مسؤولية الجميع.. هل ستذهب القوات العربية إلى سوريا؟!

عواصم – بزنس كلاس:

ردت دولة قطر على التصريح “العنتري” لوزير خارجية السعودية بعد أن طالبها بدفع أموال للقوات الأمريكية في سوريا وجلب قواتها إلى هناك عبر تصريح لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بأن سوريا تعتبر مسؤولية الجميع مع التأكيد على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة التي باتت الكارثة الأسوأ التي تشهدها البشرية حسب تعبير الشيخ محمد بن عبدالرحمن.

وتأتي تصريحات قطر بالتزامن مع تعهدها بتقديم 100 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوري خلال العام الحالي في مؤتمر بروكسل لدعم سوريا. في الوقت نفسه، أعلنت أكثر من دولة رفضها تصريحان وزير خارجية السعوديو بإرسال قوات عربية إلى سوريا معتبرة الأمر إذا حدث في إطار غير قانوني باعتبار أن تلك القوات المفترضة سوف تدخل سوريا بدون إذن من دمشق الأمر الذي قد يطيل أمد الصراع المرير الذي تشهده البلاد منذ 2011.

وفي التفاصيل، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن تعهد جديد لدولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي لعام 2018 استمرارا لالتزامها بتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية السورية.

جاء ذلك خلال مخاطبته أمس، مؤتمر بروكسل حول دعم سوريا والمنطقة الثاني، بحضور سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وسعادة السيدة فريدريكا موغيريني، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية، وعدد كبير من المسؤولين.

وقال سعادته، انطلاقا من العهد الذي قطعناه على أنفسنا لنصرة إخواننا المظلومين والوقوف إلى جانب أشقائنا السوريين، تستمر دولة قطر في الالتزام بالتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية السورية، إذ يسرني الإعلان عن تعهد جديد بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي لعام 2018. وهذا الالتزام ليس معروفا يسدى ولا جميلا يحفظ بل هو واجب.
وأضاف أنه انطلاقا من استراتيجية دولة قطر التي تركز على بناء السلام والاستقرار من خلال التعليم، سيتم تخصيص 50 بالمئة من المنحة لتعليم الطلبة السوريين بداخل وخارج سوريا.

وذكر سعادته أنه في مثل هذا اليوم من العام المنصرم، شاركت نفس الدول في مؤتمر بروكسل الأول، وقد نلتقي العام القادم في نفس المكان، مما يعني أننا قد نجد أنفسنا في المؤتمر العاشر والأزمة السورية ما زالت تراوح مكانها، وذلك بسبب غياب الحل السياسي الذي طالما صرحت الدول بأنها تتفق عليه وتختلف على ماهيته، فمنهم من يرى الحل السياسي بتبني سياسة الأمر الواقع، ومنهم من يراه لا يأتي إلى بوضع حلول واضحة وملزمة تلبي طموح الشعب السوري ومطالبه التي ثار من أجلها.

ونوه سعادته بالقول “إن المجتمع الدولي بدأ بالتحرك بعد الهجمات الكيماوية الأخيرة، والتي كانت واحدة من عدة هجمات على الشعب السوري. ومن خلال تلك الهجمات، رأينا الألم على وجوه الناس والأطفال والنساء الذي كان نتيجة للقتل الجماعي والحصار على الشعب السوري”.

وأكد أن على المجتمع الدولي حل قضية الشعب السوري وليس معالجة هجوم واحد، وذلك من خلال الحل السياسي الذي نتفق عليه جميعا.
وفي ختام كلمته، أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر ستواصل دعم الشعب السوري.

وقال سعادته في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” إن سوريا باتت الكارثة الإنسانية الأسوأ التي يشهدها العالم، هي مسؤوليتنا الجماعية كمجتمع دولي أن نعمل من أجل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، و إيجاد حل سياسي.

يذكر أن دولة قطر تعهدت في مؤتمر بروكسل السابق بمبلغ 100 مليون دولار وأوفت بذلك وزادت عليه ليصل دعمها 108 ملايين دولار، بينما بلغت مساهمتها في مؤتمر لندن 2016 مبلغ 101.241 مليون دولار.

من جانب آخر وفي إطار الحديث عن إرسال قوات عربية لتحل محل القوات الأمريكية في سوريا، ذكرت وسائل إعلام عربية بأن التَّصريحات التي أدلى بِها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء مُؤتَمرِه الصِّحافي الذي عَقده مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وركَّز فيها على دُوَل الخليج ومُستقبَل قُوَّاتِه المُتواجدةِ في سورية كانَت بمِثابَةِ خريطة طَريق، ومِنهاج عَمل، ورسالة على دَرجةٍ كبيرةٍ من الخُطورة لدُوَل المِنطَقة.

