مترو الدوحة يخرج من نفق التخمينات إلى ضوء الواقع والرحلات التجريبية تنهي حالة السكون

العصب الحساس في منظومة النقل العام ومحرك البحث لاتجاهات البوصلة الاقتصادية

وصول أربع قطارات في نهاية الـ ٢٠١٧ والتسليم يمشي طبقاً للجدول الزمني

٧٠ مليار ريال في خدمة الترابط المجتمعي الحديث

تخديم آلي لـ ١٥ ألف راكب في الساعة دون الحاجة لسائقين

432 مليون ساعة عمل وضعت “الريل” على سكة الأمان التنفيذي 


الدوحة- بزنس كلاس

يميط مشروع مترو الدوحة اللثام عن إصرار كبير على مواجهة جميع التحديات وتسهيل أعمال سير مشاريع الريل لتحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع. إذ تظهر الخطوات التي اتخذت سواء بإيجاد القدرة الاستيعابية في ميناء حمد لاستيراد جميع المواد اللازمة للمشروع أو نقل مركز التحكم الآلي بالمرافق من دبي إلى مدينة الدوحة، التزاماً واضحاً بالإطار الزمني المحدّد لتسليم المشروع وبدء عملياته التشغيلية في العام 2020.

وإذا كان أحد أهم نتائج “الريل” الذي يكلف تنفيذه نحو 70 مليار ريال إرساء القواعد الأساسية لمجتمع متصل ومترابط في مشروع يمثل عصب نظام النقل العام المتكامل الداعم لرؤية قطر الوطنية 2030. فإن الآمال الحكومية معقودة على تحقيق المزيد من الإنجازات الهامة في العام 2018 كونها المساهم الرئيسي في تنفيذ أهم مشروع للبنية التحتية في قطاع النقل. علماً أنه يجري العمل حالياً ضمن الإطار الزمني المخطط له في تنفيذ المشروع والذي سيلعب دوراً محورياً في مجال نقل الأفراد عندما تنطلق عملياته التشغيلية في 2020.

رافعة ودعامة اقتصادية

ولأن الحكومة تعول كثيراً على محطة المنطقة الاقتصادية التي تتسع وحدها لاستيعاب 15 ألف راكب في الساعة، فإن ما يميز القطارات بأنها بلا سائق وتعد واحدة من أسرع القطارات في المنطقة حيث تصل سرعتها إلى 100 كم/‏ساعة، كما ستوفر خدمة تنقل آمنة وموثوقة وسريعة للركاب. هذا، وتتضمّن تلك القطارات بعض الميزات الحديثة التي تشمل وسائل الإعلام الرقمية واللافتات الإرشادية، والتخطيط المتكامل للرحلات، وحجز التذاكر عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية، وتكييف الهواء الذكي، وتغطية واي فاي كاملة عبر الشبكة. ولأجل ذلك استجابت شركة الرّيل لمواجهة آثار الحصار بشكل سريع واستباقي، عبر تحديد الآثار المترتبة وتحرّكت الإدارة بشكل سريع للتغلب على تلك التحديات من خلال تشكيل لجنة عمل تعمل جنباً إلى جنب مع مورديها والجهات المعنية الأخرى للتغلب على التأثيرات المحتملة وتحديد المخاطر وتفاديها قبل حدوثها. وقد قامت شركة الرّيل بدعم مورّديها من خلال الاتفاق مع الجهات المعنية على تسهيل أعمال المناولة والتخليص الجمركي للشحنات. بالإضافة إلى نقل عدد من أنشطة التصنيع والتجميع إلى دولة قطر، ما يتضمّن تصنيع ألواح الألياف الزجاجية للأسقف، وتجميع لوحات التحكم الآلي بالمرافق، وتصنيع الحديد ما أدى إلى تقليل الفترة الزمنية والحد من مخاطر الشحن، بالإضافة إلى ذلك تطوير الصناعة المحلية.

طبقاً للمواصفات

وفي سياق التطورات والخطط فقد وضعت شركة الرّيل أهدافا طموحة لعام 2018 تتمحور حول تسليم المشروع طبقاً للجدول الزمني والموازنة الموضوعة حيث سيتم الانتهاء من جميع الأعمال الكهروميكانيكية والتشطيبات المعمارية خلال العام الجاري، لتصل نسبة إنجاز مشروع مترو الدوحة إلى أكثر من 90% ويتضمن ذلك الانتهاء من محطات الخط الأحمر حتى محطة القصار، ما يمثل إيذاناً ببدء الاختبارات التشغيلية. كما تتطلع الشركة لوصول أول مجموعة من قطارات ترام لوسيل في العام الجاري. في وقت أكدت شركة الرّيل التزامها الراسخ بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 بالإضافة إلى المبادرات والجهود الحكومية لتشجيع القطاع الخاص المحلي. فقد تم منح 84% من العقود من الباطن حتى الآن إلى شركات قطرية، كما يتم تمثيل الشركات المحلية في جميع التحالفات الدولية الرفيعة المستوى بشركة الرّيل. وتتضمن الخدمات والمواد التي وفرتها الشركات المحلية أعمال الحفر والنقل لـ 11 مليون متر مكعب من ناتج الحفر، و 3,6مليون متر مكعب من الخرسانة، و600 ألف متر مربع من أعمال التمديدات، و8000 قطعة من مفاتيح التحكم بالتيار الكهربائي.

