مشاريع مونديال قطر 2022 تسير وفق المخطط بدون أي تأخير

أكد محمد نبيل العطوان أن مشاريع كأس العالم قطر 2022 ستنتهي في موعدها المقرر سلفاً، ونفى المهندس بالمكتب الفني للجنة العليا للمشاريع والإرث أن يكون هناك أي سبب يوقف العمل في المشاريع. وقال العطوان في حوار مع صحيفة «العرب» القطرية إن العمل مستمر.. وإنه في حال حدث أي طارئ تكون هناك خطة بديلة. وأضاف العطوان أن جميع ملاعب المونديال ستكون جاهزة لاستقبال مباريات ودية في عام 2021، مشيراً إلى أن أول ملعب سيفتتح سيكون ملعب البيت في الخور، يليه ملعب الوكرة.
هل يوجد أي سبب لتأخير الانتهاء من مشاريع المونديال في موعدها؟
– لا يوجد أي سبب يجعل العمل يتوقف، وكل المشاريع مستمرة، والعمل جارٍ في المواقع، وكل المواد متوفرة بها، وهناك خطة موضوعة من قبل الإدارة العليا، وهناك توجيهات وأعمال مستمرة، ولن يكون هناك أي تأخير أو تأثير بخصوص المواد. كل المشاريع تسير وفقاً للجدول الزمني الموضوع مسبقاً، وفي حال وجود أي تأخير يتم عمل خطة لتفادي أي طارئ يحدث على تنفيذ المشروع، والعمل يسير بشكل جيد، وكل الملاعب ستكون جاهزة عام 2021 لاستضافة المباريات التجريبية، بسعة جماهيرية كاملة، للتأكد من الأعمال التشغيلية، والأمن، والمداخل، وتوفير الخدمات.

من الواضح أن هناك تكاملاً واضحاً مع عدة مؤسسات لاستضافة البطولة؟
– بالتأكيد العمل يسير مع كل الشركاء في الدولة، من مؤسسات، وشركات، وجهات عامة، فمثلاً لنا شراكة مع «الريل» التي ستقوم بتوفير محطات للقطار، قرب كل ملعب، وسيتم الاعتماد بشكل كبير على نقل الجماهير عن طريق المترو.. وهناك تنسيق مع الهيئة العامة للسياحة لتوفير عدد الغرف التي تحتاجها البطولة.. وكذلك توفير متطلبات الاتحاد الدولي للغرف التي تحتاجها البطولة.. وربطها مع ملاعب التدريبات.. وأيضاً نقوم بالتنسيق مع «أشغال» لتحديد المخارج والمداخل القريبة من الملاعب، وكذلك مشاريع الكهرباء مع الهيئة القومية للكهرباء والماء، لتوفير المحطات اللازمة لتوفير الكهرباء لملاعب البطولة، وكل مشاريعها، وكل هذا العمل يأتي بتنسيق متواصل بشكل أسبوعي وشهري. لدينا اجتماعات أسبوعية وشهرية لمتابعة الخدمات المرتبطة بالملاعب لضمان تشغيلها في الوقت المحدد، فبمجرد الانتهاء من إنشاء الملعب يجب أن نضمن توفير كل الخدمات والبنية التحتية لتشغيله وتجريبه، وأيضاً تجريب عمل «الريل»، فهناك ملاعب سيتم تجهيزها بالتزامن مع الانتهاء من عمل «الريل»، وهو ما يحتاج إلى تجريب النقل الجماهيري، وهذا سيخدم تجاربنا في المباريات والبطولات التي سنستضيفها قبل كأس العالم 2022.

افتتح قبل أسابيع ملعب خليفة أول ملاعب المونديال.. ما هو الملعب القادم؟
– الملعب القادم إن شاء الله سيكون ملعب البيت في الخور، ويليه ملعب الوكرة، والملعبان سيتم افتتاحهما في نهاية السنة القادمة.

