مترو الدوحة يدهس الحصار ويشارك في إقلاع اقتصادي سريع

حادثة قتل عمد والضحية مدانة

“الريل” تقصّر المسافات وتسهل حركة المرور

خط ساخن من بكين إلى الدوحة والعربات تعرف طريق السكة

مراحل متعاقبة تتوجها إنجازات على قدّ الطموح

تكنولوجيا ذكية في خدمة مستعملي المترو ومساهمة خلاقة في دعم الاقتصاد

القطاع الخاص طرف أساسي في عملية التنمية

 

لعبت شركة سكك الحديد القطرية “الريل” منذ انطلاقتها عام 2011 دوراً مفصلياً في تغيير مفهوم النقل للأفراد والمواد في دولة قطر لا سيما من خلال مشروع مترو الدوحة الذي ستشهد قطر تشغيل المرحلة الأخيرة من عملياته في العام القادم 2019. ومع هذا المشروع العملاق قامت “الرّيل” بعمل تقييم الأثر البيئي كدعم للبرنامج بشكل عام عن طريق إنشاء نظام سكك حديد جديد مناسب وجذاب وآمن حيث يمكن للناس اختيار كيفية سفرهم وتنقلهم ما سيقلل وبشكل حاسم الزحام المروري.

نقطة بدء

بدأت المرحلة الأولى من المشروع والتي تعرف بمرحلة الأعمال التمهيدية كما تعرف أيضاً بمرحلة ما قبل الإنشاء في سبتمبر/ أيلول 2012. ومن المتوقع أن يكون الافتتاح النهائي للسكك الحديدية في 2020 للمرحلة الأولى من مترو الدوحة حيث تبلغ قيمة بنائه التقديرية نحو 36 مليار دولار من ضمن ما يقدر بـ 79 مليار دولار القيمة التقديرية الكلية للمشروع.

ومنذ أن بدأ برنامج “الرّيل” في عام 2011 أنجزت شركة سكك الحديد القطرية ” الرّيل” الكثير من الأعمال من خلال تخطيط شبكة المترو بطول حوالي 216 كم ومن المقترح أن تضم حوالي 100 محطة عبر الخطوط الأربعة وسيتم تنفيذ مشروع المترو الكامل على عدة حزم من الأعمال وهي الأعمال التمهيدية والأعمال المدنية وأعمال المسار والأنظمة وعربات القطارات و التشغيل والصيانة ويتم التعامل مع هذه الحزم كعقود منفصلة وتتولى الشركة التنسيق بينها لضمان التنفيذ المتكامل لشبكة المترو.

مراحل ومسافات طويلة

وينقسم مشروع المترو الى عدة مراحل تتضمن المرحلة الأولى وهي عبارة عن مخطط الشبكة الأولى  فيما تتضمن المرحلة الثانية توسيع الشبكة، وأخيراً المرحلة الثالثة التي تشمل حماية ممرات المستقبل. أما بالنسبة للمسافات الطويلة، فتتضمن المرحلة الأولى بوابة الشبكة، وتشمل المرحلة الثانية شبكة نقل الركاب عالية السرعة، فيما تتضمن المرحلة الثالثة شبكة الركاب والشبكة الوطنية المدمجة. وبالنسبة لقطار النقل الخفيف فتتضمن المرحلة الأولى قطار النقل الخفيف في لوسيل.

وسيتم بناء شبكة المترو على مرحلتين، تتضمن الأولى بناء ثلاثة خطوط من أصل أربعة وهي (الأحمر والذهبي والأخضر) و37 محطة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذه الخطوط الثلاثة في عام 2020. وتشمل المراحل المستقبلية التمهيد لإنشاء خط إضافي (الأزرق) وتوسيع الخطوط القائمة مع أكثر من 60 محطة إضافية حيث سيتم الانتهاء من المرحلة التوسعية الأولى بحلول عام 2026.

