مسؤول بالحزب الديمقراطي : تقدير بارز من إدارة بايدن للجهود القطرية

بايدن

أكد ميتشيل براين، منسق لجنة السياسات الخارجية واستشاري العلاقات الدولية باللجنة الانتخابية بالحزب الديمقراطي الأمريكي، وأستاذ السياسة الدولية بجامعة إلينوي، أن العديد من الخطوط الدبلوماسية الرئيسية على أكثر من مستوى من البيت الأبيض للخارجية والبنتاغون وحتى الكونغرس الأمريكي، تنشط بوضوح ما بين الدوحة وواشنطن في أكثر من مستوى رفيع من أجل بحث الخيارات الدبلوماسية ووضع الإستراتيجيات المستقبلية، وخاصة في تطورات المشهد الأفغاني ومستقبل المباحثات الثنائية التي تستضيفها الدوحة ما بين ممثلي الجانب الأمريكي والأعضاء الرئيسيين بحكومة حركة طالبان المسيطرة على أفغانستان، وبرز ذلك بوضوح في تعدد المباحثات الثنائية التي يجريها سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، سواء عبر الزيارات الرسمية المتواصلة ما بين الجانبين واللقاءات في الفعاليات الدولية المهمة، وأيضاً عبر الاتصالات الثنائية والتي تبحث أكثر من ملف مهم تتشارك فيه الرؤى القطرية والأمريكية من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي، في مباحثات تستعرض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، ومناقشة مستجدات الأوضاع في أفغانستان، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن جانب آخر تنشط البعثات الدبلوماسية التي تجريها لجنة الاستخبارات واللجان الأمنية والدفاعية بالكونغرس بكلا غرفتيه الشيوخ والنواب والتي ضمت في وفدها للدوحة عناصر بارزة بكل من لجان القوات المسلحة والاستخبارات والأمن القومي؛ حيث استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عدداً من أصحاب السعادة أعضاء الكونغرس بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، والوفد المرافق، بمناسبة زيارتهم للبلاد، في لقاءات من شأنها أن تساهم في تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في ضوء مدى حيوية الجهود المشتركة بين الدوحة وواشنطن في تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.

تقدير إدارة بايدن

يقول ميتشيل براين، منسق لجنة السياسات الخارجية واستشاري العلاقات الدولية باللجنة الانتخابية بالحزب الديمقراطي الأمريكي، وأستاذ السياسة الدولية بجامعة إلينوي: إن العلاقات القطرية الأمريكية تشهد ما يمكن تسميته بطفرة في العلاقات الثنائية تبرز منها مواطن قوتها وترابطها أكثر من أي وقت مضى وهذا ما تعكسه أهمية تلك الخطوط الدبلوماسية المفتوحة والمتواصلة ما بين الدوحة وواشنطن على مستوياتها المختلفة في البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون والكونغرس، يأتي ذلك أيضاً في ضوء تقارب واضح بين قطر وإدارة الرئيس بايدن لاسيما بعد الدور القطري في المشهد الأفغاني الذي استقبله البيت الأبيض بامتنان عميق، ليعزز سياق آخر من قوة العلاقات التي تجمع بين أمريكا وقطر على السياق المؤسسي الرابط بين قطر وكافة المستويات الأمريكية النظامية من علاقات متميزة وخاصة تجمعها بالبنتاغون تبرزها قاعدة العديد وتنتقل منها إلى المؤسسات الأمنية والاستخباراتية وروافدها في لجانها المعنية بالكونغرس في ضوء الأهداف الإستراتيجية، وأيضاً على الصعيد الدبلوماسي الخاص برؤى كل من البلدين وتوافق الأجندات الخاصة في أكثر من ملف خاصة فيما يتعلق برؤية وزارة أنتوني بلينكن للتحديات في المشهد الأفغاني والمنطقة.

