مجلة ذا نيوز إنترناشيونال: المعجزة القطرية تحققت

الحصار أظهر صفات قيادية رائعة لصاحب السمو في إدارة الأزمة
الدوحة نجحت في توظيف موازين القوى الإقليمية والدولية
قطر عمقت علاقاتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة والقوى الكبرى
تنفيذ مشاريع كأس العالم متواصل وخطط للانتهاء منها قبل الموعد

قالت مجلة ذا نيوز إنترناشيونال الباكستانية: إن دولة قطر خرجت منتصرة من محاولة للسيطرة عليها قامت بها في العام الماضي، في أوائل يونيو اللجنة الرباعية التي تضم السعودية، والبحرين ومصر والإمارات، التي قطعت فجأة علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وفرضت الحصار على عليها، متهمة إياها بإيواء الإرهاب ودعمه. وقبل ذلك، تم اختراق الموقع الرسمي لوكالة الأنباء القطرية وغيرها من وسائل الإعلام الحكومية وزرعها بأخبار مزيفة، كان هذا بمثابة ذريعة لإثارة المشكلة.

وأضافت المجلة: في البداية، قدمت دول الحصار عددا من المطالب، التي تضمنت أيضاً إغلاق قناة الجزيرة، مصدر الأخبار الموثوقة في الشرق الأوسط. وكان موقف الرئيس الأمريكي المبدئي من القضية مشجعا لدول الحصار، مما جعل السعودية تفكر بالتدخل العسكري وتنفيذ انقلاب في الدوحة، غير أن التنسيق القطري مع تركيا ونجاح تحركات الدبلوماسية القطرية قلص خطر التدخل العسكري لأنه في مرحلة ما كانت تبدو الحرب على الأبواب. حيث ساهم التعاون التركي في الوقت المناسب في تهدئة الوضع، وبدأت السلطات الأمريكية أيضاً في إظهار الدعم لتخفيف التصعيد والتقارب مع الموقف القطري.

الحصار وتداعياته 
وأكدت المجلة أن تجاوز الحصار لم يكن عملاً سهلاً، سيما وأن المقصود هو فرض الوصاية على الدوحة وإخضاعها، وتقويض سيادتها واستقلالها، والسيطرة عليها وجعلها تابعة لدول الحصار، مستغلين بذلك أن قطر كانت تعتمد على جميع وارداتها من الغذاء والدواء من جيرانها، حيث إن ما يقرب من 80 في المائة من احتياجات قطر الغذائية كان يأتي من الإمارات، وتم إغلاق الحدود بصفة فجائية في محاولة لخنق البلاد وإدخال الخوف في قلوب السكان. ففي أعقاب الحصار مباشرة، كان هناك شائعات حول الأمن الغذائي، غير أن الدوحة قامت بفتح أسواق جديدة مع إيران وتركيا، وتمكنت من سد الفجوة فوراً، وتحقيق الاستقرار في الوضع خلال 24 ساعة. وبعد فترة وجيزة، قطعت قطر شوطا مهما للحفاظ على سيادتها الأمنية والسياسية وتحقيق الاكتفاء الغذائي.

وبينت المجلة أن الحصار أظهر صفات قيادية رائعة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد في إدارة الأزمة بحذر وتحركت الدولة القطرية بسرعة وسيطرت على الوضع وتجنبت أي عواقب وخيمة. ونجحت الدوحة في توظيف موازين القوى الإقليمية والدولية، أولاً لتبديد التهديد المباشر بالعدوان، وفي وقت لاحق لإضعاف تداعيات الحصار بشكل كبير، حيث نجحت الدوحة في قلب الموازين وتغيير الموقف الأمريكي من الأزمة. كما وقعت اتفاقية متجددة ومهمة مع الولايات المتحدة، ودخلت في شراكة دفاعية وأمنية طويلة الأمد خاصة مع تركيا، تهدف إلى تطوير نظام دفاع جوي متقدم، على الرغم من الاحتجاجات الخطيرة من السعودية.

نجاح قطري 
واعتبرت المجلة أن قطر نجحت في الدفاع عن موقفها ومهاجمة خصومها من دول الحصار، وعمقت علاقاتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة. كما حافظت الدوحة على علاقاتها مع دول خليجية على غرار سلطنة عمان والكويت – وهما الدولتان العضوان بمجلس التعاون اللذان بقيا محايدين في الأزمة الخليجية.

وواصلت المجلة أن الدوحة في 12 شهرًا فقط، حققت أكبر نجاح لها، و تحصلت على مجموعة كبيرة من الفرص، مما جدد الأمل والثقة بين مواطنيها. حيث حفز الحصار البلاد لأجل القيام بخطة هامة ومتواصلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي. وقامت الدوحة ببناء المزارع وتحويلها إلى أرض خصبة، ليكون الهدف أن تصبح الدوحة واحدة من البلدان المصنعة للمنتجات الغذائية،.

وأطلقت الحكومة القطرية هدفاً طموحاً لتحقيق 90 في المائة من طاقتها الإنتاجية الأساسية للغذاء محلياً بحلول العام المقبل. وبالنظر إلى التقدم الذي أحرزته الدوحة حتى الآن، يبدو الهدف قابلاً للتحقيق ولمواجهة عبء الطرق الجوية والبحرية التي فرضها الحصار، فتحت قطر أبوابها أمام كبار الشركات العالمية ومنذ الحصار، تلقت البلاد مليون حاوية عبر ميناء حمد البحري، وستصل إلى قدرتها الكاملة من 7.5 مليون حاوية خلال عام.

وأوضحت المجلة انه لا تزال الإدارة الناجحة لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022 واحدة من أكبر التحديات التي تتصدى لها قطر. على الرغم من الحصار المفروض على الدوحة، تمكنت من مواصلة تنفيذ جميع مشاريع كأس العالم ومن المتوقع الانتهاء منها قبل الموعد المحدد.

بعد الحصار، طُلب من الفيفا، الهيئة الدولية الحاكمة لكرة القدم، اعادة النظر في الموضوع، لكنها أظهرت ثقة في قدرة البلد على اجتياز هذه المرحلة المضطربة.
ويمكن قياس الثقة الدولية في قطر في إدارة أول بطولة عالمية لكرة القدم في الشرق الأوسط من حقيقة أن منظمة التجارة العالمية قد وضعت الدوحة بين أفضل 20 دولة في قطاع الخدمات في مؤشر التنافسية العالمية. كما لا تزال العملة القطرية ذات مكانة في الأسواق المالية المختلفة حسب ما أكدته وكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتمانى التي رفعت تصنيف الدوحة. ونقلت المجلة شهادة صحفي مقيم في قطر وصفه للوضع في الدوحة بعد الذكرى الأولى للحصار بأنه “مزيج من التحدي والثقة الفائقة بين القطريين والمقيمين… الحصار كان بمثابة نعمة كبيرة للسكان المحليين، وفرصة لتحقيق النمو والمرونة وسيزيد من تراجع النتائج المتوقعة للحصار غير القانوني”.

السابق
فوكس نيوز: حملة الإمارات على الحديدة اختبار لإسبرطة الصغيرة
التالي
بأمر ملكي: رئيس هيئة الترفيه السعودية ضحية الضغوط الشعبية..