مجلة زينيت الألمانية: حصار قطر يفضح سياسة الإمارات العدوانية

نظام أبوظبي يعمل على ترسيخ رؤية متعصبة في المنطقة
دولة بوليسية قمعية في الإمارات تطورت على مدى العقود الماضية
أبوظبي احتكرت السلطة من بقية الإمارات السبع
نظام أبو ظبي مهووس بالأمن والمراقبة لأي نشاط مدني أو سياسي
الإمارات تريد تحقيق مصالحها الاقتصادية في المنطقة بقوة السلاح
أبوظبي تبحث عن رجال أقوياء في المنطقة قادرين على قمع الشعوب
قناعة إماراتية بأن القمع يمكن أن يحد من التوجه لتحقيق العدالة الاجتماعية
أكدت مجلة زينيت الألمانية أن الحديث عن دولة الحرية والسعادة في الإمارات هو خدعة ترويجية، مضيفة أن الإمارات تعلمت من دروسها الخاصة من الربيع العربي، وتعمل على ترسيخ رؤية الليبرالية المتعصبة في جميع أنحاء المنطقة.
وقالت المجلة في تقرير بعنوان : العقيدة الديكتاتورية لأبوظبي ” إنه وفي ظل الهوس بالحملات الإعلامية الخادعة التي تطلقها شركات العلاقات العامة التي تهدف لتلميع صورة الإمارات ، تطورت دولة بوليسية قمعية في الإمارات على مدى العقود الماضية ، في محاولة ليس فقط لعكس إنجازات الربيع العربي ، بل لتطبيق إيديولوجيتها السلطوية وفرض الهيمنة على المنطقة وبشكل أكثر قوة من السعودية.
وأضاف التقرير الذي كتبه البروفيسور” أندرياس كريج” الخبير والمحاضر في إدارة الدراسات الدفاعية في جامعة ” كينجز كوليدج” البريطانية أن مقر القوة السياسية والاقتصادية في الإمارات يقع في أبوظبي التي احتكرت السلطة ، بصورة تدريجية منذ الإفلاس الاقتصادي لدبي خلال الأزمة المالية عام 2008. ومنذ ذلك الحين تحاول أبو ظبي تحقيق رؤية “اسبرطة ” في منطقة الخليج.
هوس أبوظبي
بين التقرير الألماني أن القيادة في أبوظبي تمارس سيطرة على جهاز الأمن في البلاد ، وأصبح هوسها بالأمن والنظام والمراقبة والسيطرة على أي نشاط في المجتمع المدني وأي تحرك خاص بجماعات الإسلام السياسي أولوية قصوى . حيث أدى توق أبو ظبي لترسيخ النظام السلطوي في العالم العربي إلى حث المنطقة على البحث عن “رجال أقوياء” يمارسون القمع و يفترض أن يضعوا روح التعددية الاجتماعية والسياسية في مرحلة ما بعد الثورة في القارورة . ففي ليبيا ومصر ، يدعم الإماراتيون القوى المعادية للثورة ، خليفة حفتر وعبد الفتاح السيسي ، حيث يضطهد هؤلاء بقوة الإسلاميين وقوى المعارضة الأخرى تحت ستار الاستقرار والأمن. تبرر انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب حقيقة أنه في “محاربة الإرهاب” لا يمكن إعطاء أي اعتبار للخسائر.
وكان الربيع العربي نقطة تحول أساسية في السياسة الخارجية والأمنية للبلاد. وبعد مواجهة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن ، أدركت أبوظبي أن نشاط المجتمع المدني من دون سيطرة الدولة يمكن أن يطور القوة لتحرير السياسة الاجتماعية بأكملها في المنطقة.
سياسة القمع والحصار
وواصل التقرير قائلا إن سياسة النظام في أبوظبي مدفوعة بالخوف من المواطن المتحرر ، وضرورة القبض بيد حديدية على أي شكل من أشكال المعارضة غير الحكومية في الداخل وكذلك في البلدان العربية. وبينما احتج الناس في تونس ومصر ، امتدت موجة من الاعتقالات من جانب الإمارات وضرب ضحايا المعارضة والمثقفين والإسلاميين. وتعتقد أبو ظبي أن القمع يمكن أن يحد من الدفع الفردي لتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية. العكس هو الحال.
وأكد التقرير أن الحصار المفروض على قطر هو تعبير عن سياسة أبوظبي العدوانية المتمثلة في تكميم أفواه كل من الداعمين لثورات الشعوب عام 2011 الذين فتحت لهم الجزيرة منابرها الحوارية ، كما أن القيادة الجديدة في السعودية متأثرة جدا بأفكار القيادة في أبوظبي ، ونتج عن التحالف بينهما بحث محموم عن إرساء الاستقرار السلطوي وإعادة تشكيل المنطقة وفقا لرغبة أبوظبي والرياض.
أطماع أبوظبي
وببينت المجلة أنه في حرب اليمن ، وجدت الرياض وأبو ظبي مرة أخرى هدفا لتلبية رغبتها في السيطرة وتحقيق المصالح التوسعية ، في حين أن الإمارات تساعد رسميا السعودية لمحاربة الحوثيين، بجيش من المرتزقة . تخوض أبوظبي حرب الظل ضد أكبر أحزاب المعارضة في اليمن، تلك التي كان له دور أساسي في الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح “التجمع اليمني للإصلاح”. وفي الوقت نفسه ، ضمنت الإمارات الوصول إلى الموانئ الرئيسية في المحيط الهندي في جنوب البلاد.
وواصل التقرير : تستكمل أبوظبي أطماعها العظيمة على الجانب الآخر من القرن الإفريقي: في الصومال وجيبوتي واريتريا ، حيث سعت الإمارات إلى نشر جنودها والسيطرة على الأراضي لتحقيق مآربها، كما أثبتت التجربة من ليبيا ومصر أن الإمارات ، تريد فرض قوة السلاح على العالم لتحقيق المصالح الاقتصادية .حيث تشير التقارير الواردة من شهود العيان ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن الأساليب القمعية مثل الاختطاف والتعذيب والقتل المستهدف هي جزء من مرجعية و أسلوب أبو ظبي ونوابها في هذه المناطق.
إن حملة أبوظبي ضد إنجازات الربيع العربي محل استهجان وريبة ، ليس فقط من منظور إنساني ودولي ، ولكن أيضا هي تحركات تعرض الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة للخطر. فأسطورة الاستقرار السلطوي تضع الأساس لإستراتيجية موجزة تعبر عن واقع العالم العربي. ويعتقد أن القمع يمكن أن يحد من الدافع الفردي لتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية. والعكس هو الحال، حيث إن القمع والحرمان من قبل الشرطة والدولة ، ينتج التعصب والثورة على المدى الطويل.
السابق
لجنة مراقبة الأغذية تعلن سحب منتج “ذرة وخضروات” لاحتمال تلوثها ببكتيريا اللستيريا
التالي
2493 سفينة ترسو بموانئ قطر خلال النصف الأول