على غرار سلسلة أفلام “ذا هوبيت”، يوجد بالفعل ما يسمى مدينة الأقزام، وهي مدينة جميع سكانها من الأقزام فقط لا غير، وقد شكل الأقزام على مدار التاريخ مادة خصبة للكتاب والمؤلفين، واستوحيت العديد من الأفلام من مخيلتهم، ولكن هل توجد فعلاً مدينة جميع سكانها من الأقزام؟ كيف يمارسون حياتهم؟ وكيف تبدو أبنيتهم ومنازلهم؟ هذا ما سوف نشاهده معاً.
قرية يانغسي: تقع قرية يانغسي في سيشوان غرب الصين, وتمثل نسبة الأقزام 75% من سكانها، وقد أرجع البعض السبب إلى أن فيروساً معيناً قد أصابهم في مرحلة الطفولة، مما أدى بهم إلى المعاناة من التقزم.
حاول العلماء والخبراء المهتمون بما أصاب قرية يانغسي النائية الكائنة في مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين معرفة سرّ هذه القرية، حيث يعاني ما يفوق 40% من سُكانها من قِصر القامة، متوسط أعمارهم بين 36 و80 عاماً، وللأسف، لم يجد العلماء أي تفسير منطقي لهذه الظاهرة، مما أدّى إلى استحقاقها لقب “قرية الأقزام”، ولكن يشاع أن مرضاً خبيثاً سُلِّط عليهم منذ أكثر من 60 عاماً، وأغلب الفئات العمرية التي كان يُؤثر فيها الأطفال الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 7 سنوات، حيث يتوقف جسدهم عن النمو بعد ذلك.
مدينة الأقزام ليليبوت: في مقاطعة يوننان في الصين قام عدد من الأقزام بإنشاء مدينة حقيقية كاملة في العاصمة كونمينغ، لا يتجاوز طول ساكني تلك المدينة 130سم، حيث يسود شعور لدى السائح العادي عند زيارته لتلك المدينة أنه رجل عملاق دخل عالم القصص والأساطير الخرافية.
وتحتوي مدينة الأقزام على جميع المرافق الحيوية والخدمات المتوفرة في المدن العادية، مثل: المحلات، والمباني، والمرافق العامة، والبنى التحتية، وإدارة للعلاقات العامة، ووزارة للصحة، كما صممت المنازل الصغيرة الحجم على شكل نبات الفطر لتناسب أحجام وأطوال سكان المدينة.
ويعيش في مدينة كونمينغ أكثر من 100 قزم، يعمل معظمهم في المجال الترفيهي، مثل: الرقص، الغناء، ويعيشون فيها حياة عادية، حيث يتزوجون وينجبون.
والمدينة عبارة عن مملكة صغيرة، حيث تم نصب ملك قزم لديه حراس أقزام يسهرون على أمنه وأمن المدينة. “أدناه صورة الحرس الملكي”.
قبائل البيغمي: أفراد لا يزيد طول قامة الذكر البالغ فيهم على 130سم، والمرأة البالغة على121 سم، يعيشون في نطاق الغابات الاستوائية في جنوب شرقي آسيا، يتصفون بالقامة القصيرة، وهم صغار الحجم، ومكتنزو الأجسام، أذرعهم طويلة، وسيقانهم قصيرة، بشرتهم سوداء غير داكنة مائلة للصفرة، كما يتصفون بالشعر المفلفل الصوفي الملمس، والشفتين الغليظتين البارزتين غير المقلوبتين، والفم الواسع البارز إلى الأمام، وعظام الوجنتين البارزة.
يستوطنون الغابات الاستوائية في الكونغو والكاميرون، وأشهرهم جماعات البنغا، ويعدون من أقصر الجماعات البشرية في العالم، ويشارك أقزام التوا في صفاتهم السلالية، ونمط المعيشة، والنظام الاجتماعي، كلاً من: أقزام الأكاوالباتوا والبامبوته.
ومن الجدير بالذكر أن القزامة أو داء التقزم حالة طبية يكون نتيجتها الفرد أو الحيوان قصير القامة، وغالباً تكون تلك الحالة ناجمة عن النمو البطيء، وفي البشر ناتجة عن قصور الهرمونات التي تفرزها إحدى الغدتين: الدرقية، أو النخامية، وتترافق عادة بظواهر واضطرابات مرضيّة كالبلادة، والغباء، وسرعة التعب، والشيخوخة المبكرة، وعدم تناسب أعضاء الجسم، وقد تستمر طبائع الطفولة لدى القزم حتى بعد سن البلوغ.