حذر خبراء من أنَّ الحضارة الحديثة قد تواجه بالفعل مصير الديناصورات نفسه؛ إذ يزعم آلان فيتزسيمونز، الأستاذ في جامعة كوينز بمدينة بلفاست، أنَّها مجرد مسألة وقت قبل أن يأتي هذا الخطر المحتوم والذي سيصطدم فيه كويكب من الفضاء بالأرض.
وقال فيتزسيمونز انه من المهم أن نعرف أنَّ العلماء والمهندسين خطوا خطواتٍ واسعة في الكشف عن الكويكبات القريبة من الأرض، وفهم حجم التهديد والخطر الذي تشكله تلك الأجسام.
وقد تم اكتشاف ما يزيد على 1800 جسم خطير حتى الآن، ولكنَّ هناك الكثير منها لم يُكتشف بعد.
وانضم إلى فيتزسيمونز العالِم الفيزيائي براين كوكس، وعددٌ من رواد الفضاء من محطة الفضاء الدولية (ISS)؛ لزيادة الوعي بيوم الكويكب السنوي (30 يونيو/حزيران)، والذي يصادف الذكرى السنوية لحادثة سقوط كويكب في روسيا.
ويُذكر أنَّه في ذلك اليوم من عام 1908، انفجر كويكبٌ صغير فوق منطقة نهر تونغوسكا في سيبيريا، ودمَّر منطقةً تصل إلى 800 ميل مربع. ولحسن الحظ، لم يُسفر هذا الانفجار عن وقوع أي خسائر بشرية.
ولكنَّ فيتزسيمونز متخوِّفٌ من تكرار الحدث نفسه؛ إذ صرَّح بأنَّه لا يزال من الممكن أن يُفاجئنا انفجارٌ كانفجار تونغوسكا من جديد، وعلى الرغم من أنَّنا أفضل بكثيرٍ الآن في العثور على الأجرام السماوية الأكبر، فلن يكون هذا مُجدياً إن لم نستعد للقيام بشيءٍ ما حيالها.
فيتزسيمونز ليس أول خبيرٍ يُحذِّر من أنَّ كوكب الأرض غير جاهز لسقوط الكويكبات عليه، ففي ديسمبر/كانون الأول العام 2016، قال جوزيف نوث، العالِم في وكالة ناسا، إنَّنا لسنا مستعدين تماماً للدفاع عن أنفسنا ضد الأجسام الفضائية الغريبة القادمة من الفضاء.
وفي حديثه بالاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي في سان فرانسسيكو، قال نوث: “إنَّ المشكلةَ الأكبر، في الأساس، هي أنَّه ليس هناك الكثير الذي يمكننا القيام به حيال ذلك في الوقت الحالي”، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
وعلى الرغم من تأسيس مركز الدفاع الكوكبي التابع لوكالة ناسا؛ بهدف رصد الفضاء لاكتشاف السقوط المحتمل للكويكبات، فربما لا يعطينا هذا نافذةً كافية لتنفيذ مهمة وقائية ضد أي كويكب قادم تجاه الأرض.
ففي الواقع، يستغرق الأمر سنواتٍ لإتمام عملية تحريف مسار أحد الكويكبات، 5 سنواتٍ منها لإطلاق المركبة الفضائية التي ستقوم بالمهمة.
ففي المرة الأخيرة التي كاد كويكب فيها يصطدم بالمريخ عام 2014، لوحِظَ الكويكب قبل 22 شهراً فقط من الاصطدام.
ورغم أنَّ الجميع يؤكدون أنَّ هناك فرصةً ضئيلةً جداً لاصطدام كويكبٍ بالأرض في السنوات الـ100 القادمة، بنسبةٍ تقريبية تصل إلى 0.01% وفقاً لخبراء وكالة ناسا أنفسهم- فإنَّ نوث يؤكِّد: “من ناحيةٍ أخرى، حدثٌ كهذا ينتمي إلى فئة الأحداث المُسبِّبة للانقراض، تماماً مثلما حدث مع الديناصورات، وهذه الأحداث تأتي بعيدةً بعضها عن بعض بمقدار 50 إلى 60 مليون سنة في الأساس. ويمكن القول بالطبع إنَّ الوقت قد حان لحدثٍ جديد، لكنَّها دورةٌ عشوائية في المرحلة الحالية”.