ليالي رمضان في مقاهي سوق واقف.. التحسن سيبدأ بعد منصف الشهر الكريم

أجمع عدد من مديري المقاهي الواقعة في سوق واقف، على أن نسب الإشغال تشهد تحسناً محدوداً خلال شهر رمضان المبارك، وتنحصر ذروته في الثلث الأوسط منه، فيما تكون بشكل أقل نسبياً في الثلثين الأول والأخير، نظراً لتوجه غالبية الزبائن نحو الأجواء المنزلية في بدايته، وانشغالهم بالاستعداد لاستقبال العيد عند قرب أفول الشهر الفضيل.
وأكد المديرون لـ «العرب» أن الفترة الذهبية للمقاهي تكمن في فترة العيد، حيث تصل نسب الإشغال إلى %100 تقريباً، حيث وصف هؤلاء تلك الفترة بالإضافة إلى شهر رمضان أنهما يمثلان المرحلة الأفضل خلال فصل الصيف، التي تتسم بحالة أقرب إلى الركود، والتي تشتد وتيرتها في يوليو وأغسطس، بعد أن بدأت تتضح معالمها في مايو الحالي بفعل الطقس، فضلاً عن تزامنها مع مواسم الإجازات والسفر خارج البلاد.
وأشار هؤلاء إلى أن أعداد المرتادين يمكن اعتبارها جيدة خلال شهر رمضان بالمقارنة مع مايو، إلا أنها تبقى دون المستوى المنشود، في ظل تحول العديد منهم نحو المقاهي ذات الجلسات المغلقة والمكيفة، وتجنب نظيرتها الخارجية بالهواء الطلق، والتي أصبحت لا تلائم الكثيرين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، إلى حين أن تعاود انخفاضها في منتصف أكتوبر، والذي يزيد من أعداد الزبائن مجدداً، لافتين إلى أن جميع المحاولات لاجتذابهم بنسب أكبر خلال الفترة الراهنة سواء من خلال المكيفات الخارجية، أو إضافة الأطباق الرمضانية والبوفيهات إلى موائدهم لم تفلح مطلقاً، حيث ما زالت تحافظ على ثباتها، منوهين بأنها في 2017 الأقل مقارنة مع العامين السابقين.
ارتياد محدود
وفي هذا السياق، قال أحمد عجان -مدير مقهى الكوت-: «كان الإقبال خلال شهر مايو ما قبل حلول شهر رمضان، رغم أنه تراجع بنحو %30 الثلث الأول من السنة الحالية، وخلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل بدأ يضعف الإقبال أكثر، حيث يكثر التزام الناس بالمنازل، بعد ذلك تعود نسب الإشغال إلى الارتفاع مجدداً، ويتصاعد عدد مرتادي المقهى، لاسيما من أولئك الذي يحبون هذا النوع من الجلسات بعد وجبة الإفطار، لافتاً إلى أن هذا التحسن لا يدوم طويلاً، إذ يعاود الانخفاض مع نهاية الشهر الكريم، وتزامناً مع التحضير لعيد الفطر المبارك».
وأكد أنه ورغم الإجراءات التي يقوم بها المحل لجذب الزبائن، سواء من خلال إضفاء الأجواء الرمضانية على المكان، أو إضافة الأطباق الخاصة بالشهر الفضيل عبر البوفيهات، فإنها تبقى محدودة في الثلث الأول والأخير، فيما ترتفع بالأوسط منه، إذ تبلغ نسب الإشغال %80، مشيراً إلى أنها تصل إلى %100 في فترة العيد.
ولفت إلى أن أكثر رواد المقهى في شهر رمضان تنحصر في فئة المقيمين بدرجة أكبر من غيرهم، إذ تبلغ النسبة نحو %60، وما نسبته %20 من المواطنين و%10 من السياح الأجانب، وبالإجمال تعتبر فترة رمضان جيدة نسبياً.
