يحيل 170 ألف سيارة إلى التقاعد المبكر
انتصار اقتصادي وسياسي ينهي أحلام اليقظة ويخرج الحصار من الخدمة
هل استيقظ أصحاب الكهف والرقيم من سباتهم الآن؟
الدوحة- بزنس كلاس
تدرك قطر أن تبنّيها مشروعاً عملاقاً من قبيل “مترو الدوحة” الذي أطلق العنان لتنفيذه عام 2013 ، لا يعني مجرد ترف حضاري وبطر اقتصادي يفتح بوابة الإنفاق الكبيرة على مصراعيها، بقدر ما هو استحقاق وضرورة مجدية في حسابات الربح والخسارة قبل الولوج في حديث التطوير الدسم في بنية البنى التحتية للبلاد المقبلة على تحدي دولي كبير يستأهل استثماراً واشتغالاً من العيار الثقيل والمتمثل بمونديال 2022 الذي ستستضيفه العاصمة الدوحة.
أجندات تنفيذية
هنا قد يبدو المشهد العام مرتبطاً بحدث رياضي عالمي ارتبط اسم قطر بموسميته الـ22 ما بعد القادمة التي لا تخفي الحكومة هدير مكنات استعداداتها ذات الطراز المتقدم جداً على صعيد إنجاز أرفع وأضخم المشاريع العملاقة التي يتصدرها “الريل”، ولكن ثمة منعكسات مهمة في أجندات ما بعد مراحل التنفيذ لمشاريع المترو ونظام نقل السكك الحديد الخفيف التي إن بدأت بإخراج نحو 170 ألف سيارة من الطرق، فلن تنتهي عند الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 258 ألف طن سنويا، في وقت تطفو فيه “الأزمة الخليجية” حيث كسبت قطر الرهان على قدرات الحصار السعودي الإماراتي البحريني بإثبات أن مشاريع البنية التحتية الكبيرة قد تجاوزت آثار الحصار وأن مواعيد الإنجاز لم تتغير عندما أعلنت شركة سكك الحديد القطرية “الريل”، إنجاز 95% من الأعمال المدنية لمشروع مترو الدوحة، مؤكدة تواصل أعمال تركيب خطوط السكك الحديدية، وإجراء الاختبارات التجريبية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، كما تم إنجاز 62% من أعمال المشروع الكلية.
الدفعة الأولى تصل بأمان
وإذا كان وصول الدفعة الأولى من قطارات مشروع المترو من اليابان إلى ميناء حمد مؤخراً بعد رحلة في البحر دامت 21 يوما، وتضم الدفعة 4 قطارات من إجمالي 75 قطارا ستخدم المشروع هو أحدث ما حرر من تطورات انشغلت بها “الأوساط الإعلامية “، فإن القائمين على شركة الريل أفادوا في جل المناسبات بأن الاهتمام في عام 2017 ينصب على تنفيذ وتحقيق أهداف برنامج فعالية الأعمال لضمان الجاهزية التشغيلية، وتعزيز التواصل مع الإدارة العامة للدفاع المدني والتعاون الوثيق مع كافة الهيئات والجهات المعنية الأخرى، وتنفيذ استراتيجيات الإيرادات، خاصة في ما يتعلق بمحلات التجزئة، والإعلانات، وحقوق تسمية المحطات والتطوير العقاري فوق المحطات. علماً أن كل التطمينات والمؤشرات تؤكد على تسليم المشروع في وقته المحدد “لتقديم نظام نقل فعال يرقى عبر مترو الدوحة، على امتداد أكثر من 200 كيلومتر.
كسر المراهنات
ومع تعدد المراهنات والشكوك الإعلامية القادمة من دول الحصار ورسائل العرقلة والمفرملة لورش الإنجاز تصر الحكومة على كسب النجاح ، لا بل وضمانته في “جيب” المشاريع المحسومة والتي تمضي إلى النهاية بلا توقف حيث تفيد شركة السكك الحديدية القطرية أنها أنجزت 62% من إجمالي المشروعات الكلية لمترو الدوحة، بواقع 280 مليون ساعة عمل، وجهد 52 ألف شخص، كما أنهت تجهيز السكك التي ستجرى عليها الاختبارات التجريبية والبالغ طولها أربعة كيلومترات، إضافة إلى مركز الصيانة الرئيسي الذي أصبح جاهزا هو الآخر. في زمن تأتي الردود الواضحة المتعلقة بأمان بيئة العمل على لسان رئيس تنفيذ البرامج في شركة سكك الحديد القطرية دانيال ليكل الذي شدد على أن معدل تكرار الحوادث هو الأدنى على مستوى هذا النوع من المشاريع الضخمة، وذلك بفضل اعتماد نظام صارم للصحة والسلامة وتكريس جهود جميع القائمين على المشروع لتدريب وتثقيف والإشراف على القوى العاملة. فمنذ البداية، تتصدر السلامة قائمة الأولويات”، وأن العمل جار لتجهيز مستودع الصيانة الرئيسي في راس بوفنطاس، وذلك تمهيدًا لوصول القطارات كلها قبل نهاية 2017.
