أعلن البروفسور حمد عبد الرحمن آل سعد الكواري مدير مركز العلوم البيئية بجامعة قطر عن عدد من المبادرات والأبحاث التي تعنى بالبيئة القطرية ودراسة مكوناتها و أكد لــ الشرق أن مركز العلوم البيئية يعمل على دراسة جودة الهواء والغطاء النباتي والحفاظ على النباتات القطرية من الانقراض والتوصل الى أساليب جديدة لإكثارها. وأكد أن هنالك دراسات قائمة حول ترسبات القار على السواحل القطرية وتثبيت الكثبان الرملية باستعمال البكتريا الى جانب دراسات تستهدف الكشف عن التلوث النفطي في البيئة البحرية باستعمال تقنيات الاستشعار عن بعد. لافتا إلى أن الباحثين في المركز قاموا بتصميم نوع جديد من الشعاب المرجانية الصناعية من مواد صديقة للبيئة تعطي معمارية جميلة عند إنزالها تحت الماء. ومن المتوقع أن تساعد هذه الشعاب الصناعية على تحسين نمو الشعاب المرجانية في المياه القطرية وتقلل من الأضرار التي تلحق بها جراء العمليات البحرية المختلفة وتمثل مظاهر سياحية تحت الماء يمكن الاستفادة منها في تسويق البيئة البحرية القطرية الجميلة. وعرج د. آل سعد الكواري في سياق حديثه حول سفينة جنان للأبحاث وقال تساعد السفينة في مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية وفي مشاريع أخرى من ضمنها مشروع استعمال أصداف اللؤلؤ للكشف عن التلوث البيئي في البيئة البحرية وغيرها من المشاريع.
التراث البيئي القطري:
حدثنا عن جهود المعهد البحثية في مجال العلوم البيئية؟
مركز العلوم البيئية في جامعة قطر هو الجهة البحثية المكلفة بإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بمختلف جوانب البيئة الطبيعية لدولة قطر ومنطقة الخليج العربي عموما، ويشمل ذلك دراسة الكائنات الحية على البر وفي البحر فضلا عن دراسة المياه، والترسبات، وجودة الهواء، وتلوثه. وتستهدف هذه البحوث المحافظة على التراث البيئي القطري في ظل التنمية التي تشهدها البلاد والتقليل من التأثيرات البشرية على البيئة الطبيعية، وكذلك التعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية مثل وزارة البيئة والتغير المناخي في هذه المجالات، وأيضا مع المؤسسات البحثية المشابهة في مختلف دول العالم من خلال التعاون المشترك للاستفادة مما توصلت اليه دول العالم الأخرى في حقول دراسة البيئة الطبيعية ومكوناتها.
أبحاث بيئية
ما هي أبرز الابتكارات البيئية التي يتم العمل عليها؟
يعمل المركز جاهدا للاستفادة من التقنيات الحديثة في حماية المكونات الطبيعية المختلفة ومن هذا المنطلق، قام الباحثون في المركز بتصميم نوع جديد من الشعاب المرجانية الصناعية من مواد صديقة للبيئة تتداخل هندسيا مع بعضها كي تعطي معمارية جميلة عند انزالها تحت الماء. تعمل هذه التراكيب بمثابة بيوت تستضيف الكائنات الحية مثل الأسماك والكائنات الأخرى وتشبه في بنيتها وتركيبها قيعان البحار التي تنمو عليها الشعاب المرجانية، لذلك فإن من المؤمل أن تساعد هذه الشعاب الصناعية على تحسين نمو الشعاب المرجانية في المياه الوطنية القطرية وتقلل من الأضرار التي تلحق بها جراء العمليات البحرية المختلفة، كما أنها تمثل مظاهر سياحية تحت الماء يمكن الاستفادة منها في تسويق البيئة البحرية القطرية الجميلة.