عوامل التراجع
من جانبه، قال روني سعد -مدير مقهى الخريس-: «تراجعت نسب الإقبال بشكل لافت في مايو بنسبة %25 مع ارتفاع حرارة الطقس، وتناقص المهرجانات، وبدء مواسم الإجازات والسفر خارج البلاد، ولاسيما المواطنين، وفي رمضان بدأت تنخفض أكثر رغم نشاطها بعد الإفطار فإنها ليست بالمستوى بناء على السنوات القليلة الماضية لهذه الفترة من العام، حيث إن العائلات الباقية في الدوحة تتجه إلى الأجواء المنزلية أكثر من الاهتمام بارتياد المقاهي، لاسيما أنها في سوق واقف تتسم بالجلسات الخارجية، التي أصبحت لا تلائم الكثيرين بفعل الحرارة المرتفعة».
مستويات جيدة
وأشار إلى أن نسب الإشغال في رمضان لا تشهد تحسناً كبيراً، إلا لمن يقيم موائد الإفطار الرمضانية غالباً في الخيم المخصصة لذلك خارج السوق، الأمر الذي يجعل الزبائن يتحولون إلى ارتياد المقاهي ذات الجلسات الداخلية المكيفة خارج «واقف» وإلى الفنادق كذلك، لافتاً إلى أن الإقبال يبقى ضعيفاً نسبياً خلال هذه الفترة، ويستمر حتى منتصف أكتوبر تقريباً، ريثما يبدأ الطقس بالتحسن تدريجياً.
ولفت إلى أن تلك الفترة التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة تقتصر تقريباً على السياح الأجانب، أو الأوروبيين المقيمين بالدوحة، بالإضافة إلى الزبائن الدائمين للمحل من المقيمين العرب وبعض المواطنين، موضحاً أنه رغم التراجع الكبير في أعداد المرتادين فإنها تبقى مقبولة، ولا يمكن وصفها بالركود.
من جهته، قال حاتم عمار -مدير مقهى ليالي القاهرة-: «إن نسب الإشغال بشكل عام عانت من التراجع هذا العام مقارنة بالسنة السابقة، وسنة 2015، حتى في أشهر الذروة منذ يناير وحتى أبريل، وشملت أيضاً الإيرادات على المحل، وفي بداية مايو بدأ يزداد التراجع تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة بالطبع، حيث تهبط نسبتها إلى أكثر من %70 تقريباً».
الجلسات المغلقة
وتوقع عمار أن يكون الإقبال جيداً في رمضان، حيث يزداد ارتياد السوق نسبياً خلال هذا الشهر، لما يتميز به من طابع تراثي يوحي بالأجواء الرمضانية بشكل أكبر من الأماكن الأخرى المنتشرة بالدوحة، مشيراً إلى أن محله يقوم بالاحتفال بالشهر الفضيل أسوة بباقي المحلات، حيث يقدم الأطباق الرمضانية من خلال بوفيهات على الإفطار والسحور، وبأسعار تشجيعية ومقبولة بشكل ملحوظ، ويبذل أقصى جهوده لجذب الزبائن في تلك الفترة، إلا أن عامل الطقس يبقى عائقاً أمامه.
وأشار إلى أنه ورغم تلك الظروف فإن الإقبال في شهر رمضان يبقى أفضل من الشهور التي تليه في يوليو وأغسطس، مشيراً إلى أنها تبقى دون المستوى بسبب توجه الزبائن في تلك الفترة نحو المقاهي المغلقة المكيفة أكثر، متمنياً أن تزداد وتيرتها على خلاف المتوقع. ولفت إلى أن ذروة الإقبال في شهر رمضان تقتصر غالباً على وجبات الإفطار والسحور، وتذوق الأطباق المصرية الشعبية أكثر من الأوقات الأخرى، ولا تفلح المكيفات في الجلسات الخارجية في جذب الزبائن بعد ذلك، موضحاً أن أكثر المرتادين للمحل من المقيمين المصريين والمغاربة، بسبب طابعه المصري بالأساس.

السابق
دراسة تفصيلية للوصول إلى القرار المناسب.. قطر للبترول تنوي زيادة إنتاج الغاز المسال
التالي
Banks to see loan surge in Ramadan