ليفربول وتشيلسي.. ساري يستخدم “الفيتو” لتعطيل أفكار كلوب

 

مباريات الكأس لها بريق أقل، لا يفضلها مدربو الدوري الإنجليزي، لذلك يتجه الأغلبية إلى اللعب بالتشكيلة البديلة، وهذا ما حدث في ملعب الأنفيلد، حيث حاول كل مدرب تجربة بعض العناصر الجديدة، لكن بالحفاظ على نفس الاستراتيجية، الفلسفة، والتكتيك بالتأكيد، وكأنها “بروفة” حقيقية للمعركة المنتظرة بين الفريقين، ببطولة البريمرليج، خلال الأسبوع المقبل في أهم مباريات الجولة، والتي ستحدد الكثير من معالم المنافسة على اللقب، دون نسيان حظوظ مانشستر سيتي.
– تشكيلة الفريقين :
دخل صاحب الأرض برسم 4-3-3 دون تغيير، مع كلاين، ماتيب، لوفرين، مورينو بالخلف، أمام الحارس مينيوليه. وفي الوسط كلا من فابينيو، كيتا، وميلنر. بينما في الهجوم ساديو ماني، ستوريدج، والوافد الجديد شاكيري، ليحافظ الألماني على فكره الخططي، القائم على الضغط القوي والتحولات السريعة، لكن بإتاحة الفرصة أمام أكثر من إسم يشارك بعد غياب طويل.
أما ساري فحافظ أيضا على خطة 4-3-3، لكن بمزيد من التغييرات. كاباييرو في الحراسة، أمامه إيمرسون، كريستينسن، كاهيل، وأزبلكويتا. وفي المنتصف يتواجد فابريجاس، رفقة باركلي وكوفاسيتش. وبالمقدمة هناك ويليان، موراتا، وموسيس، مع إراحة معظم النجوم خارج الخط.

 

– بداية مميزة
دخل تشيلسي المباراة بطريقة مميزة، مع استحواذه على الكرة، وعدم تركها أبدا أمام ليفربول، خصوصا مع عودة فابريجاس بين قلبي الدفاع، وبدايته الهجمة بنفسه على مقربة من المرمى، بالإضافة لتحرك كوفاسيتش وباركلي في أنصاف المسافات أمامه، لذلك كان الفريق الضيف هو الطرف الأخطر خلال أول نصف ساعة، خصوصا مع ضعف الضغط المقدم من ليفربول.
يعتبر فيرمينو من أهم مفاتيح كلوب، ليس بسبب أهدافه أو فرصه، ولكن لقوة مردوده من غير الكرة، لأنه يضغط بقوة على دفاعات الخصم، وهذا ما افتقده ليفربول خلال البدايات، خصوصا أن ستوريدج لاعب كسول بعض الشيء، وأقرب إلى المهاجم الثابت منه إلى المتحرك، بالإضافة إلى قلة نجاعة شاكيري مقارنة بصلاح، ليخسر زعيم الأنفيلد مفاتيحه الهجومية، ليتأثر الوسط والدفاع سلبا.

– عودة ليفربول
كعادة فرق ساري، تستحوذ بقوة وتسيطر وتمرر، لكنها تفتقد إلى العامل الحاسم أمام المرمى، نتيجة استمرار حالة موراتا السيئة، وعدم نجاح ويليان في القيام بدور صانع اللعب الذي يقطع من الطرف إلى العمق، ليفتقد الفريق اللندني إلى جبهته اليسرى القوية، لعدم وجود لاعب مهاري بقيمة هازارد، وغياب الظهير الطاير ماركوس ألونسو على الخط، لذلك تحول الاستحواذ إلى نسخة سلبية في بعض الفترات، وافتقد تشيلسي عامل البداية المميزة.
سرعان ما استعاد ليفربول نسقه المرتفع، بعد فقدان وسط تشيلسي لأكثر من كرة، وتردد دفاعه في تشتيت بعض المحاولات، ليحصل هجوم الفريق على أكثر من فرصة مؤكدة، نتيجة الضغط على عمق الخصم، واستخلاص الكرات في أماكن خطيرة بالقرب من المرمى، لكن رعونة المهاجمين، بالأخص ستوريدج، كانت العامل الرئيسي في تأخر التقدم، حتى نجاح نفس اللاعب في تسجيل الهدف الأول، بعد عدة محاولات بالثلث الأخير.

– التغييرات
قرر ماوريزيو ساري جلب الفوز بأي طريقة ممكنة، لذلك أشرك إيدين هازارد، أفضل لاعبيه، بدلا من ويليان، ثم نجولو كانتي مكان كوفاسيتش، وأخيرا لويز في مركز كريستنسن، ليتحول إلى مزيج بين 4-3-3 و 4-4-2، بتواجد كانتي أمام الدفاع، وصعود فابريجاس على مقربة من باركلي، مع تحول هازارد إلى العمق قليلا، كلاعب حر خلف موراتا، وشغل موسيس للجناح الأيمن، مع ميل باركلي في بعض الأحيان إلى اليسار، للتغطية في حالة توغل إيدين للداخل.
أما كلوب فأشرك هندرسون مكان ميلنر، ثم فيرمينو بدلا من ماني، وأخيرا صلاح عوضا عن فابينيو، ليتحول من 4-3-3 إلى 4-2-4 في الدقائق الأخيرة، بوضع صلاح إلى جوار ستوريدج في المقدمة، وخلفهما فيرمينو وشاكيري، مع ثبات كيتا وهيندرسون في الخلف، لحماية الفريق من المرتدات، عند تقدم الظهيرين نحو نصف ملعب تشيلسي.

 

– الفيتو
ربما لم تقدم المباراة أوراقها كافة خلال التسعين دقيقة، مع كثرة التغييرات والبدلاء، بالإضافة لقلة قيمة الكأس مقارنة ببقية البطولات، لكن خطف إيدين هازارد الأضواء من الجميع، لأن البلجيكي يعتبر أفضل لاعبي إنجلترا خلال المرحلة الحالية، بسبب أهدافه الحاسمة، ومهارته الفائقة، سواء بين الخطوط أو أمام دفاعات المنافس، وهذا ما حدث بالنص أمام ليفربول.
إشراك البلجيكي جعل فريق تشيلسي أفضل، لأن هازارد صعب أن تراقبه بسهولة، يحتاج إلى لاعب وإثنين وأحيانا ثلاثة، مما يجعل الفراغ متاحا أمام زملائه، بالإضافة إلى قرار ساري الشجاع بجعله أقرب إلى المرمى، وكأنه مهاجم إضافي بجوار موراتا، لكي يتحرر تماما من المهام الدفاعية، ويسلم الكرة في مناطق خطيرة، ليراوغ دفاعات ليفربول بسهولة، ويسجل الضربة القاضية في الدقائق الأخيرة.

السابق
الدوري الإسباني: ليغانس يسقط برشلونة محققاً الفوز الأول في تاريخه على البلوغرانا
التالي
سخرية وغضب في أبرز ردود الأفعال عقب سقوط ريال مدريد على يد إشبيلية