مبيعات السيارات في الصين ترتفع 4.3% خلال سبتمبر بفضل خطط التحفيز الحكومية

ارتفعت مبيعات سيارات الركاب في الصين بنسبة 4.3% في سبتمبر/أيلول مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، مما أنهى خمسة أشهر من التراجع بفضل الدعم الحكومي لتشجيع استبدال السيارات كجزء من حزمة تحفيزية أوسع.

جاءت جميع المكاسب من السيارات الكهربائية، حيث استفاد المشترون والمصنِّعون منذ يوليو/تموز من مضاعفة الإعانات للمستهلكين، بينما استمرت مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين، والتي كانت تهيمن عليها العلامات التجارية الأجنبية في السوق الصينية، في التراجع.

مبيعات السيارات في الصين

بلغت المبيعات في أكبر سوق للسيارات في العالم 2.13 مليون سيارة في سبتمبر/أيلول، ارتفاعاً من 2.04 مليون سيارة في نفس الشهر من العام السابق. وعلى مدار الأشهر التسعة الأولى، ارتفعت المبيعات بنسبة 1.9% مقارنة بمستويات 2023، وفقاً لبيانات من رابطة سيارات الركاب الصينية.

وقفزت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن بنسبة 50.9%، مما شكل 52.8% من إجمالي المبيعات. وكانت هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تتجاوز فيها مبيعات السيارات الكهربائية، بما في ذلك الهجينة القابلة للشحن، مبيعات السيارات التي تعمل بمحركات البنزين في الصين، بحسب شبكة CNBC.

وتجاوزت مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين في سبتمبر المليون، بزيادة أكثر من 100 ألف مقارنة بشهر أغسطس/آب. لكن هذا كان أقل بكثير من شهر سبتمبر/ايلول من العام الماضي، عندما تم بيع أكثر من 1.29 مليون سيارة في الصين.

مبيعات السيارات الكهربائية

بلغت مبيعات السيارات الكهربائية والمركبات الهجينة القابلة للشحن -وهي فئة تصنفها المجموعة الصناعية الصينية ضمن «مركبات الطاقة الجديدة» -1.12 مليون سيارة في سبتمبر/أيلول، و7.13 مليون سيارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.

تباطأت مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً هذا العام، حيث قللت شركات تصنيع السيارات خارج الصين من حجم الإنتاج. ومع ذلك، ارتفعت المبيعات في الصين بفضل توسيع الإعانات للمستهلكين الذين يستبدلون سياراتهم القديمة بسيارات كهربائية أو سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود. يشبه هذا البرنامج تحفيز «نقد مقابل الخردة» الذي طُبق في الولايات المتحدة عام 2009.

باعت شركة تسلا أكثر من 72 ألف سيارة في الصين، بزيادة نسبتها 66% مقارنة بالعام السابق، مسجلةً أفضل شهر لها هذا العام. وقامت الشركة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، بتصدير 16.121 سيارة مصنوعة في الصين في سبتمبر/أيلول، بانخفاض عن أكثر من 23 ألف في الشهر السابق.

تعتمد تسلا على السوق الصينية في نحو ثلث مبيعاتها، وقد أضافت الشركة حوافزها الخاصة، بما في ذلك تمويل بدون فوائد.

وحققت شركتا بي واي دي BYD،  وإكس بينغ Xpeng الصينيتان أفضل مبيعات لهما على الإطلاق في شهر سبتمبر/أيلول.

كانت أكبر شركات تصنيع مركبات الطاقة الجديدة مبيعاً في الصين خلال الأشهر الثمانية الأولى هي بي واي دي BYD وجيليGeely وتسلا Tesla.

