“مدار” السعودية لمواد البناء: طفرة انتعاش العقارات في قطر ستشهد انطلاقة جديدة 2017

أعلنت شركة “مدار” السعودية على لسان مديرها الإقليمي أن قطاع العقارات هو القطاع الأكثر استقراراً والأكثر جذباً للاستثمار في منطقة الخليج،وهذا ما اثبته استطلاع للرأي أجرته شركة «يوغوف للأبحاث» أظهر أن ما نسبته 54% من المواطنين الخليجيين يفضلون الاستثمار في القطاع العقاري. وقال عبد الله المحيسن المدير الإقليمي لشركة مدار لمواد البناء – إحدى شركات مجموعة الفوزان السعودية: إن قطاع مواد البناء القطري يستفيد من الطفرة الكبيرة على صعيد قطاع التشييد، مؤكداً أن مناخ الاستثمار الخليجي عامة وفي قطر بشكل خاص يعد من الأفضل على مستوى العالم في ظل المشروعات الكبرى التي تشهدها دول مجلس التعاون.

وأكد أن قطر أصبحت وجهة مفضلة للسياحة العائلية النظيفة للعائلات الخليجية بفضل الطفرة العمرانية التي تشهدها خصوصا في المنشآت السياحية التي يتم إنشاؤها بالتوازي مع منشآت مونديال 2022..

وإلى تفاصيل الحوار:

* ما واقع قطاع مواد البناء حاليا في قطر من وجهة نظركم؟ 
– نشاط تجارة مواد البناء هو نشاط مرتبط ارتباطا وثيقا بقطاع البناء والتشييد الذي يساهم بنسبة 8% من الناتج المحلي القطري، وكأي نشاط اقتصادي قد نواجه بعض العقبات من وقت لآخر ولكن التحسين الدائم للمناخ الاستثماري في قطر من قبل القائمين عليه دائما ما يذلل تلك العقبات للنهوض بذلك القطاع الذي يساهم بنسبة لا بأس بها في الناتج المحلي، فعلى سبيل المثال كنا نواجه بعض المشاكل في التخليص الجمركي في ميناء الدوحة تتمثل في تقليص فترة سماح تخليص البضائع إلى ثلاثة أيام فقط وبعدها يتم احتساب غرامة إشغال أرضية مما أثقل كاهل الشركة نظراً لكثرة عدد الحاويات التي نستوردها في المرة الواحدة كما أننا نواجه مشاكل في شحن البضائع مباشرة من أوروبا وشرق آسيا إلى ميناء الدوحة بسبب قلة عمق مرسى السفن الذي كان يصل عمقه إلى 4 أمتار ونصف المتر تقريبا مما يضطرنا لشحن البضائع إلى دبي ونقلها بالشاحنات إلى الدوحة ولكن بعد الإعلان عن افتتاح ميناء حمد الجديد ونقل جميع العمليات إليه بحلول 2017 ستزول تلك العقبة نهائيا حيث إن عمق مرسى السفن بالميناء الجديد يصل إلى 17 مترا أي أنه على استعداد لاستقبال أكبر السفن في العالم.

كما أننا أحياناً نواجه بعض المصاعب في وصول البضائع والعملاء إلينا في ظل التحويل الدائم لطرق وشوارع المنطقة الصناعية المؤدية إلى مقر الشركة بشارع 3 وذلك بدون أي سابق إنذار.

* هل واجهتكم مصاعب فيما يخص الحصول على الكوادر الفنية للعمل في قطر؟ 
– مدار شركة تجارية نشاطها الأساسي المبيعات، وكثيرا ما نحتاج إلى كوادر جديدة سواء في مجال المبيعات أو المجال الإداري، ومن ضمن المصاعب التي نواجهها صعوبة استصدار تأشيرات جديدة لبعض الجنسيات في ظل بعض الصعوبات في عملية نقل الكفالة محلياً بسبب القيد المفروض على بعض التأشيرات، ولكن في ظل قانون العمل الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ قريباً نأمل بأن تزول تلك العقبة.
كما أننا كمستثمرين في مجال هام وحيوي مثل تجارة مواد البناء، نواجه مشاكل الروتين وطول الإجراءات بسبب عدم وجود نافذة موحدة للمستثمرين وعدم الربط الإلكتروني بين الوزارات الأمر الذي يترتب عليه تعدد الجهات التي يستلزم الحصول على موافقتها لإنجاز معاملة بسيطة وهو ما يعد إهدارا للوقت والجهد.

