الدوحة – بزنس كلاس:
أكدت سعادة السيدة لولوة راشد الخاطر المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية أن دولة قطر استطاعت تجاوز الحصار المفروض عليها منذ 5 يونيو 2017، بفضل صمود شعبها وحكمة قيادتها.
وقالت تعليقاً على خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الثلاثاء الماضي إن هذه هي المرة الثانية منذ بدء الحصار التي يخاطب فيها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولعل المفارقة أن صاحب السمو قائد دولة قطر يخطب في الأمم المتحدة في حين نجد أن دول الحصار لا يخطب قادتها في الأمم المتحدة والسؤال هنا مَن المُحاصِر ومَن المُحاصَر؟.
وأضافت لولوة راشد الخاطر خلال مقابلة مع قناة الجزيرة عقب خطاب حضرة صاحب السمو في الأمم المتحدة، نشرتها على حسابها الرسمي بموقع تويتر، مساء اليوم الجمعة: “مما لا شك فيه أن دولة قطر استطاعت تجاوز هذا الحصار بفضل صمود شعبها وحكمة قيادتها”.
وأوضحت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن لكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة “دلالات كثيرة لاسيما أنها عرّجت على حزمة من المسائل. ولم تركز فقط على مسألة الحصار بل تناولت عداً من القضايا الإقليمية المهمة بل أكثر من ذلك أن سمو الأمير اسستهلها بالحديث عن المشكلات البنيوية التي يعاني منها المجتمع الدولي وهذه نقطة لعل عدداً من القادة عرّجوا عليها اليوم ومنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على سبيل المثال، بل إن الأمين العام للأمم المتحدة تناول هذه القضية. مما لا شك فيه أن هناك مشكلات وأزمات متراكبة يعاني منها المجتمع الدولي.. وللأسف مؤسسات المجتمع الدولي وقفت أحياناً عاجزة أمام مثل هذه التحديات”.
وقالت إن قطر اليوم موجودة في هذا الصرح الأممي وتشارك في حل عدد من القضايا الأخرى.. صاحب السمو أمير البلاد المفدى أعلن على سبيل المثال عن مبادرة مع الأمم المتحدة لحل مشكلة الكوليرا في اليمن على سبيل المثال وهذا دليل التزام دولة قطر الإنساني تجاه أشقائها وتجاه القضايا الإنسانية عموماً.
ونوّهت لولوة الخاطر بالمبادرة التي أعلن عنها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال الأيام الماضية والتي تتعهد بموجبها دولة قطر بتوفير تعليم ذي جودة لمليون فتاة أخرى بحلول عام 2021، وذلك خلال مشاركة سموه في المائدة المستديرة التي عقدت في نيويورك بعنوان “حوار القادة: معاً من أجل تعليم الفتيات في سياق النزاعات والظروف الهشة” بدعوة من دولة السيد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا ضمن إعلان شارلوفوا بشأن توفير التعليم الجيد للفتيات والنساء في البلدان النامية، الذي أصدرته مجموعة الدول الصناعية السبع هذا العام، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين.
وقالت إن المبادرة التي أعلن عنها صاحب السمو بتعهد قطر بتعليم مليون طفلة خلال سنوات معدودة “دليل على الالتزام الإنساني وهذا دليل على أن دولة قطر على قدر المسؤولية الدولية”.
وفيما يتعلق بملف الأمن السيبراني ورؤية قطر حول هذا الموضوع.. قالت لولوة الخاطر: الحقيقة لعلنا في دولة قطر عانينا كثيراً من مسألة الأمن السيبراني، لعلنا نذكر أن حصار قطر بدأ أصلاً بفبركات إعلامية نُسبت لسمو الأمير، مؤكدة أن العالم الافتراضي بات يعاني من نفس المشكلات والأزمات التي نراها في عالمنا الواقعي.
وأضافت “هذا العالم الافتراضي ليس فيه التشريعات التي تضبط هذا العالم ومؤسساته المختلفة.. ولعل رؤية قطر ضرورة أن يكون هناك توافق دولي لوجود عدد من التشريعات الناظمة التي تنظم العلاقات في هذا العالم السيبراني”.
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أكد خلال كلمته في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة على الأهمية القصوى لتطور التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية ووسائل الاتصال الرقمية وغيرها، ولم يعد يمكن تصور الاقتصاد والحياة اليومية من دونها.
وقال صاحب السمو في كلمته بالأمم المتحدة: “لكن ذكرتنا سلسلة أحداث عانت منها مؤخراً عدة بلدان، أن حاجات جديدة نشأت ولم تكن معروفة في السابق، مثل حرية الاستخدام، والحاجة للدفاع عن مجال المواطنين الخاص من مخاطر اختراقه، ونبهتنا كذلك إلى الأمن السيبراني للدول. وهذه مسائل عابرة للحدود بسبب طبيعة التكنولوجيا ذاتها”.
وأضاف صاحب السمو: “فلا بد إذاً من تنظيم التعامل معها وضبط مخاطرها دولياً. وقد عانت قطر وغيرها مـن الدول من آثار القرصنة والـتجـسس الرقميـين، ما يدفعنا إلى التأكيد بقوة على هذا الموضوع، واستعدادنا للعمل مع منظمات الأمم المتحدة لتنظيمه قانونياً. ونحن نقترح الدعوة إلى مؤتمر دولي يبحث في سبل تنظيم هذا الموضوع في القانون الدولي. ونعرب عن استعدادنا لاستضافة هـذا المؤتمر”.