حوافز مالية لاستبدال السيارات الكهربائية بالقديمة

أعلنت الحكومة الصينية في يوليو/تموز، عن تقديم إعانة مالية تزيد على 2800 دولار عند استبدال المستهلكين لسياراتهم القديمة بسيارات كهربائية، مما يضاعف قيمة الإعانة التي تم تقديمها في أبريل/نيسان. أما الإعانة المقدمة لاستبدال السيارة بمحرك احتراق داخلي أكثر كفاءة في استهلاك الوقود فتبلغ أكثر من 2100 دولار بقليل.

وحتى أواخر سبتمبر/أيلول، سجل 1.1 مليون مستهلك للاستفادة من هذه الإعانات.

قال تسوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، يوم السبت، إنه يتوقع ربعاً رابعاً قوياً بفضل إعانات استبدال السيارات التي تقدمها الحكومات المحلية.

ومع ذلك، أظهرت بيانات مبيعات السيارات التي نشرتها رابطة مصنعي السيارات الصينية وهي جمعية صناعية أخرى، صورة أقل تفاؤلاً، إذ أشارت إلى أن مبيعات السيارات في الصين انخفضت بنسبة 1.7% في سبتمبر/أيلول مقارنة بالعام الماضي، حيث تأخذ هذه البيانات في الاعتبار المركبات التجارية مثل الشاحنات بالإضافة إلى سيارات الركاب.

كما انخفضت مبيعات المركبات التجارية بالجملة، بما في ذلك الصادرات، بنسبة 23.5%، مما زاد من تدهور انخفاض بنسبة 12.2% في أغسطس/آب.

وقال وزير المالية الصيني «لان فوآن» يوم السبت إن الحكومة ستزيد بشكل كبير من إصدار الديون لتعزيز ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في مسعى لرفع النمو الذي يعاني من تباطؤ للوصول إلى هدفه المتمثل في نحو 5%. وقد أعلن البنك المركزي الصيني عن تخفيضات في أسعار الفائدة وضخ سيولة في أكبر عملية تيسير نقدي منذ جائحة كوفيد-19.

ومن الأسئلة المفتوحة ما إذا كانت الصين ستوجه المزيد من الحوافز لدعم شراء السيارات الكهربائية، وهو قطاع حددته الحكومة كأولوية.

إصدار ديون سيادية بقيمة تريليون دولار

تخطط وزارة المالية لإصدار ديون سيادية خاصة بقيمة تريليون يوان (140 مليار دولار)، وسيتم استخدام جزء من هذه الأموال لزيادة الإعانات المخصصة لبرنامج استبدال السلع الاستهلاكية وترقيات المعدات التجارية، وفقاً لما نقلته رويترز.

نمت صادرات السيارات بنسبة 22% في سبتمبر/أيلول، مما رفع مبيعات الأشهر التسعة الأولى إلى 3.55 مليون مركبة، على الرغم من ردود الفعل السياسية السلبية ضد شركات السيارات الصينية في الأسواق الخارجية الرئيسية.

تجاوزت الصين اليابان لتصبح أكبر مصدر للسيارات في العالم العام الماضي. وقال مسؤولون في الولايات المتحدة ودول أخرى إن قدرة الصين على إنتاج سيارات أكثر مما يمكنها بيعه في السوق المحلية، جنباً إلى جنب مع الإعانات السابقة، تمنح صانعي السيارات الكهربائية الصينيين ميزة غير عادلة.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً في فرض تعريفات تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين بعد التصويت الأسبوع الماضي، وهي خطوة تعارضها ألمانيا. وأعربت الصين عن أملها في تجنب هذه التعريفات من خلال مفاوضات تحدد فيها الحد الأدنى لأسعار السيارات الكهربائية المباعة في أوروبا.

فرضت الولايات المتحدة وكندا تعريفات بنسبة 100% على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، مما يمنع دخولها فعلياً إلى هذه الأسواق.

السابق
رئيس غرفة قطر: قريبا تخفيض رسوم العضوية
التالي
بوينغ تعتزم تسريح 17 ألف من موظفيها وسط استمرار اضطراباتها