ما هي حقيقة “أزمة صلاح وماني”؟ وهل يضطر كلوب للخضوع؟

 

انشغلت الصحف العالمية والعربية مؤخراً بالحديث عن وجود أزمة بين نجمي ليفربول ساديو ماني ومحمد صلاح مستندة بذلك على غياب العمل المميز الذي كان يقوم به الثنائي بالموسم الماضي خاصة خلال لقاء توتنهام الذي شهد على إهدار الريدز للكثير من الفرص وهو ما كاد أن يُضيع الفوز بالنهاية.

 

الواقع يقول أن مستوى صلاح ليس بالتأكيد كمستواه بنهاية الموسم الماضي لكنه بالمقابل ليس بعيداً عن مستواه بذات هذه الفترة من العام الماضي فالنجم المصري لم يتمكن حينها من تسجيل أكثر من 3 أهداف بأول 4 جولات وهذا الموسم سجل هدفين فقط وبالتالي الفارق ليس كبيراً حتى أن صلاح سجل 4 أهداف بأول 8 جولات وخلال المباريات التالية ممكن لصلاح أن يحقق رقماً أفضل من هذا وبالتالي هذا يؤكد أنه لا يمر بمرحلة كارثية كما يحاول البعض تصويرها بل كل ما بالأمر هو أنه يعيش تراجعاً بسيطاً مقارنة ببداية الموسم الماضي الذي كان فيه يهدر أيضاً كماً كبيراً من الفرص قبل أن يرفع إيقاعه بالمراحل التالية من الموسم.
على الطرف الآخر نجح ماني بتقديم بداية مميزة هذا الموسم وسجل 4 أهداف بأول 5 جولات بالدوري وبالتالي بات السنغالي يفكر باستغلال فترة تألقه وحمل لواء هجوم الفريق على أكتافه كما فعل صلاح بالموسم الماضي حين أخذ المصري المبادرة وانطلق لحمل هجوم الفريق.

 

بدراسة أجرتها صحيفة إنجليزية قام ماني بتمرير 16 كرة لصلاح مقابل تقديم الأخير 20 تمريرة لماني منذ بداية الموسم، أمام توتنهام قدم ماني تمريرة وحيدة فقط لصلاح وذات الأمر حصل أمام ليستر لكن بمواجهة سان جيرمان قدم السنغالي 4 تمريرات للمصري أما بالجولات الثلاث الأولى بالدوري قدم ماني 10 تمريرات لصلاح.
تراجع معدل التمريرات بآخر جولتين بالدوري مؤشر على إمكانية وجود مشكلة لكن ارتفاعه من جديد أمام سان جيرمان يشير لأن الأمور ليست بالسوء الذي يتحدث عنه البعض، شريك صلاح وماني بالهجوم فيرمينو لم يقدم لماني أكثر من 16 تمريرة هذا الموسم مقابل تقديمه 23 تمريرة لصلاح وهذه أرقام قريبة للغاية من ما قدمه ماني وصلاح لبعضهما بالتالي لا يمكن القول أن أرقام العمل الثنائي بينهما ضعيفة.
ربما أخطأ ماني حين لم يمرر لصلاح بلقاء توتنهام حين امتلك خيارَين للتمرير وربما كرر ذلك صلاح بلقطة تالية لكن بالنهاية لابد ألا ننسَ أن القرارات بهذه اللعبة تؤخذ بأجزاء من الثانية وإمكانية الخطأ واردة وربما تسببت تمريرة ماني لكيتا بردّة فعل سلبية لدى صلاح دفعته لردّ ذلك بشكل مؤقت دون أن يترك ذلك أثراً مستقبلياً وهو ما ظهر أمام سان جيرمان حتى لو لم يسفر هذا العمل عن التسجيل وبالمجمل أخطأ ماني وصلاح بآخر مباراتين لكن النجوم يخطئون دائماً والأمر مازال قابلاً للحل ولم يذهب لأن يتحول لأزمة بعد.
كلوب يعرف جيداً أن صداقة ثلاثي الهجوم بفريقه كبيرة وهو ما تحدث عنه ماني وصلاح سابقاً لكنه يدرك بذات الوقت أن هناك مشكلة أخرى بهجوم الفريق ترتبط ببحث كل لاعب عن الحل الفردي فصلاح وماني باتوا يميلون للتسديد أكثر من التمرير لأي لاعب آخر بغض النظر عن هويته وهو ما يحتاج كلوب لإيجاد حل له.

بوضعية ماني وصلاح لا يبدو أن تعليمات المدرب بالملعب تفيد فكلا اللاعبَين يعرف أنه يملك إمكانيات فردية كبيرة تسمح له بقيادة هجوم أي فريق واتخاذ قرار الريادة بنفسه فرغم كل صراخ كلوب خلال لقاء توتنهام لم يتغير شيء وبقيت الأمور على حالها تقريباً.

 

المدرب لا يملك الكثير من الحلول فالجماهير تريد لقب الدوري بقوة وتشيلسي لا يهدر أي نقطة وبالتالي لا يمكن لليفر أيضاً أن يُضيع النقاط بالتالي لا توجد فرصة لتجريب حل آخر بوضع واحد من اللاعبين على الدكة كعقاب له ورسالة لغيره فهو مضطر لاستخدام القوة الكاملة للاعبيه بالفترة الحالية فرغم تميز شاكيري إلا أنه لا يُقارن بإمكانيات أي من الاثنين.

الحل بالنسبة لكلوب سيتمثل بالسعي لفهم فكر لاعبيه أكثر بالتمرين والبحث عن إقناعهم بأن الحل الجماعي بالفريق مفيد للغاية للوصول للهدف الجماعي المتمثل بلقب سيخلّد أسماء كل الفريق الحالي بالتاريخ ولا مانع من تهديدهم بأن عدم الوصول لهدف الموسم نتيجة بعض الأنانية ستجعل أي لاعب عدواً أزلياً للجمهور الذي يرى بالفريق الحالي فرصة ذهبية لإنهاء الصيام عن التتويج، لا يمكن القول أن نجوم ليفربول يفضلون الأرقام الفردية على الجماعية لكنهم باتوا يؤمنون بقدرتهم على تنفيذ الحل الفردي وهنا قد يأتي دور المدرب بإظهار تكتيكات هجومية جديدة تجبرهم على الارتباط بحلول جديدة.
بالموسم الماضي حمل ثلاثي هجوم ليفربول الفريق بوقت كان مليئاً بنقاط الضعف أما بهذا الموسم بات كلوب يملك فريقاً قوياً انطلاقاً من الحارس وصولاً لرأس الحربة لذا قد يبدو التهديد بإضاعة جهد الفريق الحل الأفضل وإلا سيضطر كلوب للخضوع للاعبيه وتركهم يتنازعون رقمياً بالميدان أو التخلي عن أحدهم والبحث عن لاعب آخر بأقرب فترة انتقالات!

السابق
ميسي يضطر لحضور حفل جوائز الفيفا
التالي
ريال مدريد ينفي اهتمام مانشستر يونايتد بـ رونالدو.. لم يطلبه سوى يوفنتوس