ومع ما تؤديه محطات المترو من دور عملي وثقافي في أي نظام للسكك الحديدية، فسوف تعكس محطات مترو الدوحة الإرث الثقافي للدولة من خلال تصميم “الفضاء المقوس” المستوحى من خيام البدو التقليدية، كما ستكون المحطة الاكبر في مشيرب في قلب شبكة المترو وستشكل نقطة الالتقاء بين الخطوط الثلاثة الاحمر والاخضر والذهبي.

مزايا بالجملة

وفي إطار الجدوى الاقتصادية، من المنتظر أن يوفر الخط الأحمر ميزات تفاضلية أكبر للمنطقة الاقتصادية راس أبو فنطاس، على اعتبار القرب وسهولة الانتقال من وإلى المنطقة الاقتصادية الموجودة في راس أبو فنطاس، والتي شهدت بدورها تقدما في أعمالها التنفيذية، كما ينتظر أن تشهد هذه المنطقة عقب الانتهاء من هذه الأعمال تدفقا كبيرا للاستثمارات الخاصة في مختلف الأنشطة الصناعية والخدمات ذات العلاقة.

قالت شركة قطر ريل، إن أنماط الأسقف المستوحاة من أشكال بتلات الزهور تُزين قاعات محطة المنطقة الاقتصادية وممرات المشاة لمحطة رأس بو فنطاس، في إشارة إلى قطع خطوات كبيرة في طريق إنجاز المحطة. وكانت شركة الريل في وقت سابق من العام الماضي كشفت عن تفعيل لوحات توزيع الطاقة في محطة المنطقة الاقتصادية، وكذلك المحولات، ولوحات التحكم في محطة الوكرة، بشكل كامل من أجل اختبارات القطارات.

وكانت شركة سكك الحديد القطرية (الريل) قد أعلنت عن استقبال المجموعة الأولى من قطارات مترو الدوحة في ميناء حمد خلال شهر أغسطس الماضي. ويرى الخبراء أن مترو الدوحة سيحقق نقلة نوعية في منظومة النقل العام المقدمة للأفراد داخل الدوحة، حيث سيصبح من السهل الوصول إلى معظم المواقع الحيوية داخل العاصمة، بعد إطلاق خطوط المترو دون متاعب حركة المرور.

من وإلى..

يمتد الخط، الأحمر الذي يحتوى على 18 محطة من الوكرة إلى مدينة لوسيل، وستستغرق الرحلة بينهما نحو 37 دقيقة، مقارنة بـ 60 دقيقة تقطعها السيارة. وتتوزع محطات الخط فوق وتحت سطح الأرض، إذ تقع 14 محطة تمثل مسافة 28 كيلو مترا تحت سطح الأرض، فيما تقع 4 محطات هي “رأس بو فنطاس”، و”الوكرة”، و”جامعة قطر”، ولوسيل”، على مساحة 14 كيلو مترا فوق سطح الأرض.

وبفضل موقعها المحاذي لمطار حمد الدولي والميناء الجديد، تشكّل منطقة رأس بوفنطاس خياراً مثالياً للشركات الراغبة بالاستفادة من بنى تحتية مصممة وفق أرقى المعايير العالمية ومنافذ عصرية على أعلى مستوى تربط دولة قطر بالعالم. ومع وجود نخبة من الشركات العالمية المرموقة على مقربة منك، ستكون شركتك متواجدة في بيئة أعمال مزدهرة تفتح لك أبواب التوسع والنمو في دول الخليج والمنطقة.

المترو يدهس الحصار

وبالتزامن مع وصول مقطورات مترو الدوحة القادمة من اليابان عبر ميناء حمد البحري، تتابع بشكل نشيط عمليات الإنشاءات والبنية التحتية للمحطات وربطها مع بعضها البعض حيث يجري العمل المتزامن على قدم وساق وبشكل أكثر كثافة منذ اندلاع الأزمة الخليجية ومحاولة فرض الحصار الجائر ضد الدوحة في 5 يونيو / حزيران من العام الماضي 2017.