أين وصلت الأعمال في ملعب البيت؟
– التجهيزات مستمرة في الملعب، واذا مر أحد بالطريق الساحلي للخور ستظهر له مدرجات الملعب التي وصلت مراحل متقدمة، وهناك تنسيق مع كهرماء، لإنشاء محطة جديدة تخدم الملعب، وتنسيق مع «أشغال» لتجهيز المداخل والشارع الرئيسي، وتم ترسية عقد طريق الخور الساحلي، ويتم التنسيق مع «البلدية» والجهات الأخرى لتوفير التراخيص المطلوبة لتفادي أي تأخير بالمشروع، وإن شاء الله مع نهاية السنة القادمة سيكون الملعب جاهزاً للافتتاح، والملعب ستكون سعته 60 ألفاً ومكيفاً، وبتصميم مميز، يعكس التراث والخيمة وبيت الشعر.

ما هو آخر ملعب سيتم الانتهاء منه؟
– كل الملاعب جارٍ العمل فيها، والآن نحن نعمل على 8 ملاعب، وتبقى فقط ترسية المقاول الرئيسي لملعب أبوعبود.. فالعمل جار في بقية الملاعب حسب الجدول الزمني المرصود، وبالوصول إلى عام 2021 ستكون كل الملاعب جاهزة قبل كأس العالم 2022، وهناك بطولة أخرى سيتم استضافتها في قطر، حيث يستضيف ملعب خليفة بطولة العالم لألعاب القوى في 2019. وهناك ملاعب ستكون جاهزة في 2018 و2019، وستكون هناك إمكانية لاستضافة بطولات ومباريات فيها، للتأكيد على جاهزيتها لاستضافة المونديال.
أكبر الملاعب هو لوسيل بسعة 80 ألفاً سيستضيف الافتتاح والنهائي، وتم ترسية المقاول للملعب، والعمل يتواصل حالياً، وتم تجهيز الملعب بالتسوير، وتجهيز المكاتب لمتابعة سير المشروع.. وفي ملعب الريان تم الانتهاء من الهدم، والبدء في الأعمال الأولية، وشكل الملعب بدأ يتضح.. ملعب الوكرة سيكون جاهزاً نهاية السنة القادمة، وقد بدأت تظهر ملامح شكل الملعب، والمدرجات بدأت ترتفع عن الأرض. وكذلك الأمر بالنسبة لملعب البيت، وبالنسبة للثمامة فقد تم توقيع العقد، وبدأ المقاول العمل.. وباستثناء رأس أبوعبود فكل الملاعب يسير فيها العمل، وهناك فكرة لتوفير مستثمر دولي لرأس أبوعبود، وهناك أفكار لتطويره لفترة ما بعد البطولة، باعتباره موقعاً استراتيجياً يطل على الكورنيش، وعلى الخليج، ويطل على منطقة الأبراج.

وهل تم الاستقرار على عدد الملاعب التي ستستضيف البطولة؟
– العدد الحالي 8، والنهائي لم يتم تحديده حتى الآن، وننتظر قرار الفيفا، وأيضاً الأمر نفسه ينطبق على ملاعب التدريب، فالعدد النهائي لم يتم تحديده حتى الآن، ونحن نتوقع أن يصدر القرار قريباً، لكننا جاهزون لأي عدد، والخطط موضوعة إذا كان العدد سيزيد أم سيظل كما هو. أما ملاعب التدريب فقد تم ترسية العقود على شركات قطرية والعمل فيها مستمر، ونحن لدينا خطط موضوعة بانتظار تحديد العدد النهائي للملاعب.

كيف تنظر إلى تعاملكم مع العمال؟
– نحن لدينا تعاون مع وزارة العمل، وتم وضع معايير عالية لضمان توفير بيئة متكاملة للعمال، فهم شركاء أساسيون في بناء المشاريع، ولدينا قسم كامل في اللجنة العليا يتابع تطبيق المتطلبات والمعايير من قبل المقاولين، وهناك زيارات نقوم بها لسكن العمال، وهي زيارة دورية لضمان الالتزام بالمعايير.

نلاحظ أن نبرة العداء من الإعلام الخارجي قد خفت كثيراً؟
– يأتي هذا بسبب التزام دولة قطر وتطبيق المعايير بشكل عال، بالتعاون مع وزارة العمل، وقد قمنا باستضافة جهات إعلامية من الخارج، وبرمجة زيارات لمساكن العمال والملاعب، ونحن نقوم بترتيب هذه الزيارات بشكل دوري لتأكيد التزام دولة قطر برعاية العمال، والآن كل المتطلبات موجودة، وتم تطبيق كل المعايير بشكل عال.
في فترة الصيف هل تقومون بتحديد ساعات محددة للعمال؟
– بالتأكيد هناك أوقات محددة للعمل، بناء على التنسيق مع وزارة العمل، فهناك ساعات قليلة للعمل في الفترة الصباحية لضمان سلامة العمال، وبعض المقاولين يقومون بعمل مناوبات مع توفير كل متطلبات السلامة للعمال، والعمل لا يتأثر بفترة الصيف، فنحن نعمل منذ 2015، والأمور تسير بصورة طبيعية.