*هل نظام العقود الجديد (الخاص بالعمالة) سيؤثر على أعمال شركات المقاولات؟ 
– القانون سينعكس إيجاباً على سير الأعمال والمؤسسات والشركات، لتضمنه العديد من البنود التي تصب في مصلحة طرفي المعادلة وهما المستقدم والوافد، مما يعزز قطاع الأعمال في الدولة ويوفر بيئة إيجابية ومناخ عمل ملائماً، وأعتقد بأن هذا القانون سيؤثر إيجاباً على شركات المقاولات حيث يضع إطاراً للتعامل ما بين الشركة أو صاحب العمل والعامل الوافد وكما أسلفت أن هذا القانون يحتوي على العديد من البنود التي تحفظ حق كل من صاحب العمل والعامل الوافد من خلال عقد العمل الذي سيعتبر هو الوثيقة المرجعية الأساسية في حالة حدوث خلاف.

*كيف ترى مناخ الاستثمار الخليجي والمحلي في قطر؟ 
– أرى أن دول الخليج العربي من أكثر الدول الجاذبة للاستثمارات في العالم ودائماً ما تحتل موقعا متقدما في تصنيف الدول الجاذبة للاستثمار عالمياً ودائماً ما تتصدر تصنيف الدول الجاذبة للاستثمار عربياً وذلك بفضل الاستقرار السياسي التي تشهده تلك الدول في ظل حكوماتها الرشيدة ويتضح ذلك جلياً من خلال التصنيفات الائتمانية من قبل المؤسسات العالمية الكبرى المهتمة بهذا الشأن مثل ستاندرد أند بوورز وفيتش ودائماً ما تحصل دول الخليج على تصنيفات متقدمة مع نظرة مستقبلية مستقرة.

أما في قطر فهي في وجهة نظري تمتلك واحدة من أفضل بيئات الاستثمار في العالم بفضل تفوقها في عدة مؤشرات مثل قوة الأداء الاقتصادي والقدرات التمويلية الكبيرة والبيئة المؤسسية الحكومية وبيئة أداء الأعمال.

كما أن لديها مجموعة كبيرة من عناصر الجذب الاستثماري مثل حجم السوق وفرص النفاذ إليه والأداء اللوجستي القوي وقوة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كما تعطي قطر للمستثمرين مجموعة من الامتيازات مثل حرية دخول وخروج رأس المال من وإلى قطر، حرية تحويل الأرباح والأصول متى رغب المستثمر في ذلك، حرية التحويل للعملات الأجنبية مع ثبات سعر الصرف.

* كيف ترى أداء سوق العقارات حاليا في قطر والمنطقة؟ وما توقعاتكم لعام 2017؟ 
– من وجهة نظري سيظل قطاع العقارات هو القطاع الأكثر استقراراً والأكثر جذباً للاستثمار في منطقة الخليج، ففي استطلاع للرأي أجرته شركة «يوغوف للأبحاث» أظهر أن ما نسبته 54% من المواطنين الخليجيين يفضلون الاستثمار في القطاع العقاري عن غيره من القطاعات نظراً للاستقرار النسبي الذي يتمتع به هذا القطاع.

ونتابع أداء سوق العقارات عن كثب نظراً لارتباطه الوثيق بمجال عملنا في تجارة مواد البناء، ومن خلال متابعتنا أستطيع أن أخبرك بأن السوق العقاري القطري قد شهد عدة هزات في 2016 متأثراً كغيره من القطاعات بهبوط أسعار النفط وتسريح عدد من الشركات لموظفيها مما أدى لزيادة المعروض وقلة الطلب مما أدى إلى انخفاض الإيجارات بنسبة تتراوح ما بين 5 – 10%.ولكن من خلال تحليلنا لأداء السوق القطري على مدى العشر سنوات الأخيرة أستطيع أن أخبرك بأننا متفائلون بأداء القطاع العقاري في قطر خلال 2017 وذلك بناء على رصد العديد من المؤشرات الإيجابية.

