خط مواز لطريق الحرير وشراكات ثقافية متفردة
شبكة ربط بين الفنون المحلية والعالمية ومرجع موثق للتاريخ الثقافي
الدوحة- بزنس كلاس
حققت هيئة متاحف قطر العديد من الإنجازات والمشاريع الفنية والثقافية المهمة خلال العام الجاري على صعيد الأنشطة وتنظيم المعارض والمهرجانات والعروض والبرامج التعليمية والتبادلات الثقافية بما يعزز مكانة دولة قطر كوجهة ثقافية في العالم.
وفي مقدمة الإنجازات التي حققتها متاحف قطر، إدراج مشروع موقع” الزبارة” الأثري ضمن حملة منظمة” اليونسكو” لمشاريع التراث العالمي 2016 “معاً لأجل التراث” .
وعلى صعيد التبادل الثقافي أطلقت متاحف قطر فعاليات برنامج التبادل الثقافي السنوي: “قطر الصين 2016″ في 27 يناير من العام الجاري بمتحف الفن الإسلامي، حيث يحتفي هذا العام بالعلاقات الثقافية بين دولة قطر والصين وهو ما أسهم بشكل لافت في ربط الثقافات بين البلدين وتعزيز التفاهم المشترك بينهما.
وشمل البرنامج تنظيم المعارض والمهرجانات والعروض والبرامج التعليمية والتبادلات الثقافية التي تهدف لإبراز الجوانب الفريدة التي تتميّز بها كل دولة والاهتمامات المشتركة للشعبين، وفي هذا الصدد، تم تنظيم معرض ” ماذا عن الفن ” خلال الفترة من 14 مارس إلى 16 يوليو من العام الجاري في جاليري الرواق بجوار متحف الفن الإسلامي. وضم المعرض أعمالا لـ “15” فنانا صينيا معاصرا، وأشرف على تقييمها الفنان الصينيّ المرموق دوليًا تساي جوه تشانغ المقيم بنيويورك.
براعة الحرير
وشكل معرض “حرائر من طريق الحرير فن الحرير الصيني “الذي أقيم في جاليري متاحف قطر بكتارا، نقطة مضيئة، بإبرازه براعة الصينيين في استخدام الحرير في الفنون والأزياء على مر آلاف السنين، كما يقدم لمحات عن طريق الحرير الذي كان يمثل يوما جسرا للتبادل الثقافي والاقتصادي بين الشرق والغرب، فيما يقدم معرض:” كنوز من الصين”، ( 116 ) قطعة فنية يرجع تاريخها للفترة الممتدة بين العصر الحجري الحديث وحتى حكم سلالة تشينغ، وهي مدة تقدر بنحو ما يزيد عن “5” آلاف عام من تاريخ الصين .
وقدمت متاحف قطر معرض ” محمد علي .. تحية إلى أسطورة ” تكريما لروح البطل العالمي في الملاكمة محمد علي حيث ضم المعرض مختارات فريدة لمتعلقات من مسيرته في عالم الملاكمة، ترجع تحديدا للفترة من عام 1960إلى “1987”، وهي الأعوام الثمانية عشر الأولى من رحلة امتدت إلى “21” عاما من النزال في حلبات الملاكمة حول العالم . وعلى صعيد المعارض الفنية نظم المتحف العربي للفن الحديث العديد من المعارض القيمة، التي تلقي الضوء على تجارب عربية وعالمية فقد استضاف معرض “أحمر/ أحمر” للفنانة آسلي تشاوُشولو، ومعرض ” أنا الصرخة أية حنجرة تعزفني ؟ ،ضياء العزاوي : معرض استعادي (من 1963 وحتى الغد)”، يضم “546” عملا فنيا أبدعها الفنان على مدار “50” عاما ، فيما احتضن مقر” مطافئ.. مبنى الفنانين” المعرض الفني الدولي المتنقل “شؤون منزلية” بشراكة مع جامعة فيرجينيا كومونولث في قطر، والفنانين المقيمين ، وكذلك معرض ” الإقامة الفنية ” حيث تم عرض أعمال ومشاريع جديدة تم إبداعها من قبل الفنانين خلال فترة إقامتهم، في “مطافئ: مقر الفنانين”.
معارض ومتاحف
وعلى صعيد إنجازات متاحف قطر العالمية فقد قدمت مجموعة من المعارض المتميزة منها معرض “عجائب الخلق: أساطير الحيوانات في الفن الإسلامي” بمتحف الآغا خان بمدينة تورنتو الكندية ، ومعرض “نظرة على العالم حولك: أعمال فنية معاصرة من متاحف قطر” في مدريد بجاليري ” سالا دي آرتي” بمؤسسة سانتاندر، وضم المعرض عددًا من الأعمال الفنية المختارة الخاصة بمتاحف قطر احتفاء بالفن الحديث والمعاصر في محاولة لتسليط الضوء على منظور العالم العربي تجاه المشهد الفني العالمي، وبلغ إجمالي القطع الفنية المعروضة “160” قطعة جميعها متعلق بالعالم العربي.ويواصل معرض: “اللؤلؤ: جواهر من البحر” الذي تجول في أكثر من دولة وأكثر من قارة نجاحاته واستقطابه جمهورا من كافة الأجناس، حيث حلّ هذا العام ضيفا على الصين بمتحفها الوطني. ليعود بعد نجاحه منقطع النظير خلال الأعوام الثقافية السابقة قطر اليابان، وقطر المملكة المتحدة ،وقطر البرازيل، وقطر تركيا. ويتميز المعرض، بمحتويات من اللؤلؤ التي تجمع ما بين التاريخ والأسطورة والمعاني التي يجسدها اللؤلؤ في دولة قطر والعالم بأسره. ويضم هذا المعرض أكثر من 100 قطعة متنوعة من المجوهرات المنتمية لمنطقة الخليج وأوروبا وآسيا، ويعكس تركيز متاحف قطر على الفنون والإبداع والتراث ويتماشى مع رؤية متاحف قطر الرامية إلى عرض المقتنيات خارج حدود المتاحف، والانتقال بها إلى وجهات ثقافية أخرى حول العالم، حيث يعد هذا المعرض من أبرز الأنشطة على قائمة برنامج العام الثقافي “قطر-الصين”.
