الدوحة – بزنس كلاس:
أطلق عدد من الشباب القطري مبادرة تطوعية للبحث والإنقاذ، تضم نخبة من ملاك مركبات الدفع الرباعي المجهزة والمعدلة للبحث والانقاذ على مدار الساعة، لتقديم خدمة مجانيه للمتعطلين والعالقين بالرمال والبحث عن المفقودين بالبر والبحر، كما تشمل عمليات البحث والإنقاذ البري والبحري سواء الاستعانة بالغواصين المتطوعين في البحر والشواطئ أو بالمرشدين البريين في عمليات الإنقاذ البري.
ويقوم فريق “عون قطر” التطوعي بتغطية جميع أنحاء مناطق قطر شمالاً وجنوباً، ليكونوا فريقا مساندا تطوعيا للجهات المعنية المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمساعدة على الطريق، ولتقديم خدمات أفضل لجميع سكان قطر على مدار الساعة في جميع ايام الأسبوع.
* عون قطر
يقول سلمان جاسم سلطان الكواري عضو فريق “عون قطر”، ان المبادرة ينضم لها حالياً 72 شخصا لمساعدة المواطنين والمقيمين في مناطق البر والسواحل، وأيضاً على الطرق السريعة، في حال تعرضهم لأي مشكلة تتعلق بسياراتهم أو كبائن التخييم، فضلاً عن المساعدة في حالات الغرق، وانتشال السيارات الغارقة في البحر أيضاً، مؤكداً أن الفريق يقدم خدماته بالمجان لجميع من يحتاج إليها.
وأضاف ان محمد الخالدي وخالد العامري هما من أطلقا المبادرة، وشجعا عددا من الشباب القطري للاشتراك في الفريق التطوعي، مؤكداً أن العديد من المواطنين والمقيمين أبدوا اهتماماً للتطوع من جميع الأعمار السنية، فالمبادرة يشترك فيها شباب في سنة ال18 عاما وحتى 60 عاماً، فالأولوية لدى القائمين على المبادرة، تكوين فريق متخصص لعمليات البحث والإنقاذ، مع القدرة على تحمل مصاعب الخدمات المقدمة.
* كيفية التواصل
وأوضح أن الفريق أنشأ مجموعة اتصال على تطبيق واتس آب بين الأعضاء، للتواصل وسرعة التوجه نحو أماكن البلاغات، حيث تم تخصيص ارقام تواصل على الصفحة الخاصة بالمبادرة على انستغرام لتلقي البلاغات، لافتاً إلى أن صاحب البلاغ ليس عليه سوى الاتصال وتحديد مكان سيارته المعطلة عبر إرسال موقعه، ليتوجه أحد المتطوعين بسيارته لمكان الحادث وإغاثة صاحب البلاغ، موضحاً أن تلك العملية لا تستغرق سوى 15 دقيقة كحد أقصى للوصول إلى موقع الحادث، نظراً لانتشار الأسطول الخاص بالفريق في جميع أنحاء الدولة.
وأكد أن الفريق يتلقى من 9 إلى 11 بلاغا في اليوم الواحد، وتتم الاستجابة لجميع البلاغات من أول تعطل السيارة في الطريق، إلى حالات الغرق في البحر أيضاً، نتيجة وجود أعضاء من الفريق مدرب على إنقاذ الغارقين. وأضاف أن الاسبوع الماضي عندما هبت عاصفة، تلقى الفريق العديد من البلاغات بانقلاب الكبائن الخاصة بالتخييم في منطقة سيلين، وتم توفير 13 سيارة مخصصة لسيلين فقط ومتمركز بالقرب من أماكن التخييم، لتعديل الكبائن، وإخراج السيارات الغارقة أيضاً من البحر.
* تدريب المتطوعين
وعن وسائل الأمان والحماية، ومستوى تدريب المتطوعين، أشار سلمان الكواري إلى أن الفريق لديه الكثير من الخبرات الميدانية والاحترافية وحقق منذ تأسيسه قبل عام مهمات وانجازات جسام ويتميز بروح التكاتف وبمفهوم العمل التطوعي لخدمة هذا البلد المعطاء، موضحاً أن كافة الأعضاء لديهم الخبرة الكافية لعمليات البحث والإنقاذ في البر والبحر، كما أن الفريق يهتم بإشراك أعضائه في الدورات التدريبية المتعلقة بهذا المجال، من دورات الإسعافات الأولية، والأمن والسلامة، كما أن أسطول السيارات الخاص بالفريق مجهز تجهيزات خاصة لحماية سائق السيارة، وكذلك يتم توفير وسائل الحماية للمتضررين أيضاً.
وشدد الكواري على أن المبادرة قائمة على جهود ذاتية وتمويل ذاتي، لشراء سيارات الإنقاذ، التي يتم شراؤها من الولايات المتحدة، وتتكلف السيارة الواحدة أكثر من 60 ألف دولار، نظراً لاحتوائها على معدات خاصة. كما أوضح أن الفريق على تواصل دائم مع الجهات المعنية بالدولة لتلقي البلاغات التي تصل إليهم والتوجه نحو مكان البلاغ في أسرع وقت ممكن.
* أعداد المتطوعين
ونوه عضو فريق “عون قطر” إلى أن المبادرة في توسع مستمر من حيث أعداد المتطوعين، مما يشير إلى نجاح مبادرتهم وانتشارها في المجتمع القطري، مؤكداً أن أعضاء الفريق جاهزون على مدار الـ24 ساعة، وعلى استعداد للمساعدة في حادث في أي منطقة قريبة منهم، كما انهم مستعدون لمساعدة أي من فرق الإنقاذ المعتمدة الأخرى عند وقوع حوادث في مناطق أخرى قريبة أو بعيدة.
وحول كيفية اختيار المتطوعين، أوضح سلمان الكواري أن المبادرة تقبل أي شخص، وتقوم بتجربته لمدة شهر أو شهرين، للتأكد من التزامه وجديته في الاشتراك في المبادرة، وعقب التأكد من ذلك ينضم بصفة منتظمة مع الفريق، وفي حالة إذا كان قليل الخبرة بعمليات البحث والإنقاذ يتم تعليمه، وتكليفه بالمهام البسيطة حفاظاً على سلامته، لافتاً إلى أن ما يهم الفريق في المقام الأول الحفاظ على سلامة الأعضاء وعدم تعريض حياتهم للخطر.
واختتم بقوله ” هدفنا في مبادرة عون قطر تقديم خدمة تطوعية مجانية لجميع المواطنين والمقيمين في دولتنا الحبيبة قطر، كجزء من رد الجميل لوطننا، من خلال تنمية العمل التطوعي، وتشجيع أفراد المجتمع للتطوع في العديد من المجالات المختلفة، لما في ذلك خير للمجتمع”.