حافظت الجزائر على المركز العاشر عالميا والأولى أفريقيا ضمن أكبر البلدان المنتجة للغاز الطبيعي، وارتفعت حصتها الإنتاجية بنسبة 4% لتبلغ 101.5 مليار متر مكعب خلال عام 2023، مقارنة بنحو 97.6 مليار متر مكعب عام 2022.
وتصل حصّة البلاد من الإنتاج العالمي إلى نحو 2.5%، حسب تقرير المراجعة الإحصائية السنوية للطاقة العالمية الصادر عن معهد الطاقة البريطاني في أبريل/نيسان 2024.
كما احتلت الجزائر المرتبة السابعة عالميا من حيث الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال، بواقع 25.5 مليون طن سنويا حتى نهاية فبراير/شباط الماضي، حسب تقرير للاتحاد الدولي للغاز الصادر في الثامن من يوليو/تموز الجاري.
وارتفعت صادرات الجزائر من الغاز المسال بنهاية سنة 2023 لتصل إلى 13 مليون طن، لتستحوذ على نحو 3% من السوق العالمي، وهو ما يضعها في المركز السابع عالميا.
1- كم حجم إنتاج الغاز في الجزائر؟
أكد وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في مايو/أيار الماضي أن إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي بلغ خلال السنوات الأخيرة في المتوسط نحو 137 مليار متر مكعب، في حين كان قد بلغ 127 مليار متر مكعب عام 2015.
وجاء إنتاج الجزائر من مختلف أنواع الغاز خلال سنة 2023 على النحو التالي:
- الغاز المسال: 13 مليون طن.
- غاز البترول المسال: 9.4 ملايين طن.
- المكثفات الغازية: 8.3 ملايين طن.
2- كم يبلغ حجم احتياطات الغاز في الجزائر؟
يقدر حجم احتياطات المحروقات المؤكدة -التي تضم كل المنتجات مجتمعة من نفط وغاز ومكثفات وغاز البترول المسال- بأكثر من 4.3 مليارات طن نفط مكافئ (أو أكثر من 12 مليار برميل)، 55% منها غاز طبيعي.
وأعلن وزير الطاقة الجزائري أن شركة “سوناطراك” حققت 8 اكتشافات مهمة للنفط والغاز منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وتوجد هذه الاكتشافات بكل من ولاية بشار (جنوب غرب)، جنوب ولاية عين صالح (جنوب)، وبولايتي جانت وإيليزي وشرق ولاية ورقلة (جنوب شرق).
3- ما أهم حقول الغاز في الجزائر؟
تمتلك الجزائر رابع أكبر حقل للغاز عالميا بمنطقة حاسي الرمل (جنوبي العاصمة الجزائر)، ويمتدّ على نحو 70 كيلومترا، من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 50 كيلومترا من الشرق إلى الغرب، بطاقة إنتاجية سنوية تقدر بحوالي 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ويُشغل حقل “حاسي الرمل” ما يقرب من 4 آلاف عامل.
وإضافة إلى حقل “حاسي الرمل” تمتلك الجزائر عددا معتبرا من حقول الغاز الرئيسية أهمها:
- حقل رود النص (إيليزي)، وتم حفر أول بئر فيه في عام 1961.
- موقع كرشبة: واكتشف في عام 1957، ويقع في الجزء الشمالي من منطقة عين صالح.
- حقل اجلاح: اكتشف عام 1956.
- حقل حاسي بركين الجنوب: اكتشف في 1995، وبدأ العمل به عام 1998.
4- ماذا عن حجم صادرات الغاز الجزائري؟
- بلغت صادرات الغاز المسال الجزائري، حسب تقرير لوحدة أبحاث الطاقة التي تتخذ واشنطن مقرا لها، 3 ملايين طن خلال الربع الأول من سنة 2024 مقابل 2.9 مليون طن خلال المدة نفسها من سنة 2023.
- استقرت صادرات الغاز الجزائري خلال سنتي 2023 و2022 على التوالي في حدود 48.9 مليار متر مكعب، مقابل 47 مليار متر مكعب في العام 2023.
- بلغت عائدات الجزائر من تصدير الغاز متوسط 18 مليار دولار خلال سنتي 2022 و2023، مقابل 13.5 مليارا في 2020، ويعود ذلك إلى ارتفاع الأسعار، بسبب الأزمات الجيوسياسية التي شهدها العالم أبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية.
5- ما أهم أسواق تصدير الغاز الجزائري؟
يتوقع الإصدار الثامن من تقرير “توقعات الغاز العالمية 2050 لمنتدى البلدان المصدرة للغاز” أن تحافظ الجزائر على مكانتها كمورد مهم للغاز الطبيعي للسوق الأوروبية على المدى الطويل.
وأوضح التقرير أن الجزائر تعد المورد الرئيسي لجنوب أوروبا من الغاز الطبيعي حيث تخصص حوالي 70% من صادراتها إلى هذه الأسواق عبر أنابيب الغاز مقابل 30% في شكل غاز مسال.
وتصدرت الجزائر -وفق بيان لمنصة الطاقة على موقعها- قائمة مصدري الغاز إلى إسبانيا في مارس/آذار 2024، بنسبة 42% وبحصة 12.2 تيراواط/ساعة.
وتستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة يعادل 3.2 ملايين قدم مكعب من الغاز)، و(تيراواط/ساعة يعادل 3.2 مليارات قدم مكعب من الغاز)، حسب المنصة نفسها.
وتزود الجزائر أوروبا بالغاز عبر خطي أنابيب، الأول هو “ترانسميد” الذي يصلها بإيطاليا عبر البحر المتوسط مرورا بتونس بطاقة 32 مليار متر مكعب سنويا.
