لوفيغارو تتحدث عن قطر.. لوحة بديعة!

باريس – وكالات -بزنس كلاس:

احتفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بالوجه الحضاري والثقافي لقطر في استطلاع مطول للصحفي الفرنسي الشهير، فاليري كوليت، تحت عنوان “قطر من اللؤلؤ إلى الثقافة”، موضحة التقدم والتطور الذي تتسم به قطر، والجمال المعماري والثقافي والحضاري الذي يأخذ العين والعقل عند زيارة هذا البلد الفريد، والتناسقية المميزة لكل شيء، وروح الوطنية والألفة التي تعكسها صورة “تميم المجد” التي تزين كل مكان في هذا البلد المميز في كل شيء.

لوحة بديعة
وذكر الصحفي الفرنسي في بداية تحقيقه، أن قطر التى تستعد لاستضافة كأس العالم عام 2022، جمعت أعظم المهندسين المعماريين والفنانين في العالم للاحتفال بتراثها المميز، وإبرازه في لوحة متناسقة آخاذه للعقل من أجل جذب السياح من العالم لزيارة متاحفها ومحمياتها الطبيعية.

وأضاف: أصبحت قطر بلد صيد اللؤلؤ واحدة من المدن الضخمة في المنطقة، التي تسعى إلى جذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ففي قلب المدينة حيث “الكورنيش” المستدير على البحر الفيروزي، ستجد خلال أشهر الشتاء الرجال والنساء يسيرون في الصباح الباكر للاستمتاع بالعطر الصباحي على هذا الممشى بجانب البحر، وستشاهد مباني شاهقة هي الأطول في العالم، شيدها أبرز المهندسين المعماريين الموهوبين على هذا الكوكب، فالكورنيش هو معرض مفتوح لأجمل البنايات، تتنافس فيه الأشكال العمودية من الزجاج والصلب، المتلألئ مع أشعة الشمس، كأنها أسطوانات من الدانتيل المعدني تختال زهوا فيما بينها، وستجد صورة “تميم المجد” في كل مكان في الدوحة، وكأنها جزء من التاريخ والجغرافيا معا، في مشهد عبقري يفيض سحرا.

المتحف الإسلامي
وأضافت الصحيفة، أنه يجب على محبي العمارة والفنون حجز نصف يوم في متحف الفن الإسلامي (MIA)، إنه جوهرة، أولاً، لأن المبنى نفسه مثير للإعجاب، وتم افتتاح المتحف قبل عشر سنوات، وقد صممه المهندس المعماري الصيني الأمريكي “إيوه مينغ بي”، مصمم “هرم اللوفر”، ويهيمن المبنى الهندسي الأبيض على الخليج، يمد ذراعين مهيبين يحيط بهما عمودان أبيضان على البحر، وتنعش أركان التراسات من النوافذ المقوسة الدائرية، وفي الداخل، درج مزدوج ضخم من الرخام الأبيض يصل الى “بهو” واسع مزين بأرضية هندسية نموذجية للفن الإسلامي، ثم تواجه نافورة كبيرة، تتدفق مياه نافورة في حوض مثمن من الرخام الأسود، وسوف تجذبك بالتأكيد المئات من التحف الفنية المرتبة في الغرف.

 

 

كنوز وجواهر ثمينة
وعن وصف المقتنيات، قال كوليت: تم إحضار هذه التحف الفنية الإسلامية من “إسبانيا، والصين، والعراق، ومصر، وتركيا…” خزف مزخرف، ومخطوطات قيمة، والمزهريات العثمانية المزينة بالورود، وسجاد إيران المميز بالألوان الزاهية والأنماط الرقيقة، جواهر ثمينة مع أحجار متعددة الألوان.. كل التحف الإسلامية تقريبا من القرن السابع إلى القرن التاسع عشر هناك، كما يحتوي المتحف على 4000 قطعة منها 900 فقط معروضة لمجوهرات إسلامية نادرة، وفي نهاية الجولة داخل المتحف يمكنك الجلوس في الشرفة المطلة على البحر، وتناول الغداء أو العشاء في المطعم الشهير المفتوح للزوار دائما، كما يمكنك زيارة المكتبة “القيمة جدا” التي تضم مئات الكتب المهمة في التاريخ الإسلامي، إنه متحف فريد بمعنى الكلمة.