وقالت صحيفة “راي اليوم” الإلكترونية بأن هُناك نُقاط هامّة وردت في خريطة الطريق تلك  يُمكِن التَّوقُّف عندها، والتَّعاطي معها، وهي:

ـ الأولى: تأكيد الرئيس ترامب أن الدُّول الخليجيّة لم تُصبِح غنيّة إلا بفَضل الحِماية الأمريكيّة، ولا يُمكِن أن نستمر في دَفع التَّكلُفة المُرتَفِعة لتَواجُدِها العَسكريّ في المِنطقة فقد دَفعنا 7 تريليونات دولار ولم نَحصُل على أيِّ شَيءٍ في المُقابِل، وهذا يعني أن ما استطاع جِباتُه من مِئات المِليارات من الدُّولارات لم تُشبِع جشعه، ويُطالِب بالمَزيد.

ـ الثانية: تشديده في القَول: لا نُريد أن نُعطِي إيران فُرصَةً للوُصول إلى البَحر المتوسط، وتنامِي قُوَّاتِها ونُفوذِها في سوريا، وهذا يَعني أنّ حديثه عن سَحب القُوّات الأمريكيّة ليس دَقيقًا، وأنّ هذا الانسحاب إذا حَدث سَيكون جُزئيًّا، مُضافًا إلى كُل ذلك أنّه يَتبنَّى الاستراتيجيّة التَّحريضيّة الإسرائيليّة ضِد إيران بحَذافيرِها، ويُريد انخراط العَرب عَمليًّا وليس ماليًّا فقط فيها.

 

تهديد الرئيس ترامب للدُّول الخليجيّة بأنّ أنظمة الحُكم فيها لن تَصمِد أُسبوعًا دون الحِماية الأمريكيّة جاء في اعتقادنا بهَدف تحذيرها من رَفض خُطَّتِه الجَديدة التي تُطالِبها بإرسال قُوّات إلى شَرق الفُرات في سوريا، وتغطِية نَفقات القُوّات الأمريكيّة الرمزيّة التي ستبقى هُناك، وكذلك الطَّائِرات الأمريكيّة التي سَتُواصِل تواجدها في إطار التَّحالُف الدَّولي لقِتال “الدَّولة الإسلاميّة” أو “داعش”.

مَسؤولون روس على اطِّلاعٍ على الخُطَّة الأمريكيّة التي تُوشِك على دُخول مَرحلة التَّنفيذ، إن لم تَكُن قد دخلتها فِعلاً، وعَمودها الفِقري إرسال قُوّات قطريّة وسعوديّة وإماراتيّة ومِصريّة إلى شَرق الفُرات، ويتَّضِح هذا الأمر بِجَلاءٍ من خِلال تحذيرِ يوري شفيتكين، نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشُؤون الدِّفاع، من أنّ “إدخال قُوّات قطريّة إلى سوريا سيكون انتهاكًا صارِخًا للقانون الدَّولي، وعُدوانًا قد يُؤدِّي إلى اشتباكاتٍ عِسكريّة خطيرة”، بينما عبّر السِّيناتور الروسي فرانس كلينتسيفتش عن اعتقاده “بأنّ إرسال قُوّات قطريّة إلى سوريا سيتسبَّب بِظُهور فَوْضَى إضافيّة ووقوع ضحايا جُدد”، وأشار إلى “أنّ السعوديّة تتحدَّث على الأرجَح عن مُشاركةٍ قطريّةٍ في العَمليّة العَسكريّة في سوريا إلى جانِب القُوّات الأمريكيّة وليسَ بَدَلاً مِنها”.

4,4 مليار دولار تعهدات المانحين

من جهته أعلن مارك لوكوك مسؤول الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة أن الجهات المانحة لسوريا جمعت خلال مؤتمرها في بروكسل تعهدات بمستوى 4,4 مليار دولار (3,6 مليار يورو) من المساعدات لعام 2018. وتابع “إنها بداية جيدة، حتى لو أننا كنا نتمنى المزيد”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة التي تعد من كبار المانحين، لم تحدد بعد قيمة التزامها، محذرا “سيترتب علينا القيام بخيارات”.

وأوضح لوكوك بهذا الصدد أن “الوعود للسنة 2019 وما يليها تبلغ 3,4 مليار دولار”. وكان منظمو المؤتمر يأملون في جمع تسعة مليارات دولار (7,3 مليار يورو) للعام 2018، وقدرت الأمم المتحدة حاجاتها بـ3,5 مليار دولار (2,8 مليار يورو) للمساعدات الإنسانية في سوريا و5,6 مليار دولار (4,5 مليار يورو) لمساعدة اللاجئين في دول الجوار.

السابق
زيدان يوضح سبب استبدال إيسكو مبكراً .. يعاني من إصابة
التالي
بورصة قطر: صافي عمليات شراء الأجانب يبلغ 28 مليون ريال