نجحتم في رهان افتتاح ملعب خليفة..
– كان هناك تحدٍ لافتتاح ملعب خليفة لحدث كبير.. فهو أول ملاعب كأس العالم، فتقنية التبريد كانت جاهزة، وهناك تقنيات جديدة كانت تجرب لأول مرة. وهو أول ملعب يضاء بتقنية «LED»، وهو أول ملعب يستضيف بطولة كأس العالم بهذه التقنية، وقمنا بتركيب العشب في وقت قياسي 13 ساعة ونصف، والتكييف كان تحدياً كبيراً مع وجود فتحة سقف، والتجهيزات صارت في فترة وجيزة لاستضافة نهائي كأس الأمير وكل الإجراءات ودخول الجماهير كانت جاهزة. ملعب خليفة جرت عليه تعديلات كثيرة.. حيث تم بناء الجهة الشرقية بإضافة مدرج كامل، وإضافة صناديق جديدة، وتم إضافة كراسي للسعة الجديدة للملعب، وأيضاً سقف الملعب في الجهة الشرقية لم يكن موجوداً، كما تم بناء محطة كهرباء جديدة ومركز جديد للطاقة لخدمة الملعب، وأيضاً الملعب لم تكن به قناة لعبور المشاة لضمان عبورهم من أسفل الشارع، كما تم تطوير الجهة الغربية للملعب تطويراً كاملاً، وكذلك إضافة فتحات للتهوية في الأسفل، وفي المدرج الأول وفي السقف.
من خلال هذه التجربة يمكن لأي ملعب أن يحتضن مباراتين في يومين متتاليين، إذ يمكن تغيير العشب بالكامل بعد المباراة، وتجهيز آخر في وقت قياسي لاحتضان المباراة التالية دون مشاكل، خصوصاً وأن قطر تمتلك مشتلاً محلياً للعشب،فمنه كسيت أرضية ملعب خليفة الذي أقيمت عليه المباراة النهائية لكأس الأمير شهر مايو الماضي.

هل 8 ملاعب كافية لمونديال 2022؟
– حسب رأيي، 8 ملاعب تكفي لاستضافة البطولة، ولكن التحدي سيكون في مواجهة تقليص أيام البطولة ببرنامج دقيق لمراحل البطولة، وأعتقد أننا قادرون على التعامل مع ضغط اللعب في المباريات، فأرضية الملاعب يمكننا تغييرها في أسرع وقت ممكن، كما حصل في ملعب خليفة، وهذه واحدة من الحلول التي يمكن استخدامها، إذا حدثت أي مشاكل على أرضية الملعب. حيث يمكننا أن نقوم بتجهيز الأرضية بعد نهاية المباراة مباشرة، لتلعب فيها مباراة في اليوم الثاني دون مشاكل. كان من الممكن أن يؤثر زيادة عدد الفرق على عدد الملاعب، لكن الفيفا قرر الزيادة بعد كأس العالم 2022.

هل ما زالت فكرة تقليص سعة الملاعب قائمة؟
– نعم فقد تمت دراسة احتياجات الدوري المحلي لتحديد السعة الجماهيرية، وهناك ملاعب سيتم تقليص عدد مدرجاتها مثل ملعب الريان مثلاً، الذي يتسع لـ 40 ألفاً، وسيتم تقليصه إلى النصف تقريباً، مع الاستفادة من المساحة التي سيتم تقليصها في توفير خدمات أخرى لتفعيل المنشآت طيلة العام.

