الشرقية بالتنسيق مع مصر وتيار “الغد” الذي يترأسه أحمد الجربا إضافة إلى كيانات سورية مدعومة سعودياً، من أجل تحقيق وقف إطلاق نار في المنطقة بين النظام والمعارضة.
ويرى مراقبون أن الخطوة تأتي في سياق تراجع الرياض عن تدخلها في بعض دول المنطقة مثل اليمن وسوريا، وذلك بعد تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، والذي بدوره أعلن عزم بلاده الانسحاب من اليمن، والتي سماها بالمستنقع، وكما أعلن وزير خارجيته عادل الجبير أن بلاده لا تمانع في بقاء الأسد، الأمر الذي يتناقض مع موقف السعودية السابق، ولا يستبعد أن يكون انسحاب الرياض من اليمن وسوريا يأتي في إطار سعيها للتقارب والتطبيع مع طهران، خاصة بعد تصريح قاسم الأعرجي وزير الداخلية العراقي أن السعودية طلبت منا الوساطة لدى إيران.
وتأتي أيضاً خطوة انسحاب الرياض من المنطقة، بعد خذلان أمريكي جديد لها، تمثَّلَ في عدم تجاوب واشنطن – كما كانت تتوقع الرياض وأبوظبي – مع الحراك السعودي الإماراتي الأخير ضد قطر، وسحب “ترامب” يديه من الأزمة وترك حلفاءه أمام فوهة غضب الأوروبيين والأتراك، وأيضاً المؤسسات الأمريكية النافذة، كالبنتاجون والخارجية والمخابرات.
كما لا يخفى على أحد أن السعودية منيت بخسائر مالية كبيرة في الآونة الأخيرة جراء تدخلها السلبي في ملفات المنطقة، وخاصة في اليمن، وهو ما انعكس بشكل واضح على الحياة المعيشية للمواطن السعودي.