سوق واقف
ويسهب الصحفي فاليري كولت في وصف جولته، ليلقي الضوء على “سوق واقف” قائلا: يجب أن ترى سوق واقف، إنه مكان للأمسيات المفتوحة، حيث تختلط محلات الذهب والتوابل والعطور والملابس، إلى جانب محلات بيع الصقور والطيور المختلفة، شوارع مرتبة ومماشي ساحرة يرتادها الزوار، مراكز خدماتية، كل شيء متوافر في مكان واحد، لا ينقصك شيء داخل هذا السوق المميز الذي يجمع بين الماضي والحاضر، بين السحر الشرقي والفخامة الغربية، كل شيء سيجذب انتباهك داخل هذا السوق المميز.

على أطراف سوق واقف تصطف عربات الأطفال للاستمتاع بالشاي اللذيذ المحلى بالهيل والحليب، في الساحة الكبيرة من السوق، تبيع النساء أطباقًا ساخنة سريعة ولذيذة، في جانب آخر يفتخر أحد الحرفيين بعرض الأساور متعددة الألوان التي يصنعها أمام عينيك، أبعد قليلا، ستجد اسطبلات بيضاء من العمارة التقليدية، تضم العشرات من الخيول العربية الأصيلة التي تعتز بها قطر، ويحرص الكثير من القطريين على تربيتها.

الشقب: مجمع الخيل الأصيل
وتضيف “لوفيغارو”، وأنت في الدوحة، عليك أن تسير على بعد بضعة كيلومترات إلى الغرب لاكتشاف غيرها من الاسطبلات، مثل تلك الموجودة في الشقب “المجمع العالمي للخيول العربية الأصيلة”، منذ خمسة وعشرين عاما نمت بشكل مضطرد على مر السنين، اليوم، يشتمل هذا المجمع الحديث على مزرعة لتربية الخيول ومركز بيطري ومركز تدريب، بالإضافة إلى اسطبلات رائعة حيث يتم تربية 740 حصانًا في أماكن مكيفة الهواء، معدة على أحدث الأنماط في العالم، بها حمام سباحة وجاكوزي، كما ستجد سبعة خيول “أبطال العالم” الذين فازوا بمسابقات الجمال، يبقون هناك عندما لا يكونون في جولة لمسابقات أو جوائز، إحدى وظائف اسطبلات الشقب هو تكاثر الخيل العربية الأصيلة، حيث تجد المهرات والفرس مدللة في اسطبلات مريحة، وتحدث 120 حالة ولادة سنويا لخيل من أجود الخيول على مستوى العالم.

مخيمات ساحرة
وفي الختام تقول الصحيفة: في عطلات نهاية الأسبوع، عندما يكون الطقس معتدلا، تحب العائلات القطرية قضاء بعض الوقت في المخيمات، كذلك الأمر بالنسبة للسياح، المخيمات المطلة على البحر تجربة مميزة، حيث يستمتع القطريون بنسيم ومنظر البحر، أو في الجنوب حيث الصحاري والمحميات الطبيعية، هناك مخيمات ساحرة حول الكثبان الرملية الرائعة، هذه المخيمات تجربة تميز قطر، حيث يمكنك ركوب الجمال، وتذوق حليب الإبل الساخن الفاخر، لا سيما في “الخور” المصنف كتراث إنساني من قبل “اليونسكو”، هذه المعسكرات أو المخيمات شيء مميز وساحر، يجب تجربته، فلن تنساه بالتأكيد.

السابق
“المصرف” يرعى معرض قطر الزراعي الدولي
التالي
دراسة لإنشاء قاعات للأفراح في منطقة المطار