شراكات مؤسسية

ولفت ميتشيل براين إلى أنه تتزايد الروابط الثقافية والإنسانية والأممية والمجتمع المدني على أكثر من مستوى لافت خلال الفترة الماضية، ولكن تبرز بصورة أكبر الروابط التي تجمع قطر بأنشطتها الاستثمارية بمجتمع الاستثمارات والتجارة والأعمال وهو أمر انعكس بصورة كبيرة في انخراط تلك المؤسسات الأمريكية الكبرى على العمل المشترك مع قطر لتعزيز التعاون في شتى المجالات، كما تأتي الزيارات الرفيعة غير المنقطعة من كلا الجانبين وأيضاً الوفود الثنائية الرسمية بين الدوحة وواشنطن والجولات الرسمية التي يجريها المسؤولون الأمريكيون إلى الدوحة في فترات متقاربة، والزيارات التي لا تنقطع للوفود الدبلوماسية الرفيعة ما بين دولة قطر والولايات المتحدة، عبر جولات دبلوماسية متعددة ورفيعة من أعلى المسؤولين الأمريكيين وتزايدت وتيرتها بصورة درامية في الأشهر الأخيرة وخاصة مع تطورات المشهد الأفغاني، وساعدت تلك اللقاءات المهمة بكل تأكيد لتبرز بصورة واضحة عمق الشراكة الإستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، وفي ضوء كل تلك الشواهد تأتي اللقاءات الرسمية المتواصلة بين المسؤولين في الدوحة وواشنطن لتؤكد أن مستويات الانخراط الحكومي والرسمي بين كلا الدولتين تأتي على أعلى مستوى وفي كافة الأصعدة، ذلك مع النظر بصفة عامة على طبيعة التغيرات الكبيرة التي طرأت على الساحة السياسية والعالمية، والتي بالتأكيد تم التعرض لها بصورة المباحثات الثنائية بين المسؤولين القطريين والأمريكيين التي تتضمن مباحثات اقتصادية، وتعاونا أمنيا ودفاعيا وعسكريا، وملف مكافحة الإرهاب والعديد من التهديدات الأمنية منها تلك التي تتعلق بالأمن الإقليمي، مع التركيز بصفة موسعة حول آفاق التجارة والاستثمار والتي شهدت تزايداً ملحوظاً في الفترة الأخيرة بتعميق الشراكة الاقتصادية والتجارية بين قطر وأمريكا، ودور قطر الاستثنائي في المشهد الأفغاني، وذلك عبر سلسلة من الاجتماعات المكثفة المستمرة التي أرست عددا من المحطات المهمة التي أضافت لمكانة قطر الإستراتيجية المميزة كحليف موثوق به من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتي عبرت عن امتنانها لدور الدبلوماسية القطرية النشطة وما حققته من إنجازات في ملفات الوساطة وتسوية النزاعات، والتقدير الكبير الذي توليه أمريكا للجهد القطري طويل المدى في محادثات السلام الأفغانية والجهود العديدة التي تقوم بها قطر لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

مكتسبات الحوار الإستراتيجي

وتابع ميتشيل براين، أستاذ السياسة الدولية بجامعة إلينوي، في تصريحاته لـ الشرق موضحاً: إن رسائل عديدة نقلها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن آخرها في مسودات واتفاقيات الحوار الإستراتيجي الرابع بين واشنطن والدوحة والذي استضافته العاصمة واشنطن، بتكثيف العمل الدبلوماسي الأمريكي مع قطر ومنحها الثقة الكاملة في ضم مكتب للخدمات القنصلية والدبلوماسية لأمريكا بداخل مكاتب سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول، لتبرز مستويات التنسيق الدبلوماسي الهائلة بين البلدين وتقدير جهود قطر في السلام الأفغاني فضلاً عن التعاون الأمني والدفاعي في مجالات مكافحة الإرهاب، وبحث سبل احتواء التصعيد وإرساء الاستقرار وتسوية النزاعات، وبكل تأكيد كانت هناك مباحثات جادة في الحوار الإستراتيجي من أجل بحث فرص التعاون الاستثماري المشترك بين قطر وأمريكا، وجدنا بعضاً من منجزاته في الاتفاقية الجديدة التي وقعتها شركة إكسون موبيل النفطية الأمريكية العملاقة مع قطر لمواصلة التعاون الممتد والتنسيق الثنائي في قطاعات الطاقة والتجارة والاستثمار، وقد جاءت المباحثات الأخيرة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع نظيره الأمريكي لتكون واحدة من بين العديد من المسارات الدبلوماسية القوية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن، حيث تتزايد أهمية قطر المحورية بصورة رئيسية لدى الولايات المتحدة، انطلاقاً من دورها في المشهد الأفغاني، واستضافتها قاعدة العديد العسكرية التي كان لها دور رئيسي في عمليات الإجلاء وتاريخ مهم في عمليات مكافحة الإرهاب والضربات الجوية على تنظيم داعش والعمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة لاستهداف عناصر التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، كما تشمل الروابط التجارية والاقتصادية الكثير من الاستثمارات المشتركة، فحسب ما أعلنت قطر أنها تسعى لاستثمار ما يزيد على 45 مليار دولار في الولايات المتحدة، وضمت المناقشات الثنائية بين الجانبين من الملفات التي من المتوقع أنها تبحث حلولاً لإنهاء المأزق الأفغاني وسبل دعم وتعزيز التهدئة الإقليمية وتتناول القضايا الأمنية المشتركة وتطورات الأوضاع في المنطقة، كما أكد أن اللقاء المشترك تضمن التأكيد على أهمية الاستقرار الإقليمي، والشراكة القوية مع أمريكا والتعاون المشترك بين الجانبين القطري والأمريكي في العديد من القضايا الثنائية

السابق
الجرعة الداعمة من لقاح سينوفارم غير مجدية في التصدي لأوميكرون
التالي
أسعار العملات مقابل الريال القطري