12 ألف عامل في مشاريع المونديال

مع الافتتاح الرسمي لملعب خليفة -أول ملاعب مونديال 2022- تكون قطر قد أكدت جاهزيته للحدث العالمي، والتزامها بتوفير مواصفات عالية لاستضافة كأس العالم، بعدما رفعت من وتيرة العمل للانتهاء من مختلف المشاريع سواء الخاصة بالملاعب أو بالبنية التحتية المرتبطة بالبطولة في الوقت المحدد.
نجحت اللجنة في التحدي الأول بالانتهاء من تجهيز ملعب خليفة في وقت قياسي لتقام عليه المباراة النهائية لكأس الأمير يوم 19 مايو الماضي، بعدما زادت عدد العمال في الموقع للانتهاء في الوقت المطلوب.
وقد بلغ عدد العمال الذين يشتغلون حالياً في مختلف المشاريع الخاصة بالمونديال 12 ألف عامل، ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى 45 ألف عامل، مع وصول المشاريع إلى ذروتها في 2021.

فنادق واحدة لمنتخبات المونديال
تعودت جماهير كأس العالم في النسخ السابقة من البطولة العالمية على التنقل مع منتخبات بلادهم من مدينة إلى أخرى في حال تأهلها أو حتى قبل ذلك في دور المجموعات، وما يميز مونديال 2022 أن المنتخبات لن تضطر لتغيير فنادقها، إذ يمكن أن تستقر في فندق واحد طيلة مقامها في الدوحة واستمرارها في البطولة، وهو ما يتوقع أن ينعكس على أداء اللاعبين الذين لن يضطروا للسفر لمسافات طويلة. أما بالنسبة لملاعب التدريب فقد حددت الفيفا زمناً لا يتعدى عشرين دقيقة بين الملعب وفندق الإقامة لتسهيل المهمة على منتخبات المونديال.

الاهتمام بالطاقات البديلة

الطاقات البديلة كانت جزءاً من ملف قطر لاستضافة كأس العالم، والأبحاث مستمرة على هذا الموضوع، وكذلك على موضوع التكييف في الملاعب الذي يحرص القائمون على الملف على أن يكون بتكنولوجيا صديقة للبيئة، كما حدث في ملعب خليفة أول ملاعب المونديال التي تم تجهيزها.. حيث كانت درجة الحرارة في الخارج 39 درجة وفي داخل الملعب 22.5 درجة، رغم أن المباراة أقيمت شهر مايو، وملعب خليفة هو أول ملعب مفتوح يتم فيه تجريب هذه التقنية التي حققت نجاحاً كبيراً، واللجنة تعتبر نجاح التقنية إيفاء لبعض وعودها في الملف، ونجاح للأبحاث التي تقوم بالعمل عليها حالياً.
البيئة والاستدامة جزء أساسي من الملف، وتعمل اللجنة على تطبيق معايير السلامة مع المنظمة الخليجية لتطبيق معايير الاستدامة بالتنسيق مع وزارة البلدية لضمان تنفيذ المقاولين للمشاريع بطريقة تتماشى مع القوانين البيئية والمواصفات الموضوعة من الوزارة، وكذلك معايير السلامة الخليجية وتحديد عدد النجوم لأي ملعب.

65 مليون ساعة عمل

وضعت لجنة المشاريع والإرث معايير سلامة عالية حفاظاً على أمن العمال المشتغلين في مختلف مواقع العمل الخاصة بمشاريع مونديال 2022، فقد بلغت ساعات العمل 65 مليون ساعة حتى الآن، ولم يسجل سوى حادثين فقط في ملعبي الوكرة وخليفة.
وقد علّق العطوان على هذا الإنجاز قائلاً: «فعلاً عدد الحوادث قليل جداً، فمن أهم ما نعمل عليه الأمن والسلامة ورعاية العمال، وهذه الالتزامات نعمل عليها بصرامة شديدة، ونؤكد على ضرورة الالتزام بشروط سلامة العمال والأمن مع المقاولين قبل بدء العمل في كل مشروع. وهذا الأمر ليس خوفاً من المجتمع الدولي، ولكن كجزء من سياسة تنفيذ المشاريع وطبيعة أهل دولة قطر، ومن البديهي أن تكون موجودة لضمان تنفيذ الأعمال، وقبلها ضمان سلامة العمال».

السابق
المجموعة الدولية من أجل السلام: قلق بالغ من إجراءات “ثلاثي الحصار” ضد الدوحة
التالي
ما علاقة “القبقب” بسفينة الأبحاث القطرية “جنان”؟