مركز إشعاع
واستمرارا لما حققته قطر من إشعاع ثقافي وفني دولي، استضافت الدوحة، النسخة الثانية من المؤتمر الدولي “الإبداع الفني لأجل الغد” الذي تنظمه صحيفة نيويورك تايمز برعاية متاحف قطر في الفترة من 12 إلى 16 مارس من هذا العام بحضور العديد من الشخصيات البارزة في مجالات الفنون وجمع المقتنيات الفنية ومدراء المتاحف والمعارض الفنية، مما عكس دور متاحف قطر كجهة وطنية للوصل بين الحضارات وتشجيع التبادل الثقافي ورعاية الموهوبين والمبدعين .
وفي مجال الآثار والتراث، أحرزت متاحف قطر تقدماً ملحوظاً في الحفاظ على التراث في دولة قطر من خلال تقدير وإيلاء الأهمية لتقاليد الماضي والاحتفاء بها. وفي ذات الوقت احتضان المستقبل واستشرافه. ومن أهم أعمال هيئة متاحف قطر في الحفاظ على التراث المعماري القطري، وإعادة تأهيله تمهيداً لاستثماره واستخدامه الاستخدام الأمثل بما يضمن استدامة القيمة التراثية للمبنى.
وأبرز ما يمكن الإشارة إليه في هذا السياق، هو عملية إعادة الترميم الناجحة وإحياء المجد السابق للقصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، هذا القصر القديم الذي استغرقت عملية ترميمه ثلاث سنوات، يتوسط مبنى متحف قطر الوطني الجديد. وسيكون هذا القصر معرضا مركزيا داخل المتحف عند افتتاحه، وسيكون فضاء لتثقيف الزوار حول ماض وتاريخ قطر وتحديث المجتمع القطري .
كما قامت متاحف قطر بإعادة تأهيل المباني التاريخية بأنواعها مثل المساجد، والقلاع، والقصور، والبيوت، والأسواق وغيرها في جميع أنحاء البلاد، منها برج برزان، ومسجد زكريت، ومسجد الخليفات، ومسجد بو ظلوف،ومسجد الرويس، ومسجد بن عبيد، ومسجد فويرط، ومركز شرطة الرويس، وبيت الإمام بزكريت ليكون مركزا للزوار بمنطقة زكريت، بالإضافة إلى ترميم واجهات قلعة الزبارة.
ترميمات وصيانة
كما أن العمل جار على ترميم وإعادة تأهيل بيت الخليفي، وترميم بيت الزمان، والصيانة المستمرة والترميم الطارئ لمدينة الزبارة الأثرية.ويقوم فريق الآثار والترميم بالتنقيب على البنى التراثية في جميع أنحاء دولة قطر والحفاظ عليها .. ومن أبرز مشاريع التنقيب التي قامت بها متاحف قطر هي: مشروع مسح أثري جنوب قطر في منطقة ( العسيلة / روضة أثليم) وذلك بالتعاون مع مركز البحث الألماني، حيث تضمنت عمليات المسح والتنقيب والتي تم من خلالها العثور على أدوات حجرية في عدة مواقع دلت على الاستيطان البشري في موقع العسيلة، وكذلك تسجيل العديد من المستوطنات المؤقتة في موقع روضة أثليم، بالإضافة إلى مشروع المسح والتنقيب في شمال قطر (قرية فويرط) بالتعاون مع جامعة لندن UCL والذي شمل عمليات المسح والتنقيب في قرية فويرط تم على إثره اكتشاف عدة وحدات بنائية ولقى أثرية لها دلالات جغرافية ومؤشرات تاريخية للاستيطان البشري في تلك المنطقة، ثم مشروع المسح والتنقيب في شمال قطر(أم الماء) بالتعاون مع جامعة لندن UCL، حيث تم اكتشاف العديد من المستوطنات المؤقتة واللقى الأثرية التي تدل على أهمية الموقع خلال الحقب الزمنية.
كما قام فريق محلي بالتنقيب في مناطق مختلفة من دولة قطر أدى الى العثور على هياكل عظمية في منطقة (ليشا) و(حلوان) بشمال قطر يعود تاريخها الى ما قبل الإسلام .ومن الإنجازات التي حققتها متاحف قطر على الصعيد الدولي، إدراج مشروع موقع الزبارة الأثري ضمن حملة اليونسكو لمشاريع التراث العالمي 2016 “معاً لأجل التراث” . وتعتبر مشاريع التراث العالمي، مبادرة ضمن إطار برنامج تعليم التراث العالمي لليونسكو. ويهدف البرنامج إلى زيادة الوعي وتعزيز مشاركة الشباب، على المستويين المحلي والعالمي، ودمج مهارات التدريب العملي مع التقنيات الأساسية للصيانة والحفظ الوقائي .