والخط الثاني هو “ميدغاز”، ويربط بلدة بني صاف على الساحل الغربي للبلاد بمدينة ألميرية جنوب إسبانيا بطاقة نقل سنوية تبلغ 10 مليارات متر مكعب.
6- ماذا عن حجم الاستثمارات في قطاع الغاز بالجزائر؟
لا توجد أرقام تتعلق بقطاع الغاز منفردا، بل أرقام تخص قطاع الطاقة بأكمله وفق التالي:
- قال وزير الطاقة الجزائري في مارس/آذار 2024 إن الاستثمار في قطاع الطاقة في البلاد تجاوز 9 مليارات دولار في عام 2023 مقارنة 8 مليارات دولار في عام 2022.
- خصص مجمع سوناطراك في إطار مخططه على المدى المتوسط من 2024 إلى 2028 مبلغ 36 مليار دولار للرفع من الإنتاج الأولي لقطاع الطاقة إلى 207 ملايين طن مكافئ سنة 2028، مقابل 190 مليون طن سنة 2023
- تم تخصيص مبلغ 50 مليار دولار للاستثمار، خلال الفترة 2024-2028، منها 36 مليار دولار موجهة أساسا للاستكشاف والإنتاج.
7- من هم أهم الشركاء في صناعة الغاز بالجزائر؟
- إكوينور النرويجية: توجد الشركة في الجزائر منذ سنة 2004، وهي شريك مع سوناطراك وشركة بريتيش بتروليوم بي بي في حقول نفط في مرحلة الإنتاج بكل من عين صالح وعين أميناس، كما أنها شريك لسوناطراك في موقع الاستكشاف بتيميسيت.
- شركة إيني الإيطالية: أعلنت سوناطراك سنة 2022 تحقيق اكتشاف تم بالشراكة مع المجموعة الإيطالية بعد حفر بئر استكشاف “في رقعة البحث سيف فاطمة 2″، الواقع في المنطقة الشمالية من حوض “بركين”.
- شركة توتال إنرجيز: تعمل الشركة بالشراكة مع سوناطراك في مجالات الاستكشاف والتصنيع، وفي مشاريع غاز بمحيط تين فوي، تابانكورت، تيميمون وأهنات بالشراكة مع شركة سوناطراك.
8- ماذا عن المساهمة المباشرة لقطاع الغاز في الاقتصاد الجزائري؟
يؤكد الخبير الاقتصادي، أحمد الحيدوسي، أن صادرات الغاز في الجزائر تسهم في التنمية الاقتصادية بطرق مختلفة:
- تمويل مشاريع البنى التحتية الكبيرة كمشاريع الطرقات والجسور والمطارات وتوسعة شبكة السكة الحديدة بما يتماشى مع مسعى إنجاز خط 3000 كيلومتر.
- تنويع وتحفيز اقتصاد البلاد، من خلال دعم الاستثمارات في عديد القطاعات.
- ودعم الشركات الناشئة وكل المشاريع خاصة في قطاعات التعدين والصناعات التحويلية والطاقات المتجددة.
- تمويل قطاعات الصحة والتعليم.
- تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال البرامج السكنية التي أطلقتها الحكومة الجزائرية على غرار ربع مليون وحدة سكنية تم توزيعه في 2024.
ويشير الحيدوسي في حديثه للجزيرة نت إلى أن مداخيل الغاز في الجزائر تعزز استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي من خلال:
- تعزيز احتياطات النقد الأجنبي لتقترب من 80 مليار دولار
- مساهمة المداخيل المعتبرة من النقد الأجنبي من صادرات الغاز في السيطرة على التضخم.
9- كيف يبدو مستقبل قطاع الغاز في الجزائر؟
وتخطط الجزائر ضمن الإستراتيجية الأولى لشركة “سوناطراك” إلى رفع إنتاج الغاز ليبلغ 200 مليار متر مكعب من الغاز سنويا في غضون 5 أعوام.
ويقول بروفيسور الاقتصاد بجامعة سطيف، فارس هباش، إن الجزائر طورت من قدراتها الإنتاجية والتصديرية بشكل لافت خاصة في السنوات الأربع الأخيرة مع اعتماد قانون المحروقات الجديد وفي ظل التطورات الجيوسياسية التي يعرفها العالم.
ويؤكد هباش للجزيرة نت أن الجزائر تعد شريكا آمنا وموثوقا بالنسبة لجميع المستوردين خاصة في منطقة البحر المتوسط وجنوب أوروبا، مما جعلها تبرم عددا من الاتفاقيات الإستراتيجية والمهمة مع العديد من الشركات الكبرى العالمية في مجال الطاقة واستكشاف الغاز الطبيعي على غرار شركة إيني الإيطالية وشركة إكسون موبايل الأميركية وشركة إكوينور النرويجية.
ويشير إلى أن الجزائر تعد المصدر والممول الثاني لأوروبا في مجال الغاز بنسبة 19% بعد النرويج وتقدر إسهامات البلاد في هذا السياق بـ92 مليون متر مكعب يوميا، ويساعدها في الحفاظ على مكانتها بنية تحتية قوية خاصة فيما يخص شبكة الأنابيب التي تصدر الغاز من خلالها على أوروبا مباشرة
ويضيف هباش أن قائمة من العملاء الجدد أبدوا اهتمامهم بالغاز الجزائري وعلى رأسهم ألمانيا وكرواتيا والنمسة والمجر وسلوفينيا خاصة مع تحول الغاز شرقا نحو الصين، مما يعزز مكانة الجزائر في الساحة الدولية.