لو سألت أي مناصر لريال مدريد في منطقة الشرق الأوسط حول هوية أفضل لاعب في تاريخ النادي سيقول لك على الأغلب ““كريستيانو رونالدو”، لكن الوضع مختلف تماماً في إسبانيا، على الأقل ليس بنفس النسبة التي نجدها في منطقتنا العربية.
في بداية الموسم، صحيفة آس الإسبانية أجرت استطلاع للرأي حول إن كان رونالدو الأفضل في تاريخ النادي أم لا، وكانت الإجابة صادمة حينما أكدت نسبة لا تقل عن 50% أن المهاجم البرتغالي ليس الأفضل، وفي استطلاعات أخرى أجرتها نفس الصحيفة تفوق ألفريدو دي ستيفانو على الدون.
وقبل بضعة أسابيع طلب مذيع إسباني من راؤول جونزاليس ترتيب أساطير النادي الملكي، وقام راؤول بوضع رونالدو في المرتبة الثالثة خلف دي ستيفانو وخينتو، وهذا يقودنا إلى سؤال في غاية الأهمية، لماذا هناك خلاف على أحقية رونالدو بلقب الأفضل في تاريخ الريال رغم أنه الهداف التاريخي للنادي في جميع البطولات ؟
جنسيته وشخصيته
الجنسية تلعب دوراً أحياناً في مثل هذه القضايا، ورغم أن الإجماع دائماً على الأرجنتيني دي ستيفانو إلا أن الأخير يعتبره البعض لاعباً إسبانياً كونه خاض مع منتخب اللاروخا 33 مباراة مقابل 6 مباريات فقط مع منتخب الأرجنتين.
الجماهير تحبذ دائماً أن يكون أساطير النادي من جنسية البلد التي ينتمون لها، لذلك نجد تفضيل دي ستيفانو وخينتو وأحياناً راؤول وايكر كاسياس على النجم البرتغالي، ورغم أن هذا العامل يخص فئة معينة من الجماهير المتعصبة لكنه يساهم بشكل أو بآخر في هذا النزاع.
كذلك هناك عامل مهم وهو شخصية رونالدو المتمردة أحياناً، فالنجم البرتغالي لا يقبل النقد من الجماهير ولديه العديد من اللقطات المثيرة للجدل في سانتياجو برنابيو كان آخرها تلفظه بكلمات نابية تجاه الجماهير التي تطلق عليه صافرت الاستهجان بعد أن فقد الكرة في إحدى المباريات هذا الموسم.
رونالدو ليس الأفضل من حيث الألقاب
رونالدو ساهم بتتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، ولقب الليجا مرة واحدة، ولقبين في كأس الملك، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ورغم ذلك هناك العديد من اللاعبين الذين حققوا مع النادي ألقاب أكثر على رأسهم دي ستيفانو، راؤول، خينتو، بوشكاش، كاسياس وحتى سيرجيو راموس.
لم يقضي وقت طويل في النادي وما زال يلعب
قد يكون العامل الأهم في الجدل الدائر حول هذه المسألة، فرونالدو يعيش الآن موسمه الثامن مع الريال، في حين أن لاعب مثل دي ستيفانو قضى 11 موسم، أما راؤول فقد لعب في الفريق الأول لمدة 16 موسم، والأمر نفسه ينطبق على كاسياس، وراموس وخينتو وغيرهم الكثير.
كذلك يميل الناس إلى تقديس اللاعبين المعتزلين بشكل أكبر، ورونالدو ما زال يلعب الآن ويمر بفترات هبوط وصعود في المستوى، فالحكم عليه دائماً يتم من خلال الفترة التي يعيشها، وليس بمجمل ما فعله مع النادي.
عند اعتزال رونالدو أو رحيله من المفترض أن تختلف آراء الكثيرين، لأنه سيكون قد قضى وقت أطول مع النادي، وكذلك لأن الحكم عليه سيكون من خلال مسيرته الكاملة مع الفريق وليس التركيز على بعض الفترات التي عانى فيها.
أساطير عديدة في ريال مدريد وتاريخ مرعب
المشكلة التي تواجه رونالدو أنه ينافس العديد من اللاعبين الذين حققوا إنجازات عظيمة في ريال مدريد، لاسيما وأن الفريق الملكي يملك سجل حافل من الألقاب والإنجازات منذ زمن طويل، أي أن المهاجم البرتغالي لم يفعل شيء مميز يجعله أفضل من غيره باستثناء معدله التهديفي الذي لا يضاهيه أحد به.
فمثلاً، كان من السهل على ليونيل ميسي أن يتربع على قائمة أساطير النادي لأن برشلونة لم يمتلك العديد من اللاعبين الذين قضوا فترة طويلة في النادي وحققوا إنجازات كبيرة كالفوز بلقب دوري الأبطال مثلاُ، فرغم أنه مر عليه العديد من الأساطير مثل رونالدو، ريفالدو، كلويفيرت، روماريو، كرويف ومارادونا، لكن جميعهم لم يقضوا سوى بضعة مواسم وبعضهم رحل بعد موسم واحد فقط، وبالتالي فإن ميسي ينافس عدد أقل من اللاعبين من الذين ينافسهم رونالدو في ريال مدريد.