مرآة “ناسا” الذهبية تسمح لك بالنظر ما وراء العوالم

 

تخيل مرآةٌ تسمح لك بالنظر إلى العوالم البعيدة وما خلفها. إنها ليست مجرد مرآةً سحريةً خيالية، بل هي مرآة حقيقيةٌ لا تضاهيها في قوتها مرآة الحائط التي تمتلكها الملكة الشريرة في قصة بياض الثلج. إذ تستعد وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” لإطلاق تلسكوب إلى الفضاء يمكنها من النظر إلى النجوم بمساعدة مرآةٍ تتكون من 18 قطعة مغطاة بطبقة رقيقة من الذهب الخالص.
وتتكون القطع من البريليوم، وهو معدنٌ نادرٌ وقوي وخفيف الوزن في الوقت ذاته، وأما طبقة الذهب الخالص، فتُستخدم لمنح التلسكوب أقصى قدرة انعكاسية. ويمتد ارتفاعها 21 قدماً.
ومن المتوقع، أن يطلق هذا التلسكوب المدعو “ويب” في العام 2020، وهو مشروعٌ بقيمة 8.8 ملايين دولار، ومن شأنه توفير منظوراً جديداً للكون، فيقول مدير التلسكوب البصري في مرصد جيمس ويب الفضائي في “ناسا”، لي فينبيرغ، “لم يتم إطلاق مرآة بهذا الحجم إلى الفضاء من قبل،” ويضيف: “سوف يحل ويب ألغاز نظامنا الشمسي، وسيمكننا من النظر إلى العوالم البعيدة حول النجوم وما خلفها، بالإضافة إلى قدرته للبحث في البنى الغامضة وأصول الكون، ومكاننا فيه.”
وصُمم التلسكوب ليكون بمثابة نموذج يتمتع بقدرات أكبر من سلفه، أي تلسكوب “هابل” الفضائي، الذي أطلق في العام 1990، إذ بخلاف “هابل” الذي يدور حول الأرض على ارتفاع 340 ميلاً، سيتم إرسال “ويب” على بعد مليون ميل إلى الفضاء.
ولن يحتاج التلسكوب إلى محركٍ بفضل إطلاقه في منطقة “L2″، وهي واحدة من خمس نقاط تتوازن فيها الجاذبية بين الشمس والأرض بطريقةٍ تسمح للتلسكوب أن يبقى في موقعٍ ثابت.
وستزيد درجات الحرارة المنخفضة للموقع الذي من المقرر أن يطلق فيه “ويب” من قدرته على إعطاء نظرةٍ أوضح للفضاء، فتحتاج المرآة أن تظل باردة جداً لتجنب انبعاث أي حرارة قد تتداخل مع ملاحظاتها، وذلك بسبب استخدامها الأشعة تحت الحمراء للنظر إلى الكون على خلاف “هابل” الذي يستخدم الضوء المرئي.
ولحمايته من حرارة الشمس، سيزود التلسكوب بحاجب شمسي بطول 70 قدماً، ويساوي ذلك طول ملعب تنس، وهو مصنوع من مادة مقاومة للحرارة تبقي المرآة في حرارة -370 فهرنهايت، ويعادل ذلك ثلاثة أضعاف أبرد درجة حرارة سُجلت على كوكب الأرض.
ويهدف حجم المرآة الكبير إلى زيادة وضوح التفاصيل، حيث أن “المساحة الأكبر تعمل على جمع المزيد من الضوء،” وفقاً لفينبيرغ.
وأما شكل القطع السداسي، فيشرح فينبيرغ أنه يساعد في طوي المرآة بهدف حمله على متن صاروخ عند إطلاقه في الفضاء.
وعن بعض الصعوبات التي قد يواجهوها في الفضاء، قال فينبيرغ إنه سيستغرق الأمر شهرين لمجرد فتح التلسكوب، وتبريده، وجمع كل القطع بالشكل الصحيح.
وأيضاً، لجمع القطع كما لو أنها مرآة واحدة ضخمة، يعني ذلك أن كل قطعة “يجب أن تدمج بدقةٍ تصل إلى 1/10,000 من سماكة شعر الإنسان،” وفقاً لفينبيرغ.
وانتهت “ناسا” من بناء “ويب” بالفعل، ولكن تم تأخير عملية إطلاقه عدة مرات، وذلك لإجراء المزيد من التجارب لتجنب الفشل الذي صاحب إطلاق “هابل” في العام 1990 بسبب وجود أخطاء في مرحلة الاختبارات أدت إلى التقاط التلسكوب لصور غير واضحة.
واستغرق الأمر ثلاثة أعوام، ومهمةً مدتها 11 يوماً وإجمالي 35 ساعة من المشي في الفضاء لإصلاح الخطأ.

Previous post
بالصور.. سمو الأمير مع أعضاء بالكونغرس في ميامي
Next post
ما سعرها؟.. شوكولاتة “ألماسية” ذهبية هي الأغلى في العالم