قدَّم فريق ليفربول الإنجليزي بداية هي الأروع منذ سنوات طويلة بعدما حصد الفوز في 6 مباريات متتالية في مشواره بالدوري الإنجليزي الذي يعتلي صدارته بالتساوي مع تشيلسي، والفوز على باريس سان جيرمان الفرنسي في افتتاح دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا.
ورغم الأجواء المميزة التي يعيشها ليفربول إلا أن الجماهير والمدرب الألماني يورغن كلوب في حالة قلق مستمرة بسبب المشاكل الواضحة في العلاقة بين المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني جناحي الفريق في خط الهجوم.
وظهر بوضوح أن صلاح وماني لا يتعاونان تماماً في خط الهجوم ويلعب كل منهما لمصلحته الخاصة بالتسديد على المرمى وإحراز الأهداف وهو ما يمثل أزمة حادة للفريق.
وقبل أن يسجل مبابي هدف التعادل في شباك ليفربول، رفض ماني التمرير لمحمد صلاح أمام المرمى، وفضل التسديد مباشرة من زاوية مستحيلة لتخرج الكرة بعيدًا عن المرمى.
وتسبب صلاح نفسه في هدف التعادل، حيث مرَّر الكرة بالخطأ ليستحوذ عليها باريس سان جيرمان ويسجل، قبل أن ينقذ فيرمينو الفريق بهدف الفوز.
صراع النجم الأوحد
يبدو أن الأزمة بين صلاح وماني سببها نغمة النجم الأوحد بعدما تفوق اللاعب المصري في الموسم الماضي بشكل ساحق في كافة المقارنات على ماني.
وفاز صلاح بلقب أفضل لاعب في أفريقيا بجائزتي شبكة “بي بي سي” والاتحاد الأفريقي “كاف” متفوقاً على ماني في العام الماضي بخلاف أن صلاح بأرقامه الخاصة أنهى الموسم هدافاً للدوري الإنجليزي وأفضل لاعب في إنجلترا باستفتاء رابطة النقاد ورابطة المحترفين الإنجليزية وترشح للقائمة المختصرة لأفضل لاعب في أوروبا وأفضل لاعب في العالم.
ويأتي كل هذا التألق لصلاح رغم الدور الكبير الذي يبذله ساديو ماني في صناعة الخطورة على مرمى المنافسين، إلا أن صلاح بات النجم الأول بالفريق وهو ما جعل ماني يلعب لنفسه بشكل أكبر ويلجأ صلاح بطبيعة الحال لنفس المبدأ.
زيادة الراتب
أكد قرار نادي ليفربول بزيادة راتب محمد صلاح وتمديد عقده ليصبح صاحب أعلى راتب سنوي في الفريق، أنَّ الإدارة أيضاً ترى أن صلاح هو النجم الأول.
ويبدو أن هذا الأمر أزعج ساديو ماني الذي يرى أن دوره لا يقل أهمية عن صلاح بخلاف معدلات التهديف وهو ما يسعى اللاعب السنغالي لتأكيده.
أزمة الفاعلية
تركت هذه الأزمة أثرها في فريق ليفربول على مستوى الفاعلية الهجومية، خاصة أن ليفربول كاد يدفع الثمن في مباراة توتنهام بإهدار الفرص من الثنائي حيث أصر كلاهما على اللعب الفردي.
وظهر كلوب غاضبًا بعد إحدى الهجمات التي رفض محمد صلاح خلالها التمرير لزميله.
وتكرر نفس الأمر في لقاء باريس سان جيرمان مع غياب الفاعلية في الشوط الثاني من كلا اللاعبين بحثاً عن هز الشباك وهو الأمر الذي أدى لصيام صلاح وماني عن التهديف.
مع تكرار عدم التعاون بين الثنائي خلال مباراة باريس سان جيرمان، ظهر أن كلوب لم يتدخل بعد لإنهاء الأمر الذي ظهر واضحًا منذ انطلاق الموسم، وبات حديث مشجعي النادي حول العالم.
دور كلوب
بات واضحاً أن المدرب الألماني يورغن كلوب المدير الفني الحالي لفريق ليفربول عليه أن يتدخل سريعاً لإنهاء الأزمة. حيث يهدد الصدام بين الثنائي مسيرة ليفربول التي تبدو مميزة هذا الموسم بخلاف أنه يخلق صراعات داخل الفريق بشكل واضح وهو ما أكده محمد زيدان مهاجم بروسيا دورتموند الألماني الأسبق لإرم نيوز.
وأضاف: “كلوب شخصية هادئة ويستطيع احتواء مثل هذه الأمور ولكن المسألة تحتاج لسرعة التفاعل من المدير الفني لحل أي صدام داخل الملعب”.