وقد تأثر مشروع الريل كما بقية القطاعات الاقتصادية القطرية بالأزمة، إلا أنه سرعان ما تجاوز مطب الحصار وتابع مشاريعه عبر مشاركة شركات وطنية وأخرى من خارج فلك دول الحصار، حيث أكد عبدالله عبدالعزيز تركي السبيعي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة سكك الحديد القطرية “الريل” إن مشاريع “الريل” أتاحت فرصا بمليارات الريالات أمام السوق المحلية والعاملين فيها، حيث ذهب نحو 70% من قيمة عقود الريل للسوق المحلية.  وأفاد عبدالله عبدالعزيز تركي السبيعي في تصريح صحفي على هامش مؤتمر ومعرض المشتريات والتعاقدات الحكومية “مشتريات 2018”  أن “الريل” وقعت 1800 عقد مع المصنعين والموردين المحليين شملت عقودا مع مصانع لتصنيع الكابلات وحوامل الكابلات ولوحات التوزيع الكهربائية وتصنيع الحديد والألمنيوم والزجاج وغيرها من المنتجات التي تحتاجها الريل في مشاريعها.

وأكد على أن الريل استهلكت تقريبا كامل طاقات السوق المحلية فيما تحتاجه من سلع وخدمات وهو ما كان له تأثير جيد وممتاز على الطلب في السوق المحلية ودعم الموردين المحليين. وأوضح السبيعي أنه بحكم طبيعة مشاريع الشركة فإنها تتعاقد مع موردين أساسيين، مضيفا أن الكم الأكبر من الموردين والمقاولين المحليين يأتون عن طريق المقاولة والعقود من الباطن، في حين تشترط الشركة وتشجع المقاولين الأساسيين على أنه إذا كان هناك مصنع محلي مزود للمنتج يتم التعامل من خلاله.

مصانع مرتبطة 

وفي صفعة للحصار ورعاته، كشف جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات في ديسمبر/ كانون الأول 2017 عن انتهاء عمليات نقل مجمل الأعمال المتعلقة بمشروعات الريل من جبل على في الإمارات إلى الدوحة، عقب نقل 3 مصانع رئيسية تتعلق بصناعة المواصلات والريل وأجزاء بالقطارات.

وقال السليطي على هامش افتتاح مقر المركز التثقيفي لمواصلات ومحطة الخليج الغربي للخط الذهبي، إنه تم افتتاح مصنع لأنظمة الفايبر المختصة بالمحطات، وثالث يختص بالصناعات المساعدة لهذه الأجهزة. وان هذه المصانع الثلاثة بدأت أعمالها فعليا وكلها باتت موجودة على أرض دولة قطر.

وبلغت نشبة إنجاز مشرع مترو الدوحة حتى الآن ما يقارب الـ 70 % من أعمال المشروع وذلك بالتزامن مع وصول نحو 16 قطارا (3 عربات في القطار الواحد) من قطارات مترو الدوحة، حيث بدأت الشركة في تنفيذ الاختبارات التشغيلية الفعلية لها والتي قد تمتد لفترة تتراوح من عام إلى عام ونصف للتأكد من توافر عناصر الأمان ومأمونية الاستخدام الفعلي لهذه المنظومة، خاصة أنها أول قطارات في العالم تعمل من دون سائق.

وعن إمكانية افتتاح مشروع مترو الدوحة قبل الموعد المقرر له في ضوء تسريع “الريل” لوتيرة أعمالها بالمشروع، أكدت مصادر قطرية رسمية بأن  “موعد الافتتاح محدد في 2020 لكن الدوحة تحاول أن تنجز المشروع قبل ذلك التوقيت الوقت لكن هناك مرحلة تقييم أعمال للوصول إلى درجة أمان عالية وفق المعايير والاشتراطات الدولية المتعلقة بدرجات السلامة للقطارات والمحطات.

التكنولوجيا في خدمة المستخدم

من جانب آخر، تركز “الريل” على التمهيد لاستخدام أعلى التقنيات وأفضلها على المستوى العالمي عند وضع خطوط مترو الدوحة بالخدمة. فقد وقع بنك قطر الوطني QNB، اتفاقية خدمات بنكية لنقاط البيع مع “الريل” والتي سيصبح بموجبها الشريك الاستراتيجي والبنك الرسمي لجميع أنظمة الدفع بالبطاقات البنكية الذكية والتحصيل الفوري.