في التشطيبات النهائية

من جهتها ذكرت شركة سكك الحديد القطرية أن إجمالي تقدم الأعمال الإنشائية حتى الآن بلغ حوالي 73٪ لمشروع مترو الدوحة و69٪ لمشروع ترام لوسيل، وتم إنجاز الأعمال المدنية بالكامل في عام 2017 وقد بدأ العمل يتركز نحو التشطيبات المعمارية والكهروميكانيكية، هذا وقد بلغ تقدم التشطيبات الكهروميكانيكية نسبة 56% وتم المباشرة بالاختبارات التجريبية في الخط الأحمر وصولاً إلى محطة القصار. وتم الانتهاء من تركيب الواجهات الزجاجية في المحطات العلوية للخط الأحمر، كما تواصل أعمال التشطيبات الداخلية إحراز تقدم متواصل. وقالت إن الإنجازات والنجاحات التي حققتها شركة الرّيل استمرت بالرغم من ظروف الحصار، حيث شهد العام المنصرم إتمام تركيب مسارات السكك الحديدية في المستودع الرئيسي وإتمام هذه الأعمال في القسم الأول (الخط الأحمر وصولاً لمحطة القصار) وجميع الأقسام العلوية في الخط الأخضر. وتم تركيب ما يقارب 106 كم من المسارات في العام 2017. كما تم إمداد المسار في مستودع صيانة القطارات والأقسام الأولى من الخط الرئيسي بالطاقة الكهربائية، وتشهد الأقسام الأولى من الخط الأحمر حالياً اختبارات تجريبية واختبارات بدء التشغيل. هذا وقد تم القيام بما مجموعه 25,000 كم من اختبارات التحمل للقطارات واختبارات الكوابل ذات الفولتية المنخفضة للقسم الأول من المسار الرئيسي ومستودع الصيانة الرئيسي. وقد خضعت أبواب أرصفة القطارات أحد أهم سمات السلامة في محطات مترو الدوحة لاختبارات تحمل تجاوزت المليون دورة.

تشغيل تجريبي وجوائز

في هذه الغضون لا يمكن إغفال حقيقة وصول أول أربعة قطارات في 19 أغسطس 2017 قبل الموعد المحدد لتسليمها. ليعقبها وصول 16 قطار عقب ذلك. هذا وقد بدأت الاختبارات التجريبية وفقاً لموعدها المحدد ويمكن للعامة رؤية القطارات أثناء الاختبارات التجريبية في الجسور العلوية من مشروع مترو الدوحة.

وللعلم فقد تعدى عدد الكوادر العاملة في مشاريع شركة الرّيل 73 ألف عامل، بزيادة 23 ألف عامل عن العام الذي يسبقه. كما تجاوز عدد ساعات العمل التي تمت في المشروع 432 مليون ساعة عمل. وفي ظل وجود تلك القوة العاملة الهائلة، حرصت شركة الرّيل أن تتصدر السلامة قائمة أولوياتها بالإضافة إلى التزام الإدارة العليا الراسخ بتحقيق أعلى معايير السلامة ما أدى إلى خلق ثقافة حقيقية للسلامة في الشركة..

هذا وقد حازت المشاريع أيضاً بالعديد من الجوائز المرموقة في مجال السلامة. فقد حاز مشروع ترام لوسيل بالجائزة الذهبية من الجمعية الملكية لمنع الحوادث للعام الثاني على التوالي، كما حاز خطا مترو الدوحة الذهبي والأخضر على الجائزة الفضية والمحطات الرئيسية على جائزة «جارديان إنجيل» للسلامة من الجمعية نفسها. وتبذل الشركة جهوداً مستمرة وتحث جميع شركائها على الالتزام بتكثيف جهودهم نحو تعزيز أداء القوى العاملة وتدريبها وتثقيفها حول إجراءات السلامة تحت إشرافها المباشر.

 

السابق
التنمية في قطر ورشة عمل متواصلة والميزانية الجديدة رأس حربة
التالي
طقس الليلة: تحذير من الرطوبة المرتفعة والضباب