الدوحة – قنا – بزنس كلاس:
اعتبرت وزارة الخارجية اقتصار نقل الحجاج القطريين عن طريق الخطوط السعودية فقط، أمرا غير مسبوق وغير منطقي. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، في تصريح صحفي اليوم الإثنين 21 أغسطس / آب: “قصر نقل الحجاج القطريين عن طريق الخطوط الجوية السعودية فقط أمر غير مسبوق وغير منطقي ويثير الاستغراب ويخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على تيسير أداء هذه الفريضة لجميع المسلمين”.
وأضاف الرميحي: “المعتاد والمتعارف عليه أن يتم نقل الحجاج من أي دولة عن طريق وسائل النقل الوطنية الجوية والبرية والبحرية في تلك الدولة، بالإضافة إلى وسائل النقل الأجنبية الأخرى على أن يكون ذلك في إطار البعثة الوطنية للحج”.
وبشأن السماح للخطوط الجوية السعودية بنقل الحجاج القطريين، أوضح الرميحي، أنه يتم التنسيق في ذلك مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من خلال بعثة الحج، وفقاً للمعمول به في السابق؛ وذلك حفاظاً على سلامة وأمن الحجاج القطريين”.
وشدد الرميحي على أن دولة قطر أو الحجاج القطريين “ليسوا بحاجة إلى المساعدة بشأن نفقات أداء فريضة الحج، وإظهارها على شكل صدقة حيث أن للصدقة مستحقين أقرب لهم من الحجاج القطريين”،
وأكد أن تيسير أداء هذه الفريضة للحجاج يكون من خلال رفع الحصار عن دولة قطر دون قيد أو شرط، وهذا ما يتوافق مع طبيعة هذه الفريضة، وهو ما يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمواثيق الدولية، وتمكين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية من تسيير بعثة الحج القطرية، ونقل الحجاج القطريين حسب خياراتهم من خطوط الطيران، سواء كانت الخطوط الجوية القطرية، أو غيرها من الرحلات المسيرة.
ودعا الرميحي إلى ضرورة تجنيب أداء فريضة الحج عن الخلافات السياسية بين الدول، وعدم عرقلة أدائها عن طريق وضع شروط تمس سيادة الدول أو تمس حقوق مواطنيها أو كرامتهم في هذا الشأن، والبعد عن استغلالها كأداة للتجيير السياسي.
ويأتي الرد الرسمي القطري، بعد إعلان شركة الخطوط السعودية، أمس، “تعذر” نقل الحجاج القطريين من مطار الدوحة، بسبب عدم سماح السلطات القطرية لطائرات بالهبوط في مطار حمد الدولي، على الرغم من تقديم طلب بذلك مسبقاً.
وكان الشيخ عبد الله بن على آل ثاني، وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر، أعلن أنه توسط لدى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، للسماح للحجاج القطريين بأداء الفريضة لهذا العام.
وقالت وسائل الإعلام السعودية، أن بعض مئات الحجاج القطريين دخلوا عبر المعبر البري الدولي بين البلدين (بوسمرة — سلوى)، وتم نقلهم من مطارات المنطقة الشرقية إلى مطاري المدينة المنورة وجدة، عبر طائرات “السعودية”.
من جانبها، أكدت وسائل الإعلام القطرية، أن عدة عشرات من المواطنين القطريين عبروا منفذ “بوسمرة” الحدودي مع السعودية، رغبة في التواصل مع أقاربهم في المملكة، وليس لأداء فريضة الحج.
ومنذ بدء موسم الحج، تبادل الطرفان السعودي والقطري الاتهامات بـ “تسييس” الموسم لهذا العام، حيث رفضت السلطات السعودية للحجاج القطريين والمقيمين في الدولة الوصول إلى الديار الحجازية، عبر الطائرات المسجلة في قطر.
وأعلنت الدوحة حينها فشل الموسم، بسبب الشروط السعودية، ولعدم التأكد من سلامة الحجاج، حيث أنه “تم طرد الحجاج القطريين من فنادق المدينة المنورة”.