وتؤكد هذه الاتفاقية التزام المجموعة بدعم اقتصاد الدولة من خلال تعزيز دور القطاع الخاص والشراكة مع الشركات الوطنية للمساهمة بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني بوصفها عنصراً أساسياً في رؤية قطر الوطنية 2030. كما أنها ستتيح لشركة الرّيل تلقي الدفعات التي تتم بواسطة بطاقات الائتمان التي تم إصدارها في دولة قطر وفي الخارج، حيث ستمكن هذه الاتفاقية ركاب المترو من الدفع في المحطات من خلال أجهزة الخدمة الذاتية لبطاقات الدفع الذكية أو الموقع الإلكتروني المخصص للدفع أو تطبيق الهاتف الجوال بكل سهولة ويسر. كما سيسهل ذلك شراء بطاقات الدفع الذكية وشحنها وشراء البطاقات ذات الاستخدام المؤقت. وبصفته شريكاً استراتيجياً والبنك المحصل لجميع أنظمة الدفع بالبطاقات الذكية والرسوم ستساهم هذه الشراكة في تسهيل عمليات الدفع في هذا المشروع الهام والذي سيدفع تقدم قطاع المواصلات في دولة قطر.

تقنيات ذكية

وعلى ضفة أخرى، أعلنت شركة Ooredoo الرائدة بمجال الاتصالات في قطر  بأنها ستعمل بالاشتراك مع إدارة قطار النقل الخفيف بمدينة لوسيل في تحويل التجربة الرقمية لمستخدمي القطار وذلك من خلال تطبيق تقنيات النقل الذكية المتطورة. وبمقتضى الاتفاقية التي تم الإعلان عنها في معرض سيتي سكيب في قطر ستعمل Ooredoo مع شركة الريل عن قرب في تخطيط وتصميم وتركيب شبكة Ooredoo سوبرنت في قطارات ومحطات شبكة السكك الحديدية. ويبلغ طول نظام النقل بالقطار الخفيف بمدينة لوسيل ذي الخطوط الأربع 33 كلم ويمتد عبر المدينة.

وسيتاح لمستخدمي وركاب القطار إمكانية الاستفادة من خدمات Ooredoo للصوت والبيانات خلال سير القطار الخفيف على المنحدرات وفي الأنفاق وخلال حركتها في المحطات. ومن المتوقع أن يبدأ قطار النقل الخفيف في لوسيل العمل خلال 2018، وسيقوم  القطار بنقل عشرات الآلاف من الركاب إلى استادات كرة القدم لمتابعة مباريات بطولة العالم 2022.  ويستند إعلان Ooredoo على الشراكة القائمة بين Ooredoo وشركة سكك الحديد القطرية والتي ستقوم Ooredoo بمقتضاها بنشر الجيل  القادم من حلها In-Building على طول الخط الأحمر من مترو الدوحة ليتمكن الركاب من استخدام خدمات الصوت والبيانات خلال تنقلاتهم.

وقال يوسف عبدالله الكبيسي، رئيس العمليات في Ooredoo قطــر أنه مع استخدام شبكة Ooredoo سوبرنت سيتمكن مستخدمو قطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل من الوصول إلى شبكة الإنترنت أثناء تنقلاتهم دون انقطاع. ومن خلال البنية التحتية المتطورة في Ooredoo سيتمكن القائمون على  الريل من الاطلاع على أداء قطار الريل للنقل الخفيف بشكل مباشر وآمن، وستسهم أيضاً في دعم الابتكارات في مجال النقل الذكي سواءً في المحطات أو عبر التطبيقات الجوالة.

 

السابق
الأردن يرحب رسمياً بطلبة قطر الجامعيين
التالي
أغرب الابتكارات التكنولوجية في 2018.. سماعات للفم للحفاظ على سرية المكالمات وسرير لمنع الشخير