سفينة جنان
حدثنا عن آخر ما توصلت إليه سفينة الأبحاث جنان؟
سفينة الأبحاث جنان هي ذراع المركز ويتم الاستفادة منها في كل البحوث والخدمات البيئية التي يقدمها للباحثين وطلبة الجامعة الذين يدرسون مساقات تتعلق بالبيئة البحرية وكذلك طلبة الدراسات العليا الراغبين في استكمال دراساتهم العليا في هذا التخصص. وتقوم السفينة برحلات منتظمة وفق برنامج محدد ونحاول قدر الإمكان الاستفادة من هذه الرحلات الى الحد الأقصى من خلال دعوة الباحثين الراغبين في جمع العينات أو القيام بإجراء قياسات معينة داخل البحر باستعمال أجهزة السفينة المتقدمة للالتحاق بهذه الرحلات. تساعد السفينة الان في مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية الذي ينفذه المركز بالتعاون مع قطر غاز ووزارة البيئة والتغير المناخي وكذلك في مشاريع أخرى من ضمنها مشروع استعمال أصداف اللؤلؤ للكشف عن التلوث البيئي في البيئة البحرية وغيرها من المشاريع.
دراسة النباتات القطرية
ما هي آخر الأبحاث المبتكرة التي تعملون عليها؟
معظم البحوث التي ينفذها المركز هي بحوث جديدة ومبتكرة وذات أهمية تطبيقية عالية وتركز بشكل أساسي على الحفاظ على الإرث الطبيعي للدولة. ويعمل المركز على دراسة جودة الهواء وكذلك دراسات تتعلق بالغطاء النباتي والحفاظ على النباتات القطرية من الانقراض والتوصل الى أساليب جديدة لإكثارها. وهنالك أيضا دراسة عن ترسبات القار على السواحل القطرية وهي ترسبات نتجت من التلوث النفطي للمنطقة خلال العقود الماضية، ودراسة عن تثبيت الكثبان الرملية باستعمال البكتريا بالتعاون مع شركة (قافكو)، كما أنجز باحثونا دراسات تستهدف الكشف عن التلوث النفطي في البيئة البحرية باستعمال تقنيات الاستشعار عن بعد، وغيرها من الدراسات الأخرى.
الحفاظ على البيئة
كيف تقيمون الجهود التي تبذل في سبيل الحفاظ على البيئة؟
يعد الاهتمام بالبيئة الطبيعية القطرية سياسة ثابتة لدولة قطر على الدوام، ويمثل استحداث وزارة البيئة والتغير المناخي مؤخرا دليلا آخر على الأهمية القصوى التي توليها الدولة للبيئة والتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية على النظام الطبيعي الغني والهش في الدولة. إن البيئة الطبيعية المعافاة والسليمة هي مظهر من مظاهر رقي الدولة وشعبها وقدرتها على إدارة التنمية بشكل لا يضر بإرثها البيئي.
حماية السلاحف البحرية
ما هي أبرز المبادرات البيئية التي يعكف المركز على إطلاقها؟
هناك عدد من المبادرات السنوية الثابتة التي ينفذها المركز مثل مشروع المحافظة على السلاحف البحرية خلال فترة تكاثرها والتي ينفذها المركز منذ سنين طويلة مع شركة قطر للطاقة (راس لفان) ووزارة البيئة والتغير المناخي. ويعمل المركز من خلال هذه المبادرة الى لفت الانتباه الى هذا المكون البيئي المهم من خلال استقطاب طلاب المدارس للمساهمة فيه، كما ان مشروع الشعاب الصناعية فطرية الشكل الذي أشرت اليه يمثل مبادرة وطنية للمساعدة في تعافي الشعاب المرجانية في المياه البحرية القطرية وكذلك مشروع تأهيل الشعاب المرجانية الذي ننفذه بالتعاون مع قطر غاز.
منح بحثية
كم عدد المنح التي حصلتم عليها؟
معظم الأبحاث التي ينفذها المركز تنفذ بدعم مالي من جهات مختلفة. يمثل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي التابع لمؤسسة قطر للأبحاث الممول الرئيسي لأبحاث المركز، حيث يتنافس باحثوه سنويا للحصول على الدعم المالي من خلال تقديم مقترحات بحثية متقدمة، كما أننا نستلم دعما ماليا مستمرا من الشركات الرئيسية في الدولة مثل شركة قطر للطاقة وقطر غاز وشركتي توتال وأكسن موبيل قطر للأبحاث فضلا عن الدعم الداخلي الذي توفره الجامعة للمشاريع البحثية.