وكالات – بزنس كلاس:
أكد تقرير لمجلة لوبوان الفرنسية أن الدوحة التي تتعرض للحصار من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر قامت بتنويع تحالفاتها مع عدد من الدول. كما تقوم قطر بتنظيم فعاليات دولية على غرار منتدى الدوحة في دورته الثامنة عشرة الذي حضره حسب تقرير نشر أمس لمراسل المجلة أرمين أريفي المئات من الصحفيين والدبلوماسيين والخبراء. حيث تناول المؤتمر دراسة موضوع السلام والأمن بحضور عشرين من رؤساء الدول والحكومات والوزراء، ويعكس المنتدى قدرة قطر امام العالم بأنها غير معزولة وفي هذا الصدد صرح مسؤول قطري قائلا: “إنه نصر لنا”.
وأورد التقرير أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد افتتح المنتدى مخاطبا الجموع بالتأكيد على ان الحوار هو الذي يجسر الهوة بين الفرقاء، مهما اشتدت الخلافات وهو نقطة الابتداء ونقطة الانتهاء في هذا الزمن الصعب. فيما كان من أهم ضيوف المنتدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف و نظيره التركي مولود جاويش أوغلو والامين العام للامم المتحدة وعدد كبير من كبار المسؤولين الدوليين.
وبين التقرير أن الدوحة عملت على تنويع شركائها، على سبيل المثال عن طريق التوقيع مع الصين، وأطلقت خطط استثمار كبيرة في ألمانيا وتركيا، ولتعزيز الاستثمار على أراضيها، فقد سمحت للمستثمرين الأجانب بحيازة 100٪ من أسهم الشركة في قطر. كما افتتحت الدوحة مشاريع اقتصادية رئيسية جديدة، بما في ذلك ميناء حمد في الدوحة، وسارعت في تشييد بنيتها التحتية المتعلقة بكأس العالم 2022 التي تستعد قطر إلى تنظيمها. فيما صرح رجل أعمال فرنسي للصحيفة “لقد حولت قطر هذا الحدث إلى فرصة”. وتمكنت من مواجهة الخطر – الذي ورد ذكره في بعض الأحيان – من غزو عسكري لأراضيها وغيره، كما زادت الدوحة في قدراتها الدفاعية، حيث تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في منطقة العُديد، وضاعفت في مشترياتها من الأسلحة الغربية. وقد حصلت قطر على طائرات مقاتلة من طراز F-15 من الولايات المتحدة، والرافال من فرنسا، ويوروفايتر تايفون من المملكة المتحدة، وسفن حربية من إيطاليا. كما دخلت قطر في مفاوضات مع روسيا من أجل الحصول على نظام دفاع جوي من طراز S 400، الأمر الذي أثار غضب السعودية. و حسب التقرير فانه بعد عام ونصف العام من بدء الحصار، قطر نجحت في اجتياز أسوأ أزمة مرت بها.
التفوق القطري
وأوضح التقرير انه بقيادة المضطرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومرشده، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، تمت محاصرة الدوحة بهدف قطع علاقاتها مع إيران، العدو الإقليمي المشترك للسعودية والإمارات، فيما تم بين عشية وضحاها إغلاق الحدود البرية لقطر مع جيرانها. وتجميد التبادلات الاقتصادية إلى جانب طرد المواطنين القطريين من بلدان الحصار، في حين أن لديهم العديد من الروابط العائلية في البلدان المجاورة. وقال رجل أعمال فرنسي له مداخله في منتدى الدوحة: “تخيلوا أربعة أشخاص يقفزون على رجل في الشارع ويهاجمونه: هذا ما مرت به قطر”. “وجدت البلاد نفسها في مواجهة، لكنها نجحت بفضل مواردها المالية. ”
واستنكارًا لمحاولة “وضعها تحت حراسة ” و التحكم في سياستها الخارجية، فضلاً عن استعداد جيرانه للإطاحة بالدولة القطرية، لم تستسلم الدوحة أكبر مصدر في العالم الأول للغاز الطبيعي المسال، و استخدمت قطر جيدا احتياطياتها و ضخت مليارات الدولارات في الاقتصاد لتعويض الانخفاض في الودائع المصرفية. ومن المفارقات أن صادرات الغاز الطبيعي المسال من الدوحة للإمارات لم تنقطع لم يتأثر بالحصار بل زاد إنتاجه الغاز بنسبة 30٪ ليصل إلى 100 مليون طن سنوياً.
التقارب مع تركيا
قال التقرير إن هناك تقاربا مهما بين قطر وتركيا التي كانت من بين أوائل الدول التي دعمت قطر في الأيام الأولى من الأزمة على وجه الخصوص، قدمت أنقرة الواردات من المواد الغذائية والضروريات الأساسية للبلاد عندما واجهت الحصار على حين غرة. وتم تعزيز التعاون الثنائي وحسب خبير في شؤون المنطقة “العلاقة مع تركيا هي الآن إستراتيجية، هناك ارتفاع في الاستثمار بين الشركات القطرية و التركية.
وذكر التقرير بقضية جمال خاشقجي حيث تم اغتيال الصحافي السعودي، يوم 2 أكتوبر في قنصلية السعودية في اسطنبول، مما أضر إلى حد كبير بصورة السعودية في العالم، سيما و أن محمد بن سلمان وحسب وكالة المخابرات المركزية هو المشتبه به الأول في عملية القتل. ومنذ ذلك الحين، هناك عدة إشارات من الرياض إلى رغبة السعودية في التقارب مع “الأخ” القطري. و في 24 أكتوبر، بمناسبة منتدى الاستثمار الدولي في الرياض، قال ولي العهد السعودي، و رغم الحصار المفروض على قطر، أن “القطريين لديهم اقتصاد قوي”. بعد شهر من ذلك، دعا الملك سلمان رسميا حضرة صاحب السمو للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي.