أثارت لقطة إحراج ليونيل ميسي نجم برشلونة لأحد المذيعين المصريين الشهيريين جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف والمواقع العربية وحتى العالمية، وذلك كون المسألة كانت متعلقة بدولة “مصر”، مما خلق ردود أفعال عنيفة من المتتبعين، منهم من هاجم اللاعب والبعض الآخر ألقى اللوم على المذيع نفسه.
ليونيل ميسي زار دولة مصر قبيل 3 أيام في حملة لترويج السياحة الطبية ومحاربة “فيروس سي”، وكان من المخطط أن يجري حواراً مع أحد المذيعين للحديث عن هذه الحملة قبيل التوجه إلى المؤتمر الرئيسي، وفي نهاية هذا الحوار طلب المذيع من ميسي ترديد أنه يحب مصر لينشر هذه الرسالة إلى العالم، لكن النجم الأرجنتيني رفض ذلك وقرر مغادرة المكان على الفور، ونحن بدورنا سنحاول تفسير السبب وراء ردة فعل أفضل لاعب في العالم 5 مرات.
المسألة شخصية ولا علاقة لها بمصر
ربما يلوم البعض ميسي على تصرفه، لكن ما هو مؤكد أن النجم الأرجنتيني ليس لديه أي مشكلة مع دولة مصر ككيان وشعب، فقد تحدث عنها بشكل إيجابي في بداية المقابلة وأكد على سعادته لزيارة الأهرامات وما شابه ذلك.
انزعاج ميسي كان لأسباب مهنية تجاه المذيع نفسه الذي لم يلتزم في عدد الأسئلة المتفق عليها، حيث كان من المفترض أن يجيب البرغوث على 5 أسئلة، في حين قام المذيع بتوجيه 6 أسئلة مباشرة وبعض الأسئلة الجانبية، وأضاف على ذلك طلبه بالتصريح بحب مصر في نهاية المقابلة، الأمر الذي جعل ميسي يشعر بالغضب لأن المذيع تخطى الحدود المتفق عليها.
أمر آخر يجب تسليط الضوء عليه في هذا الجانب، هو أن الحوار كان من المفترض أن يدور حول سبب زيارة ميسي لمصر، وبمعنى آخر أن يتم الحديث عن هذه الحملة الطبية والتي هدفها إنساني بحت، لكن المذيع لم يوجه سوى سؤال وربما اثنين فقط في هذا الشأن، مما شعر ميسي أنه يتم استغلاله للترويج إلى السياحة بشكل عام في مصر.
لا شيء بالمجان عند المحترفين
أكثر من نصف دخل ميسي سنوياً يكون من الإعلانات التي يقوم بها لصالح بعض الشركات العالمية، فهو يجني في هذا المجال بنفس قيمة راتبه من برشلونة وربما أكثر، مما يعني أن الإعلانات تعد أحد مصادر الدخل الرئيسية للنجم الأرجنتيني.
من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى رفض ميسي الموافقة على طلب المذيع هو أنه لم يتقاضى شيء مقابل هذا الإعلان الواضح والصريح، فالمشاهير العالميين لا يقدمون شيء مجاني إلا في الحالات الإنسانية فقط، وما طلبه المذيع كان خارج هذا الإطار.
ميسي يمر في أوقات صعبة
من شاهد غضب صاحب الكرة الذهبية 5 مرات بعد تسجيله هدف الفوز أمام ليجانيس من علامة الجزاء يعي تماماً مدى خيبة الأمل التي يشعر بها الآن، فمن الواضح أن النجم الأرجنتيني يشعر بالتعاسة بعد الهزيمة برباعية ومستوى فريقه الهزيل أمام ليجانيس، كما كان واضح أيضاً عليه التأثر بهذه الظروف أثناء زيارة لمصر التي جاءت بعد هاتين الواقعتين مباشرة.
ربما كان ميسي سيكسر القواعد الاحترافية ويوافق على ما طلبه المذيع لو أنه كان في حال أفضل، لكن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها مع فريقه كان من الصعب عليه التنازل وتقديم ترويج مجاني، خصوصاً وأن المذيع لم يلتزم بالاتفاق كما أوضحنا في النقطة الأولى، فلا يمكن فصل هذه العوامل عن بعضها لأنها متراكمة وأنتجت ردة فعل محرجة بالنسبة للمذيع، فوراء كل تصرف هناك سلسلة من المعتقدات، الظروف والمشاعر، هذا ما يفسره لنا علم النفس.
شخصية ميسي باردة
الجميع يعلم أن ليونيل ميسي من الشخصيات التي تتصرف ببرود بشكل دائماً، فهو ليس من الأشخاص الذين ينخرطون بسهولة مع الأحداث، ودائماً ما يأخذ مواقف محايدة، كما أن النجم الأرجنتيني ليس بارعاً بالتصرف في المواقف التي تفاجئه ويفضل في الغالب الانسحاب كما فعل تماماً أثناء الحوار الصحفي، وهذا شيء لا يعيبه على الإطلاق فهو جزء من شخصيته، ولمزيد من التفاصيل حول هذه المسألة يمكنكم قراءة هذا المقال الذي تم كتابه قبل بضعة أشهر.