خيبة أمل كبيرة لصلاح في أولى مبارياته بالمونديال خلال مسيرته.
من أكبر أحلام أي لاعب منذ احترافه كرة القدم، أن يتواجد مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم، ويتطور الحلم حال تحققه الى حلمٍ آخر، وهو التألق وتحقيق نتائج جيدة وتسطير اسمه ضمن نجوم المحفل العالميّ.
هذا الحلم يتشاركه ويتشاطره معظم اللاعبين المشاركين حاليًا في المونديال، ولكن ثلة منهم فقط هي من تستطيع أن تحقق الحلم الثاني، وهو التألق وقيادة بلادها بشكل قوي، وهناك نجوما كان يتوقع منهم جماهير بلادهم أن يكون قاطرة منتخبهم نحو التألق، ولكن لظروفٍ عديدة لم يتحقق هذا الأمر..
وبالطبع من أهم هؤلاء النجوم هو المصري محمد صلاح، الذي عاش مع عددٍ آخر من النجوم نسخة مونديالية كابوسية، وعلى رأسهم ميسي ونيمار، ليفاندوسكي، اغويرو، خيميس، توماس موللر..
ولكن سنركز حديثنا بطبيعة الحال على نجمنا العربي، محمد صلاح، الذي يعيش تجربة مغايرة عما تخيلها وحلم بها رفقة المنتخب المصري، وللغرابة تتشابه تجربته كثيرًا مع تجربتيّ ميسي ونيمار.. وسنذكر لماذا تتشابه معاناة صلاح مع ميسي ونيمار بالمونديال؟
الثلاثي يتشاركون في أنهم لعبوا في المونديال بعدما عادوا من اصابات ألمت بهم، وجعلتهم يدخلون البطولة وهم ليسوا في أكمل جاهزية سواء بدنية أو فنية، وهو ما أثر بالسلب بطبيعة الحال على مردودهم، وعلى نتائج منتخباتهم.
كذلك الثلاثي تجد زملاءهم في الملعب ينظرون إليهم بصفتهم أبطال هوليوودية خارقين، بوسعهم عمل كل شيء من دفاع الى تمرير الى صناعة أهداف وتسجيلها، وربما ايضًا حماية العرين، ولا يعمدون الى مساعدة النجم نفسه ليس على التسجيل، ولكن عبر ادائهم لوظائف مراكزهم بجدية وفاعلية، وبعدها يتم طلب المساعدة، وليس التهاون والعجز وانتظارالـ” سوبر ستار” لتحقيق المعجزات.
لا شك أن من أقسى الأمور نفسيًا، أن تتعلق برقبة أي نجم آمال وأحلام الملايين من جماهير بلاده، ولا يستطيع أن يقوم بدوره المنتظر في اسعادهم، ويشعر باللائمة والحزن جراء ذلك، فهو أمر يجلب الاحباط بقسوة، والانكى عندما تبدأ الجماهير في مهاجمة هذا النجم، منتقدة مردوده وعدم قدرته على جلب النتائج الجيدة، ويتناسون ما فعله من قبل لهم.
هذا الثلاثي يعيش تجربة حتى الآن قاسية للغاية، ربما الثنائي ميسي ونيمار قد يتمكنان في منح بلادهم تذكرة الولوج للدور التالي، والتعويض على جماهيرهما الصورة والمردود المخيب السابق، لكن مع صلاح.. الأمر بات حسرة يتجرعها وكأنه دواء علقم لمريض يعلم أن لا شفاء لمرضه، فـ صلاح انتهت مشاركته المونديالية وغادرت مصر البطولة، بينما السخط والضيق لم يغادران قلوب المشجعين المصريين بعد، صلاح لديه الكثير ليقدمه للمنتخب المصري في قادم المواعيد، لا داعي لجلد الذات، فالتاريخ يؤكد فشل معظم المشاركات العربية، وعجزها شبه الدائم على رسم وحفر البهجة في قلوب المناصرين.
صلاح سيظل نجما عالميّا كبير، فقد سبقه رونالدو وخرج مع منتخب كبير من الدور الأول في مونديال 2014، وغيره من قبله نجوم كُثر، ولم تذبحهم الجماهير وعادوا من جديد للبطولة بمردود أقوى مما ظهروا عليه من قبل.