حينما يتقدم ألفارو موراتا مهاجم ريال مدريد الإسباني على روميلو لوكاكو وهاري كين وأندريا بيلوتي في قائمة المهاجم المطلوب خلال الصيف، فحينها يجب أن نتساءل عن الأسباب التي تدفع جوزيه لفعل ذلك.
موراتا كما نعلم جميعاً لم يلعب الدور الأساسي طوال مشواره الاحترافي حتى الآن، فحينما تواجد في يوفنتوس كان مهاجم بديل وليس أساسي في معظم المباريات، وكذلك الأمر قبل رحيله عن ريال مدريد، كما أن بعد عودته إلى العاصمة الإسبانية لم يتغير الكثير حيث بقي كريم بنزيما هو الخيار الأول للمدرب زيدان.
لذلك يبدو مستغرباً أن يفضل مورينيو التعاقد مع موراتا على ضم لوكاكو وهاري كين الذين قدموا أداء رائع في الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وشكلوا حجر رئيسي في نجاح فرقهم.
في الحقيقة هناك عدة أسباب تتضافر في تفضيل موراتا على غيره.
1- مورينيو يعرف موراتا جيداً، بل أنه كان السبب في ترفيعه للفريق الأول في ريال مدريد، وصرح سابقاً بأنه طلب من فلورنتينو بيريز الإبقاء عليه ضمن صفوف فريقه وعدم بيعه لنادي آخر على الرغم من صغر سنه، على عكس لوكاكو الذي طلب من تشيلسي التخلي عن خدماته.
جوزيه يعرف قدرات موراتا جيداً ومنح اللاعب الثقة في الماضي، لذلك من الطبيعي أن يكون خياره الأول حالياً.
2- موراتا يجيد اللعب خارج منطقة الجزاء بشكل أفضل من بيلوتي، لوكاكو، وبدرجة أقل هاري كين. جوزيه يعلم بأن موراتا مرن تكتيكياً ويستطيع شغل أكثر من مركز في خط الهجوم، سواء كان الجناح الهجومي، المهاجم الثاني، أو رأس الحربة، بل أن جوزيه اعتمد عليه موسم 12\2013 في مركز الجناح الهجومي الأيسر ضد برشلونة.
هذه المرونة التكتيكية لا تتوفر في الحقيقة بالمرشحين الآخرين مثل بيلوتي ولوكاكو وكين، كما لا تتوفر فيهم القدرة على مساعدة الفريق تكتيكياً في الدفاع عن مرماه، على عكس موراتا الذي يستطيع القتال على الكرة لاستعادتها من المنافس، ويفهم بشكل لا بأس به كيفية إغلاق المساحات أمام المنافس حينما يرتد فريقه لأداء الواجبات الدفاعية، اكتسب هذه الميزة من عمله مع مورينيو سابقاً، ثم أليجري وزيدان، بحيث كان مهاجم مساعد وليس المهاجم الأول.
لا ننسى أيضاً أن موراتا يملك قدرة أفضل من بيلوتي وكين في التسديد من خارج منطقة الجزاء، وهو أكثر سرعة بكثير من بيلوتي ولوكاكو أثناء الانطلاق بالكرة، وهذه ميزات يطلبها مورينيو بشدة في ظل رغبته بتطوير الهجمة المرتدة في اليونايتد.
3- موراتا أكثر خبرة وتجربة من لوكاكو وهاري كين. حينما تلعب في يوفنتوس، ثم ريال مدريد، فهذا يمنحك تجربة وخبرة أفضل في المواعيد الكبرى والهامة. موراتا لعب في نهائي دوري الأبطال 2014 لفترة جيدة من الوقت، وتواجد في النهائي 2015 وكان عنصر حاسم في تفوق اليوفي على ريال مدريد في نصف النهائي، كما شارك لبعض الوقت في المباريات المصيرية لريال مدريد في الموسم الحالي.
كل هذه التجارب تجعل موراتا يملك شخصية البطل التي ينقصها الثقة والاستمرارية في الملعب فقط، فيما تنقص هذه التجارب بقية المهاجمين المرشحين لليونايتد.
4- موراتا يملك طاقة داخلية كبيرة جداً بحاجة لمن يفجرها بعد إجلاسه على دكة البدلاء لصالح ماندزوكيتش وبنزيما وغيرهم. وباعتباره لاعب مقاتل ويصر على إثبات نفسه فإنه يصبح اللاعب المطلوب تماماً لتشكيلة مورينيو لأن الأخير يتميز بقدرته على استغلال العامل النفسي للاعبيه من أجل تحويلهم لمحاربين في الملعب.
هذه الطاقة ربما تنقص لوكاكو وكين وبيلوتي باعتبارهم لاعبين أساسيين في فرقهم، بل لا نعرف إن كانوا مستعدين للقتال من أجل إثبات قدراتهم أم لا، مثلما فعل وما زال يفعل موراتا.
5- التفاوض مع ريال مدريد على ضم موراتا أسهل من التفاوض على لاعبين آخرين، وأخص بالذكر هنا هاري كين. الأخير يعتبر حجر رئيسي في نجاح وقوة توتنهام، ومعظم الأندية تحاول تجنب التفاوض مع دانييل ليفي رئيس السبيرز، بالمقابل فإن موراتا لا يعد المهاجم المفضل لزيدان وبيريز في تشكيلة الفريق حالياً، لذلك ربما يسمحون له بالرحيل إن طلب اللاعب ذلك وتوفر المبلغ المناسب لفسخ عقده وجلب بديل جيد له بعد الرحيل.