تقييمات ومراجعات
أمام جل هذه المعطيات يأتي التقييم والمراجعة المتسارعة لسير الأعمال في المشاريع وأهم التحديات والمعوقات وسبل تجاوزها والفرص المتاحة، وذلك لتسريع وتيرة تقدم العمل وضمان الالتزام بتسليم المشاريع ضمن الجداول الزمنية المحددة لتنفيذ المرحلة الأولى لمشروع المترو، المقرر إنجازها في عام 2020، وتشمل 37 محطة وثلاثة خطوط تمتد على طول 75 كيلومتراً (أخضر، ذهبي، أحمر) ويقسم الأحمر إلى خطوط الشمال والجنوب. على أن تشهد المرحلة الثانية إضافة الخط الأزرق و60 محطة جديدة. مع التنويه أن الخط الأحمر يمتد إلى مسافة 40 كم ويربط مدينة الوكرة في الجنوب بمدينة لوسيل في الشمال، عن طريق محطة رقم واحد بمطار حمد الدولي ومركز مدينة الدوحة. ويضم 18 محطة، بما في ذلك الخليج الغربي، وكتارا، وجامعة قطر، في حين ستربط محطة لقطيفية بنظام نقل السكك الحديد الخفيف في لوسيل. كل ذلك لأجل التقليل من وقت السفر للركاب، حيث تستغرق الرحلة في الوقت الحاضر من مطار حمد الدولي إلى لوسيل 90 دقيقة، بالمقارنة مع رحلة بالمترو تستغرق 36 دقيقة، بحسب شركة “الريل”.
إذاً لا مكان ولا وقت للالتفات إلى الوراء ولا حتى الرد على المتصيدين، إذ يترك أهل “الريل” الكلمة الفصل لميدان العمل وجبهات الإنجاز للمشروع الحلم الذي من المتوقع بلوغ عدد ركابه للمرحلة الأولى من المترو 447 ألف راكب يومياً في عام 2020، وهو أول عام كامل من الخدمة، ليصل إلى 752 ألف راكب يومياً بحلول عام 2026، ويرجح أن يخدم نظام نقل السكك الحديد الخفيف بلوسيل 42 ألف راكب يوميا في عام 2020، ليصل إلى 60 ألف راكب يوميا بحلول عام 2021، مع ارتفاع أعداد المسافرين بنسبة 10% سنويا لتصل إلى 90 ألفا في عام 2026.
فرادة وإمكانيات
وتأتي الضمانة الموثوقة “اليابانية التي أعطت قطارات مترو الدوحة تميزاً وفرادة من قبل شركة «كينكي شاريو»، بكونها تعمل دون سائق ما يوفر للمسافرين إمكانية التجول في جميع العربات بما فيها مقدمة القطار. ويتكون كل واحد من قطارات مترو الدوحة من 3 عربات تتكون بدورها من الدرجة الذهبية والعائلات، والدرجة الثانية، والثالثة. وروعي في تصميم القطارات إرث وثقافة المجتمع القطري سواء من الداخل أو الخارج، فضلا عن أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا قطارات المترو الحديثة.
ويعد مترو الدوحة – حسب شهادات محللي الاستثمار الدولي – أحد أسرع القطارات بدون سائق في العالم و المنطقة، إذ تصل سرعته إلى 100 كلم/الساعة. ومؤخراً قررت قطر، نقل مركز تصنيع نظم إدارة التحكم الآلي للمرافق المتعلق بمترو الدوحة، من مقره السابق في دبي إلى الدوحة. وقد تم اختيار 3 من محطات المترو البالغ عددها 37 محطة، وهي محطات الدوحة الجديدة، والقصار، والمنطقة الاقتصادية لتكون محطات تجريبية، ويتوقع أن تكون جاهزة للمعاينة النهائية من قبل الدفاع المدني بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
حالات خدمية استثنائية
ويتطلع مترو الدوحة الذي يأتي في طليعة المشاريع وتصل تكلفة المرحلة الأولى منه 30 مليار ريال قطري “نحو 8.2 مليارات دولار”. إلى توفير شبكة نقل مريحة وسهل الوصول إليها داخل العاصمة وضواحيها وجميع المواقع الرئيسية فيها. وفيما يتم بناء معظم خطوط مترو الدوحة تحت الأرض، يشكل حفر الأنفاق مرحلة رئيسية في أعمال البناء، وذلك من خلال الاستعانة بآلات حفر الأنفاق العملاقة التي لا تحمل تأثيراً يذكر على الحياة اليومية وحركة الأفراد في المدينة.
وسيتم بناء شبكة المترو على مرحلتين، تتضمن الأولى بناء ثلاثة خطوط من أصل أربعة وهي (الأحمر والذهبي والأخضر) و37 محطة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذه الخطوط الثلاثة في عام 2020. اما المرحلة الثانية فسيتم الانتهاء منها بحلول عام 2026، وستشمل توسيع خطوط المرحلة الأولى، وبناء خط إضافي – الخط الأزرق، كما سيتم بناء 72 محطة أخرىومع ما تؤديه محطات المترو من دور عملي وثقافي في أي نظام للسكك الحديدية، فسوف تعكس محطات مترو الدوحة الإرث الثقافي للدولة من خلال تصميم “الفضاء المقوس” المستوحى من خيام البدو التقليدية، كما ستكون المحطة الأكبر في مشيرب في قلب شبكة المترو وستشكل نقطة الالتقاء بين الخطوط الثلاثة الأحمر والأخضر والذهبي.