مثل ما فعلت مع قطر.. حجاج كندا في مرمى الاستهداف السعودي

وكالات – بزنس كلاس:

بيت الله الحرام أصبحت زيارته وفق “هوى مسؤولي المملكة” فإن شاءوا يسّروا لك الزيارة (كما فعلوا مع إيران) وإن شاءوا عثّروها لك أو بمعنى أوضح منعوك عنها (كما فعلوا مع أشقائهم المسلمين في قطر بالأمس، واليوم كرروا نفس تعنتهم وتسييسهم للحج مع مسلمي كندا).

التعنت والتعثر الذي تفرضه سلطات المملكة لم يراع الجانب الإنساني لكبار السن ولا الأطفال ولا النساء من المواطنين الكنديين، بعد إعلان شركة الخطوط الجوية السعودية وقف رحلاتها الجوية من وإلى مدينة تورنتو الكندية اعتبارا من الاثنين المقبل ما يعني تقطع السبل أمام عودة المئات وبقائهم مدة طويلة بعد أداء الفريضة وقد يعرضهم للمسائلة القانونية إما الغرامة أو السجن.

قناة CBC الكندية عرضت تقريرا يكشف عن تأثر الحجاج الكنديين بالأزمة الدبلوماسية مع السعودية وإقدام الكثير منهم على إلغاء الرحلة خوفا من التعرض لمكروه أو عدم قدرته على العودة إلى بلاده مجددا.

وقال جميل أحمد أحد أصحاب وكالات السفر إن المكتب خاصته تحول إلى مركز طوارئ كالذي يستخدم للتعامل مع الأزمات حيث تأتيه يوميا عشرات المكالمات من عملاء متوترين دفعوا آلاف الدولارات لأداء رحلة الحج يبدون رغبتهم في التراجع عن الأمر وإلغاء سفرهم إلى المملكة.

وأضاف أحمد أن السؤال المتكرر من جميع العملاء انصب حول أمر واحد فقط.. ماذا سيحدث لنا؟، مؤكدا أنه قام بإلغاء رحلات عشرات العملاء خلال يوم واحد بسبب تصاعد التوتر بين كندا والسعودية.

رئيس وزراء كندا جوستن ترودو الذي قطعت السعودية العلاقات معه استقبل اللاجئين السوريين قبل عام في مطار تورونتو لدى قدومهم، في مستهل برنامج استضافة اللاجئين الكندي، حسب مانقلته صحيفة “سي بي سي” الكندية.

ففي فجر الجمعة 11 ديسمبر 2015 حطت طائرة تقل 163 لاجئاً سورياً، في تورونتو مدشنة بذلك أول عملية لنقل آلاف اللاجئين السوريين إلى كندا، وعملت الحكومة الكندية على نقل 10 آلاف لاجئ سوري إليها قبل نهاية العام.

وبدأ ترودو كلمته بـ”السلام عليكم” باللغة العربية، ثم تكلم باللغتين الرسميتين لكندا، الإنجليزية والفرنسية، قائلاً: “يسعدني أن أشارك بعض الكلمات معكم، في السنوات الثلاث السابقة حظيت بفرصة حضور بعض جلسات المؤتمر، ومن دواعي سروري أن هذا المؤتمر يمثل الهُوية الإسلامية لمسلمي كندا، هذا البلد القائم على التنوع الذي يعد ميزة من أجل بناء بلد قوي”.

وبيّن ترودو أهمية التكاتف من قبل كل الكنديين في بناء وطنهم دون أي تمييز بينهم، وحرص كندا على ذلك، ولهذا فقد رحّبت كندا باستقبال اللاجئين السوريين واعتبارهم مواطنين من لحظة وصولهم إلى أرض المطار، وختم كلمته متمنياً السلام للجميع.

وحيّا رئيس الوزراء في رسالته القائمين على هذا المؤتمر، وأكد أن التنوع الثقافي والديني من أحد أبرز سمات المجتمع الكندي.

ما فعله رئيس وزراء كندا مع لاجئين عرب هجرتهم طائرات الحرب في بلدانهم، كان محل إشادة من معظم المسلمين حول العالم، وما إن دار العام دورته الثانية حتى وضعت المملكة العربية السعودية العراقيل وصدت مسلمي بلاده عن بيت الله الحرام، وسيست شعائره، كما فعلت مع مسلمي قطر بعد حصارهم الجائر في الخامس من يونيو العام الماضي.

القرار السابق مع مسلمي كندا وإلغاء رحلاتهم كان قد تكرر مع مسلمي قطر بعد أن اعترفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية سابقًا بمنع المعتمرين القطريين من أداء العمرة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، أن الهيئة طلبت من فنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة رد المبالغ المالية للمواطنين القطريين الذين حجزوا في هذه الفنادق وغادروها، قبل انتهاء مدتهم، أو الذين لم يتمكنوا من الحضور.

وأضافت الوكالة -في تقرير لها- أن الفنادق استجابت لطلب الهيئة، وقامت برد الحجوزات لأصحابها.
على جانب آخر المعتمر أو الحاج الإيراني، الذي تزعم السعودية معاداتهم، تكون رحلته مباشرة (إيران إلى السعودية) والعودة (السعودية إلى إيران)، مع تسهيل إجراءاتهم داخل المملكة.

وساعدت القرارات السعودية المتتالية والمتهورة على زيادة القلق والانزعاج لدى الكنديين خاصة بعد طرد سفير أوتاوا وحث الطلاب والمرضى السعوديين على مغادرة الأراضي الكندية

 

السابق
حضور لافت في معرض “سفاري أفريقيا”
التالي
عصام أبو سليمان مديراً إقليمياً للبنك الدولي بمجلس التعاون