لوفيغارو: قطر ستطلق حزمة إجراءات لتحسين أوضاع العمالة الأجنبية

وكالات – بزنس كلاس:

تناقلت الصحف العالمية خبر اعتزام قطر رفع مستوى الحد الأدنى للأجور، واعتبرته خطوة ايجابية في إطار تحسين ظروف العمل للاستعداد لاستقبال مونديال 2022، وقد كان وضع العمال في قطر موضوعا استغلته دول الحصار لمهاجمة قطر في محاولة لسحب مونديال 2022 منها، حيث أكدت عدة تقارير إعلامية أن تنظيم كأس العالم تحول إلى نقطة نزاع جيوبولتيكي تستغلها دول الحصار للضغط على قطر.

وقالت صحيفة لوفيغارو إن الاتحاد الدولي لنقابات العمال أكد أن قطر تعتزم رفع مستوى الحد الأدنى للأجور للعمال الأجانب، حيث تعكف الدوحة على إصلاح تشريعات العمل الخاصة بها قبل كأس العالم 2022، بحلول نهاية العام. وأضافت لوفيغارو أن قطر فرضت في نوفمبر الماضي حداً أدنى للأجور يبلغ 750 ريالا (نحو 206 دولارات) شهريا للعمال الأجانب. ونقلت عن الأمينة العام للاتحاد الدولي شاران بورو قولها “نتوقع تغييرا في الحد الأدنى للأجور بحلول نهاية العام الحالي”، مضيفة “هذه أخبار سعيدة”، من دون أن تكشف عن الحد الأدنى الجديد المتوقع.

أما صحيفة ليبرسيون فقد تحدثت عن اللقاءات التي عقدتها الأمينة العام للاتحاد الدولي في الدوحة على مدى اليومين الماضيين مع المسؤولين القطريين، حيث جاء الإعلان عن الحد الأدنى للأجور كجزء من مجمل إصلاحات لقانون العمل التي أعلنت عنها الدوحة لفائدة حوالي مليوني أجنبي يعملون في ورشات البناء لمباريات كأس العالم 2022. ومن بين هذه الإصلاحات وضع حد لمصادرة جوازات سفر العمال من قبل مشغليهم.

كما أعلنت الأمينة العام للاتحاد الدولي أن قطر تجري مباحثات حول إمكانية إلغاء نظام تأشيرة الخروج الذي يفرض على العمّال الأجانب الحصول على موافقة رب العمل للمغادرة. كما وقعت الدوحة ومنظمة العمل الدولية برنامجًا للتعاون التقني في مجال العمل مدته ثلاث سنوات.

من جهتها قالت صحيفة لوبوان إن منظمة العمل الدولية افتتحت مكتبها في الدوحة، على أعقاب الإصلاحات التي أدخلتها قطر على نظام العمالة لديها، مبينة أن الدوحة قامت بحزمة من الإصلاحات في قانون العمل بما في ذلك تطبيق الحد الأدنى للأجور وإجراءات تسوية النزاعات.

الاستعداد للمونديال

وأكدت مجلة “سلايت” الأمريكية في نسختها الفرنسية أن دول الحصار تبذل قصارى جهدها لكي تمنع قطر من تنظيم كأس العالم 2022 أو التشويش على التحضيرات والتشكيك في قدرتها على التنظيم، وتبين المجلة أن الدوحة ستبلغ بهذا الحدث مكانة عالمية كبيرة جعلتها محل منافسة من الإمارات والسعودية، حيث إن الدبلوماسية الرياضية كانت رهان الدوحة للبروز على الصعيد العالمي وهو الأمر الذي فطنت له الإمارات وأزعجها مما جعلها في منافسة مستمرة مع قطر.

وأضافت “سلايت” أنه بعد الأزمة الخليجية تبذل الإمارات والسعودية “قائدة المجموعة”، كل ما في وسعهما لمنع قطر من استضافة كأس العالم 2022، أو على الأقل لتعطيل المرحلة التحضيرية المؤدية إلى الموعد الكبير، حيث عكس تنديد وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بإسناد كأس العالم لقطر نوايا الامارات ودول الحصار، وحرض الفيفا على التراجع عن منح قطر حق استضافة كأس العالم، وقالت المجلة إن قطر محاطة بالأعداء.

وبينت “سلايت” أن سياسة التأثير الرياضي بدأت في تسعينيات القرن الماضي، وللبروز على خريطة العالم، فإن القوة الناعمة الرياضية كانت محركًا حقيقيًا لمنافسة الإمارات لقطر. وفيما يتعلق بالدبلوماسية الرياضية، برزت قطر كدولة كبرى، لكنها تعرضت للمنافسة من الإمارات، حيث راهنت قطر على الرياضة لتعزيز مكانتها الدولية. وجعلت الدوحة من تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى محوراً لبروزها على الساحة الدولية. حيث إن كرة القدم هي اللعبة الرياضية رقم 1 في العالم، محط اهتمام خاص في الدوحة وسيجعل تنظيم كأس العالم في عام 2022 الدوحة في قمة أوجها.

ومن جهة أخرى، ربط عدد من الملاحظين الحصار على قطر بتنظيمها للحدث العملاق، حتى جاء التصريح المباشر من ضاحي خلفان، المسؤول الأمني الإماراتي السابق، الذي غرد على “تويتر” بأن الأزمة الدبلوماسية مع قطر يمكن أن تنتهي إذا تخلَّت الدوحة عن استضافة كأس العالم، وهي المرة الأولى التي يربط فيها أحد مسؤولي الدول العربية الأربع المحاصرة لقطر، بشكلٍ مباشر، بين البطولة وحل الأزمة المستمرة منذ شهور.

كما أفردت التايمز البريطانية تقريرا موسعا حول قطر بعنوان “خمس سنوات على مونديال قطر 2022” تحدثت فيه عن التحدي الذي تخوضه الدوحة على عدة مسارات من أجل إنجاز وعدها، مشيرة إلى أن بعض دول الحصار أفصحت علانية عن أن استضافة قطر لهذه البطولة الدولية هي عامل الضغينة الأول لديها، والذي أدى إلى كل ذلك الحصار الجائر، وكيف تحول كأس العالم إلى نقطة نزاع جيوبولتيكي تستغلها دول الجوار التي تفرض حصارا على قطر، وتطرق التقرير إلى حملات مجهولة وممولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعبر عن الحقد الإماراتي، وكيف أنتجت شركة استشارات مؤيدة للسعودية تقريرا يزعم أن كأس العالم قد لا ينظم في قطر، إضافة إلى ما نشره موقع انترسبت الأمريكي من تسريبات للبريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، والتي احتوى خططا مفصلة لسرقة كأس العالم من قطر لصالح الإمارات، لكن إصلاحات الدوحة في مجال حقوق العمال تقطع الطريق على كل تلك المحاولات.

السابق
أشغال: مشروع لتطوير طرقات جنوب الدوحة
التالي
الدوحة: افتتاح مؤتمر العمال اليوم