* هل استضافة قطر للمونديال أنعشت سوق البناء والعقارات في المنطقة؟ 
– بكل تأكيد فكأس العالم ليس حدثاً رياضياً فحسب وإنما حدث اقتصادي أيضاً، فمنذ إعلان فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022 تنافست معظم شركات المقاولات العالمية لدخول السوق القطري والفوز بجزء من كعكة إنشاءات كأس العالم وساعد على هذا التنافس القدرة القطرية الكبيرة على تمويل تلك المشروعات واستبعاد فكرة نقص السيولة ولعل اللافت للنظر أن قطر أصبحت وجهة مفضلة للسياحة العائلية النظيفة للعائلات الخليجية بفضل الطفرة العمرانية التي تشهدها خصوصا في المنشآت السياحية التي يتم إنشاؤها بالتوازي مع منشآت المونديال، أما من الناحية الاقتصادية فمن المتوقع أن يحقق تنظيم كأس العالم 2022 عوائد اقتصادية صافية لقطر تقدر بمليارات الريالات، في رأيي أن استضافة قطر لكأس العالم ستضعها على خريطة السياحة العالمية خاصة أن أنظار العالم كله ستتجه نحو قطر خلال فترة تنظيم البطولة الأمر الذي سيعود على قطر بعوائد سياحية ضخمة على المدى الطويل.

* ما أبرز المشروعات التي شاركت بها الشركة من بدء أعمالها في قطر؟ 
– منذ بداية تواجدنا في السوق القطري لدينا علاقات عمل جيدة جداً مع كبرى شركات المقاولات والمطورين العقاريين الذين لطالما أمددنا مشروعاتهم بمواد البناء وكنا خير معاون لوجستي لهم، على سبيل المثال لا الحصر لدينا علاقات جيدة جداً مع كل من شركة صك القابضة (إزدان)، البندري للمقاولات والعقارات، شركة أورباكون للمقاولات، شركة المفتاح للتجارة والمقاولات، شركة تدمر للتجارة والمقاولات، ردكو المانع، الديار القطرية، مجموعة الجابر وحمد بن خالد وغيرها الكثير.

كما قدمنا خدمات لوجستية في مجال مواد البناء لتلك الشركات على مدى الثلاثة عشر عاماً الماضية في مشروعاتهم الكبرى مثل مشروع الريل، الميناء الجديد، مطار حمد الدولي والعديد من المشروعات في مدينة لوسيل ومدينة اللؤلؤة، الكثير من المشروعات السكنية مثل مجمعات إزدان والمشروعات السياحية مثل فندق إزدان ومنتجع سلوى السياحي والعديد من المباني التجارية.

أما في مجال الإنشاءات الحديدية فنمتلك تاريخاً حافلاً مع مجموعة من الشركات الكبرى مثل فريجينس وإيفر سنداي والجابر للأعمال الحديدية وجلف ستيل وسيكس كونستراكت وبانوراما والذين قاموا بتنفيذ مشروعات كبرى في الفترة الماضية مثل مشروع تطوير إستاد خليفة الدولي، الإنشاءات الحديدية بمشروع الريل، والعديد من مشروعات قطر للبترول.

وتعد شركة مدار إحدى شركات مجموعة الفوزان عاملة في تجارة مواد البناء في السوق السعودي منذ 1960، وتأسست مدار القابضة في عام 2003 لتكون الذراع التجارية لشركة الفوزان السعودية في دول الخليج العربي، حيث تمتلك مدار فروعاً إقليمية في كل من الإمارات والبحرين، بالإضافة إلى قطر.

السابق
انتعاش بنوك قطر.. يعكس مدى تحسن الوضع الاقتصادي بشكل ملموس
التالي
قطر: قطاع النقل والتخزين يسهم بـ 13.6 مليار ريال بالناتج المحلي الإجمالي